تخطي إلى المحتوى
السؤال الكبير الغائب!!..من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ـ رحمه الله السؤال الكبير الغائب!!..من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ـ رحمه الله > السؤال الكبير الغائب!!..من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ـ رحمه الله

السؤال الكبير الغائب!!..من أرشيف الأستاذ محمد عدنان سالم ـ رحمه الله

● في غمرة الصراع الدائر؛ الطافي على السطح ، أو الكامن بانتظار الموعد المحدد لإشعال فتيله؛ الكل منشغل بالأحداث اليومية؛ انخراطاً فيها، أو اكتواءً بنارها، أو هرباً من جحيمها إلى معسكرات اللجوء، أو هجرةً على متن قارب يوشك أن يرميه طعمة للأسماك، أو تشبثاً بأرضه يتحاشى قذيفة؛ يدرك إمكانية إصابته بها، ويستبعدها متعللاً بقانون الاحتمالات..

في غمرة الصراع الدائر، وحصيلته الفاجعة؛ قتلاً واعتقالاً، وتعذيباً، وتجويعاً، وتشريداً، وترويعاً، وهدماً للمنازل، وتعطيلاً للموارد؛ تحوَّل كله إلى مجرد أرقامٍ إحصائية حول أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين، وأعداد البيوت والقرى المهدمة؛ تتداولها المنظمات الدولية، وتشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام.

● في غمرة هذا الصراع المرير الدائر؛ يبرز السؤال الكبير: من المستفيد؟!

إذا رحنا نستعرض ميادين الصراع؛ من العراق، وسورية، ولبنان، إلى مصر، وليبيا؛ لم نجد بلداً أفضى به الصراع إلى حالة استقرار، تمكنه من استئناف حياة كريمة؛ مما يؤكد لنا أن أحداً من أطراف الصراع الداخلي في هذه البلدان- شعوباً وحكومات، وأحزاباً و (ميلشيات)- لم يجنِ من تورطه في الصراع سوى المزيد من المشكلات، ومن إثارة الإِحن والأحقاد!!

● فإذا طرحنا السؤال الكبير مجدداً من المستفيد؟! لم نجد صعوبة في تسميته: إنه حتماً إسرائيل التي كفاها هذا الصراع الداخلي مؤونة القتال في حربها المستمرة مع هذه الشعوب؛ منذ احتلالها الاستيطاني لأرض فلسطين، وطرد أهلها!!   

لكن إسرائيل السعيدة بهذا الصراع؛ لا يمكن لها التدخل المباشر - في إدارته وإدامته- الذي يمكن أن يدفع المعتدى عليه إلى الكف عنه، ورصِّ صفوفه لمواجهة عدوٍّ خارجي مشترك!!

● ثمة جهات دولية جاهزة دائماً لمد أيديها (الحانية)، بطلبٍ ومباركةٍ من أطراف الصراع الداخلي، تقدم الوعود المغرية لكلا الطرفين، وتتحكم في تنفيذها؛ بالشكل الذي يتيح لها مدَّ الصراع؛ ليظل مفتوحاً أطول مدة؛ تحقق أهدافها؛ في إنهاك الشعوب وحكوماتها خدمةً لإسرائيل من جهة، وفي كسب تجارة رابحة معها؛سوقاً مفتوحة لاستهلاك منتجاتها، ولتزويدها بالمواد الخام واليد العاملة الرخيصة، من جهة أخرى.

******

● تُرى!! إذا ما اتضح لنا الجواب على هذا السؤال الكبير،هل سوف نعمد إلى سيوفنا المشهَرة بيننا فنُغْمِدَها ، لندير صراعاتنا على طاولة التفاوض؛ حقناً للدماء، وحفاظاً على وحدة أمتنا وأمنها وشرفها؟! أم سنفضل البقاء دميةً في يد شياطين أميركا وشركائها، يتلهَّوْن بعرضها على أطفالهم في مسرح الدمى؟!

هل سنصغي إلى نداء عقولنا، لنخطط مستقبلنا على نارٍ هادئة، وخطوات متعاقبة؛ مدروسة الاحتمالات ، مضمونة النتائج؟!

العقل يصرخ فينا بأعلى صوته: كُفّوا أيديَكم.. رصّوا صفوفكم.. لا تدَعوا للشيطان فُرُجات بينكم.. أضمنْ لكم تغييراً؛ يحوِّلكم من حالة الإمَّعة (المفعول به)، إلى حالة (الفاعل) الذي يصنع التاريخ!!

تـغيــيـــــــــر 21changing  

الثلاثاء  23/09/2014

                          السؤال الكبير الغائب!!

● في غمرة الصراع الدائر؛ الطافي على السطح ، أو الكامن بانتظار الموعد المحدد لإشعال فتيله؛ الكل منشغل بالأحداث اليومية؛ انخراطاً فيها، أو اكتواءً بنارها، أو هرباً من جحيمها إلى معسكرات اللجوء، أو هجرةً على متن قارب يوشك أن يرميه طعمة للأسماك، أو تشبثاً بأرضه يتحاشى قذيفة؛ يدرك إمكانية إصابته بها، ويستبعدها متعللاً بقانون الاحتمالات..

في غمرة الصراع الدائر، وحصيلته الفاجعة؛ قتلاً واعتقالاً، وتعذيباً، وتجويعاً، وتشريداً، وترويعاً، وهدماً للمنازل، وتعطيلاً للموارد؛ تحوَّل كله إلى مجرد أرقامٍ إحصائية حول أعداد القتلى والجرحى والمعتقلين، وأعداد البيوت والقرى المهدمة؛ تتداولها المنظمات الدولية، وتشكل مادة دسمة لوسائل الإعلام.

● في غمرة هذا الصراع المرير الدائر؛ يبرز السؤال الكبير: من المستفيد؟!

إذا رحنا نستعرض ميادين الصراع؛ من العراق، وسورية، ولبنان، إلى مصر، وليبيا؛ لم نجد بلداً أفضى به الصراع إلى حالة استقرار، تمكنه من استئناف حياة كريمة؛ مما يؤكد لنا أن أحداً من أطراف الصراع الداخلي في هذه البلدان- شعوباً وحكومات، وأحزاباً و (ميلشيات)- لم يجنِ من تورطه في الصراع سوى المزيد من المشكلات، ومن إثارة الإِحن والأحقاد!!

● فإذا طرحنا السؤال الكبير مجدداً من المستفيد؟! لم نجد صعوبة في تسميته: إنه حتماً إسرائيل التي كفاها هذا الصراع الداخلي مؤونة القتال في حربها المستمرة مع هذه الشعوب؛ منذ احتلالها الاستيطاني لأرض فلسطين، وطرد أهلها!!   

لكن إسرائيل السعيدة بهذا الصراع؛ لا يمكن لها التدخل المباشر - في إدارته وإدامته- الذي يمكن أن يدفع المعتدى عليه إلى الكف عنه، ورصِّ صفوفه لمواجهة عدوٍّ خارجي مشترك!!

● ثمة جهات دولية جاهزة دائماً لمد أيديها (الحانية)، بطلبٍ ومباركةٍ من أطراف الصراع الداخلي، تقدم الوعود المغرية لكلا الطرفين، وتتحكم في تنفيذها؛ بالشكل الذي يتيح لها مدَّ الصراع؛ ليظل مفتوحاً أطول مدة؛ تحقق أهدافها؛ في إنهاك الشعوب وحكوماتها خدمةً لإسرائيل من جهة، وفي كسب تجارة رابحة معها؛سوقاً مفتوحة لاستهلاك منتجاتها، ولتزويدها بالمواد الخام واليد العاملة الرخيصة، من جهة أخرى.

******

● تُرى!! إذا ما اتضح لنا الجواب على هذا السؤال الكبير،هل سوف نعمد إلى سيوفنا المشهَرة بيننا فنُغْمِدَها ، لندير صراعاتنا على طاولة التفاوض؛ حقناً للدماء، وحفاظاً على وحدة أمتنا وأمنها وشرفها؟! أم سنفضل البقاء دميةً في يد شياطين أميركا وشركائها، يتلهَّوْن بعرضها على أطفالهم في مسرح الدمى؟!

هل سنصغي إلى نداء عقولنا، لنخطط مستقبلنا على نارٍ هادئة، وخطوات متعاقبة؛ مدروسة الاحتمالات ، مضمونة النتائج؟!

العقل يصرخ فينا بأعلى صوته: كُفّوا أيديَكم.. رصّوا صفوفكم.. لا تدَعوا للشيطان فُرُجات بينكم.. أضمنْ لكم تغييراً؛ يحوِّلكم من حالة الإمَّعة (المفعول به)، إلى حالة (الفاعل) الذي يصنع التاريخ!!

 

المصدر: 
دار الفكر