تخطي إلى المحتوى
القرآن الكريم منهاج للفكر الديمقراطي ... 2 من 2 القرآن الكريم منهاج للفكر الديمقراطي ... 2 من 2 > القرآن الكريم منهاج للفكر الديمقراطي ... 2 من 2

القرآن الكريم منهاج للفكر الديمقراطي ... 2 من 2

عندما استجاب موسى عليه السلام لاستغاثة واحد من شيعته وقضى على القبطي لم يكن قاصداً قتله فندم وعرف أنه ظلم نفسه. وعندما طُلب منه الانتقام من جديد وعد ربه الغفور الرحيم بأن لا يكون )ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ( [القصص:28 / 17]. الاقتتال بين المؤمنين محرّم )وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاّ خَطَأً( [النساء:4/92].

)وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً( [النساء:4/ 93].

 )وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَى الأُخْرَى فَقاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ( [الحجرات:49 / 9-10].

وإن كان هناك من يسعى إلى زرع الفتنه يقول سبحانه )وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلا عُدْوانَ إِلاّ عَلَى الظّالِمِينَ( [البقرة:2 / 193].

)وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ( [البقرة:2/191].

)وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ وَلا يَزالُونَ يُقاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطاعُوا( [البقرة:2/217].

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقاتل من قاتله ويكف عمن كف عنه عملاً بأمر الله )وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ( [البقرة:2 / 190].

الاعتداء محرم كما هو القتل والجدال عقيم بين أهل الكتاب لأن الإنسان كان ولا يزال )أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً( [الكهف:18 / 54].

)يُجادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَيَّنَ( [الأنفال:8/6].

وتجنباً لأي تصادم بين أهل الكتاب يأمر سبحانه بالرفق والحكمة وحسن الخطاب.

)وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنا وَإِلَهُكُمْ واحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ( [العنكبوت:29 / 46].

أمر سبحانه رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام بالموعظة الحسنة )ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ(

[النحل:16 \ 125].

عندما يكون الجدال قائماً على علم فهو تذكرة لمن أراد الاستبصار في الدين فيجادل المؤمن بالتي هي أحسن ليكون أنجع فيه.

)قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ تَعالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلاّ اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنا بَعْضاً أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنَّ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنّا مُسْلِمُونَ( [آل عمران:3 / 64].

ومن كان لكلمة الحق عنيداً فيقول تعالى لرسوله الكريم عليه الصلاة والسلام )قُلْ يا أَيُّها الْكافِرُونَ * لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ * وَلا أَنا عابِدٌ ما عَبَدْتُمْ * وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ( [الكافرون:109 / 1-6].

لا يمكن لأحد أن يحكم على الآخر، بأنه مؤمن أو غير مؤمن كما لا يمكن لأحد أن يكفّر الآخر، الله وحده هو  )خَيْرُ الْحاكِمِينَ( [الأعراف:7 / 87] .

)وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ( [النمل:27 / 74].

لا يدرك الإنسان اليوم أن الانقسامات السياسية التي تعصف بالعالم أجمع تتبعها انقسامات دينية ستودي حتماً إلى هلاك البشرية بما في ذلك المؤمنين. كلمة الحق الربانية واحدة لا تتجزّأ ولم يرد فيها تقسيمات دينية أو مذهبية أو طائفية. فيها دعوة لتوحيد المؤمنين. وتحذير من الجاهلين. كم من آية في أكثر من سورة يقول تعالى "إن أكثر الناس لا يعلمون".

الجاهلون الذين يتبعون أهواءهم سيزيدون الآخرين خسارة ودماراً وهلاكا

)ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ( [الجاثية:45 / 18].

)إِنَّ رَبَّكَ أَحاطَ بِالنّاسِ( [الإسراء:17/60] ويُعلمنا إن )أَكْثَرَ النّاسِ لا يُؤْمِنُونَ( [الرعد:13 / 1]

)إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ( [الشعراء:26 / 212].

)لَقَدْ جِئْناكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ( [الزخرف:43 / 78]

الله الخالق هو المعلم الأول )عَلَّمَ الإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ( [العلق:96 / 5].

)ما كُنْتَ تَدْرِي ما الْكِتابُ وَلا الإِيمانُ وَلَكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ( [الشورى:42 / 52].

أوجب تعالى قراءة عقلانية في تدبر آياته الكريمة ولا حجة لمسلم عربي.

مشكلة الإنسان اليوم أنه يفصل كلام الله عن واقع حياته فإن كان مؤمناً يكتفي بقضاء فرائضه وينزه نفسه عن الآخرين ويعمل ما يملي عليه عقله. وإن كان لا يؤمن يرجع كلام الله إلى زمن غابر ويتبجح بذكائه مدعياً أن الكلام الرباني لا يواكب الزمن المعاصر وما يتطلبه من تحديث وتطور. ويقف طويلاً مستشهداً بآيات محدودة نزلت في ظروف خاصة بها تتناول عادات كانت سائدة في ذاك العصر ولا تشكل بنية أساسية في جوهر الدين.

حملت الرسالة الإلهية إرشادات للعقل البشري، الإنسان مدني بطبعه وهو مفطور على الحياة الاجتماعية. إلا أن حاجات الناس تتصادم فبيّن الخالق كيف يمكن مراعاة حقوق الإنسان بحيث لا تطغى حاجة إنسان على إنسان ولا تصطدم إرادته أو حريته بإرادة وحرية غيره. وأنزل سبحانه مجموعة قواعد منظمة للعلاقات بين الناس مما لا تكون الدولة بصفتها صاحبة السيادة طرفاً فيها.

لم ترد كلمة الديمقراطية في القرآن الكريم ولكن في كلام الله مؤشرات وبيانات دالة على مفهوم الديمقراطية وشروط تطبيقها. وقد استبقت الرسالة الربانية الفرضيات والنظريات البشرية التي تتناول موضوع الديمقراطية وتنص على العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وحرية الشعب في اختياره.

وما الشعب إلا مجموعة أفراد قوامه الإنسان الذي يُفترض أن يتمتع بعقل وفكر ديمقراطي يمكنّه في تطبيق الديمقراطية في أي موقع كان.

يستلهم الإنسان من كلام الله الفكر المستقيم والعادل الذي يرشده إلى مكارم الأخلاق التي تشكل ركائز الفكر الديمقراطي.

ألا نشهد في هذا العصر إلحاداً متزايداً وابتعاداً عن الدين أو استسلاماً وتبعية عمياء. لو تساءل الإنسان غير المؤمن اليوم، ماذا عن عالم لا يؤمن إلا بقوة الإنسان وقوة الطبيعة وجني المال وإشباع الغرائز سيعمل حتما بشريعة الغاب، كل يعمل لصالحه ويقاتل في سبيل بقائه ناسياً أو متناسياً إنه مهما بلغ من قوة جسدية وحدة ذكاء وحقق رفاهية ورخاء سيبقى عاجزاً مادام لا يستطيع أن يتحكم بمصيره ولا يمكن أن يــردّ كارثة أو مصيبة أو داء عن نفسه، كما أنه لا يمكن أن يحافظ على خلود في نِعَم الله من قوة جسدية أو رخاء مادي.

غريب هذا الإنسان لا يريد إنّ يتعظ من كلام الله وصَدَق الله العظيم في قوله )إِنَّ الإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ( [العصر:103 / 2].

إنّ فصل الحياة عن كلمة الحق توقع الإنسان وإن كان مؤمناً في حبائل الشك، الأمر الذي نّبأ به سبحانه.

)وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ( [الشورى:42 / 14].

وقع الإنسان اليوم ضحية تفكيره وشكوكه وقلب المفاهيم بحيث استشرى الجهل والظلم والنفاق والكذب ونشهد جيلاً لا يعرف الاعتدال إما متعصباً ومتزمتاً وإما متحرراً. وهذا التناقض يشجع الأجيال الناشئة على التمرد والابتعاد عن الدين أو الانقياد إلى التوارث الفكري الذي يسلب الإنسان عقله وتفكيره. يشهد القرن الواحد والعشرون مفارقات وتناقضاً في الأقوال والأفعال والسلوك وكل يستمتع بخلقه. هل يستطيع الإنسان اليوم أن يغيّر منهاج تفكيره ويكتسب من كلام الله رؤية إنسانية تقود إلى ارتقاء الفكر وصواب الرأي بدلاً من أن يغوص في الفرضيات البشرية والآراء المتضاربة التي أوصلته إلى الازدواجية وقلب المفاهيم. هناك أناس )خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ( [التوبة:9 / 102].

ابتعد الإنسان عن كلام الله ومن ثمّ عن الإيمان الصادق. )وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ( [يوسف:12 / 103] صدق الله العظيم. إن الله غنى عن العباد )وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ( [الكهف:18/29].

)وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ( [المائدة:5/5].

)إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النّاسِ لا يَشْكُرُونَ( [غافر:40 / 61].

)أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدَىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ( [لقمان:31/20].

ويُعرض عن كلمة الحق.

في كلام الله إرشادات تشكل بنية أساسية لديمقراطية مُثلى: العدل أولاً )إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ(

[النحل: 16/90].

 )وَإِذا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ( [النساء:4/58].

وحَذَّر تعالى داود عليه السلام. )يا داوُودُ إِنّا جَعَلْناكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ( [ص:38/26].

وأمر سبحانه بالقسط في التعامل بين الناس )وَيا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيالَ وَالْمِيزانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النّاسَ أَشْياءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ( [هود:11 / 85]

وأمر بالشورى )وَشاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ( [آل عمران:3/159].

)وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ( [الشورى:42/38].

كما أمر سبحانه بالسعي والاجتهاد )وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنْسانِ إِلاّ ما سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى(

[النجم :53\ 39-40].

)يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ(

[الحشر:59 / 18].

ونهى الخالق عن الظلم )كَلاّ إِنَّ الإِنْسانَ لَيَطْغَى( [العلق:96 / 6].

ونقرأ في الظلم )وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ( [هود:11/ 112].

)يا أَيُّها النّاسُ إِنَّما بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ( [يونس:10/23].

)إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ النّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ( [يونس:10/44].

كيف يمكن أن تتحقق الديمقراطية في عالم يوصف باستعباد الإنسان للإنسان. ولكن لو أمعن الإنسان النظر في أوامر الله التي تنهاه عن الشرك والظلم والتفرقة والاعوجاج وغير ذلك من سلبيات يتعايش معها باستمرار واستوعب كلام الله الآمر بالعدل والمساواة واحترام الحقوق والواجبات وحرية الرأي واستلهم من كلمة الحق حكمة تساعده، لعله يحقق حياة هنيئة له ولغيره. إن كلام الله يشكل بنية أساسية للفكر الديمقراطي ومن يقارب أوامر الله يكتسب أيضاً حكمة ترشده إلى مكارم الأخلاق التي تؤهله للإنصاف وسماحة التعامل بين الناس.

كل سلوك بشري يبدأ بعقل الإنسان وتفكيره فإن كان مستقيماً، صادقاً وعادلاً اعتدل سلوكه وتعامله مع غيره وأصبح متوازناً بين قوله وفعله وترفّع عن أي اعوجاج أخلاقي أو سلوكي.

المصدر: 
دار الفكر