يحوم حول ظاهرة الزلازل عدد من المعتقدات، يختلف بعضها من بلد إلى آخر، لكن المشترك بينها عدم استنادها على حقائق علمية أو خلاصات أبحاث موثوق فيها.
وفيما يلي بعض أبرز هذه الأوهام المنتشرة:
الكلاب وباقي الحيوانات تشعر بالزلزال قبل حدوثه: من المستحيل الجزم بأن الكلاب أو الحيوانات الأخرى تتصرف بشكل غير معتاد لأنها استشعرت قرب وقوع زلزال ما، فالتغيرات في سلوك الحيوانات قبل حدوث زلازل سجلت فعلا، ولكنها لم تكن قاعدة عامة تحدث كل مرة، ففي بعض الأحيان لم يسجل أي سلوك مشابه قبل وقوع الكارثة.
وتعود أولى الملاحظات على سلوك الحيوانات قبل وقوع الزلازل الكبيرة إلى سنة 373 قبل الميلاد في اليونان، فقد سجل مغادرة الجرذان وابن عرس والثعابين لمساكنها، وتوجهها إلى أماكن آمنة، وذلك أياما قبل وقوع الزلزال.
للزلازل طقس خاص في القرن الرابع قبل الميلاد، قال الفيلسوف اليوناني أرسطو إن الزلازل كانت ناجمة عن رياح محاصرة في تجويفات الكهوف، كما كان يُعتقد أن الهزات الصغيرة ناجمة عن دفع الهواء على أسطح الكهوف، والهزات الكبيرة ناجمة عن كسر الهواء لسطح الأرض.
أدت هذه النظرية إلى الاعتقاد بوجود طقس للزلازل، لأنه بسبب احتباس كمية كبيرة من الهواء تحت الأرض، سيكون الطقس حارا وهادئا قبل وقوع الزلزال. ولكن روايات أخرى ذكرت أن بعض الزلازل حدثت في ظروف هادئة وغائمة، وكانت تسبقها عادة رياح قوية ونيازك.
فلا يوجد شيء يمكن تسميته "طقس الزلزال"، فمن الناحية الإحصائية ثمة توزيع متساو تقريبا للزلازل بين الطقس البارد والطقس الحار والطقس الممطر، وما إلى ذلك.
الزلازل الكبيرة تقع في الساعات الأولى من الصباح: مثلما أن الزلازل تقع بصرف النظر عن الظروف المناخية فوق الأرض، فإنها تقع في أوقات مختلفة وليس بالضرورة في ساعات الفجر، فالزلزال الذي ضرب ولاية كاليفورنيا غربي الولايات المتحدة في 1940 حدث في الساعة 9:36 صباحا، والزلزال الذي ضرب مدينة سان فرانسيسكو في العام 1989 سجل في 5:30 مساءً.
وما يحدث هو أن عددا من الناس يربطون بين وقوع زلازل يتذكرونها وبين توقيت معين يكون في ساعات مبكرة من الصباح، في حين أنهم ينسون زلازل أخرى وقعت في أوقات مغايرة.
قد تنفتح الأرض كثيرا وتبتلع البشر والمباني: قد نشاهد مثل هذه المناظر في الأفلام ونقرأ عنها الكتب، لكن ذلك ليس ما يقع في الحقيقة، ذلك بأنه إذا انفتح الصدع الناتج عن الزلزال، فإنه لن يكون هناك أي احتكاك بين الصفائح التكتونية، وبالتالي لن يقع أي زلزال.
وما تحدثه الزلازل هو أنواع متعددة من تشوهات للأرض، وهذا يتضمن تشققات وتصدعات قد يسقط فيها الناس والسيارات وأشياء أخرى.
أكثر مكان آمن يُحتمى بها من الزلازل هو مداخل المباني: هذا الأمر يكون صحيحا إذا كان المنزل مبنيا من الطين، ولكن في المنازل الحديثة فإن المداخل ليست بأقوى من باقي مكونات المنزل.
وفي حقيقة الأمر فإنك قد تتأذى على الأرجح إذا اخترت مدخل المنزل، لأن الباب قد يتأرجح بشدة جراء الزلزال ويسقط عليك. وأما في المباني العامة، فإنك قد تضع نفسك في خطر إذا بقيت في مدخلها لأن الناس تسارع للخروج منه، وربما تتعرض للدهس.
الزلازل الضعيفة تسهم في إبعاد الزلازل القوية: يتطلب الأمر 30 زلزالا شدتها 3 درجات على مقياس ريختر لتعادل القوة المنبعثة من زلزال شدته 4 درجات، كما يتطلب الأمر 900 زلزالا شدتها 3 درجات لمعادلة قوة زلزال شدته 5 درجات.
وفي حين أن الزلازل الصغيرة قد تخفف الضغط مؤقتا على خط الصدع، فإنها لا تمنع من وقوع زلزال كبير.
الزلازل صارت تحدث بوتيرة أكبر: يقول الباحثون في مجال الزلازل إن التي تبلغ شدتها 7 درجات فما فوق حدثت بوتيرة مستقرة طيلة 100 عام الماضية، ولكنها تراجعت في السنوات القليلة الماضية.
وما يُلاحظ هو أن تزايد عدد مراكز الرصد الزلزالي في العالم، وتطور الوسائل المتاحة لتسجيل حتى الزلازل الصغيرة التي لم يكن بالمقدور تسجيلها في فترات سابقة، هو ما قد يدفع للإحساس بوقوع عدد أكبر من الزلازل في الفترة الحالية.
كل الناس تصاب بالارتباك عند وقوع زلزال قوي: إن الفكرة القائلة بأن الناس بشكل عام دائما ما يصابون بالذعر، ويركضون بجنون أثناء وبعد الزلازل، مما يخلق مواقف أكثر خطورة لهم وللآخرين، هو اعتقاد شائع، فقد أظهرت الأبحاث أن الناس يميلون إلى حماية أنفسهم ومساعدة الآخرين أثناء الزلازل وبعدها، فمعظم الناس لا يرتبكون كثيرا خلال الزلزال.
من المهم التنبيه إلى أن هذا التقرير استند في مضمونه على مواقع هيئة المسح الجيولوجي الأميركية "يو إس جي إس" (USGS)، وجامعة ولاية كاليفورنيا سان ماركوس، فضلا عن الصليب الأحمر في منطقة لوس أنجلوس الكبرى، وقناة "بي بي سي" (NBC) الأميركية.