تخطي إلى المحتوى
بدلاً من قراءة الكتب.. المكتبة البشرية في الدنمارك طريقة مبتكرة لمكافحة العنصرية بدلاً من قراءة الكتب.. المكتبة البشرية في الدنمارك طريقة مبتكرة لمكافحة العنصرية > بدلاً من قراءة الكتب.. المكتبة البشرية في الدنمارك طريقة مبتكرة لمكافحة العنصرية

بدلاً من قراءة الكتب.. المكتبة البشرية في الدنمارك طريقة مبتكرة لمكافحة العنصرية

تُعد المكتبة البشرية في الدنمارك منصة تعليمية اجتماعية فريدة من نوعها، حيث يصبح البشر كتباً ناطقة تروي حكايات من الحياة الواقعية. لا توجد أسئلة ممنوعة، والزمن المسموح هو 30 دقيقة فقط تتيح قراءة هذا الإنسان بكل تعابيره وانفعالاته وكلماته.تتحدى مكتبة الإنسان الصور النمطية والأحكام المسبقة من خلال الحوار، وتتم إعارة الناس للقراء بدلاً من الكتب التقليدية.

يقول مؤسس المكتبة روني أبيرجيل، لموقع Euro News، إن المكتبة البشرية بدأت في إنشاء مساحة "حيث يمكن المشي، واستعارة إنسان والتحدث معه حول موضوع صعب للغاية. من الناحية المثالية، أردنا أن يتحدث الناس عن قضايا لا يتحدثون عنها عادة، أو ربما لا يرغبون في الحديث عنها، لكننا بحاجة إلى التحدث عنها".

و"الكتب" البشرية عبارة عن متطوعين يأتون من خلفيات متنوعة ولديهم تجارب يرغبون في مشاركتها مع قرائهم من البشر. 

عناوين المكتبة البشرية من وحي التجارب الإنسانية

تماماً مثل الكتب التقليدية، تحتوي الكتب البشرية على عناوين تصف تجاربهم مثل الناشط الأسود، والاكتئاب المزمن، والناجي من الاتجار، والمسلمين، واللاتينيين وغيرها الكثير، حسب موقع Forbes.

في بعض الأحيان، تتم استعارة هذا الإنسان بشكل فردي وأحياناً في مجموعات صغيرة، وتخلق المكتبة البشرية مساحة آمنة، حيث يمكن للأشخاص التعامل مع شخص مختلف عنهم.

وتسعى المكتبة إلى تسريع جهود اندماج القادمين الجدد، بحيث يكون القراء هم موظفي المنظمة الذين يتم تشجيعهم على طرح أسئلة صعبة عن الكتب البشرية، أشياء كانوا يريدون دائماً معرفتها ولكن لم تتح لهم الفرصة مطلقاً لطرحها.

ويقول شخص يُدعى بيل كارني، وهو كتاب تطوعي في مكتبة الإنسان: "من السهل أن تكره مجموعة من الأشخاص، ولكن من الصعب أن تكره فرداً ما، خاصة إذا كان هذا الشخص يحاول أن يكون ودوداً ومنفتحاً ومتوافقاً وغير مهدد تماماً". 

عنوان كتاب هذا المتطوع هو "ناشط أسود"، وهو أيضاً مدرس جامعي ويعرف عن نفسه من أصول إفريقية.

وفكرة المكتبة البشرية تعود للعام 2000، وقد انتشر مفهومها في أكثر من 80 دولة، بحيث يكون بعض المتطوعين محتاجين دائماً للقراءة، بينما تحصل هذه اللقاءات غالباً ضمن فعاليات محددة لفترة زمنية محددة.

بدأت المنظمة بكوبنهاغن في عام 2000 عندما أقيم أول حدث للمكتبة البشرية في مهرجان روسكيلد، ثم انتقلت الفكرة من دولة إلى أخرى لتتيح للراغبين في طرح سؤال مثلاً لشخص كان يعاني من اضطرابات في الأكل عن تجربته الشخصية وكيف تغلب على الأمر، أو حتى خبير توظيف يقدم نصائحه لتحضير الإجابات المثالية في مقابلات العمل.

تم إنشاء أول مكتبة بشرية دائمة في ليسمور  بأستراليا في عام 2006. 

في الوقت الحاضر، تنظم المؤسسة الخيرية آلاف المتطوعين، وتنظم فعاليات منتظمة في المدارس والشركات والمواقع المخصصة بجميع أنحاء العالم.

في وقت سابق من هذا العام، افتتح المنظمون "مستودع كتب" جديداً في بروكلين بنيويورك، للانضمام إلى مجموعة من المواقع في جميع أنحاء الولايات المتحدة. من المفترض أن يكون مكاناً يمكن فيه مناقشة الموضوعات المحظورة دون إدانة، حيث يمكن للأشخاص الذين لم يلتقوا قط العثور على مساحة للمحادثة.

وشهد اجتماع عُقد في "حديقة القراءة" المورقة بالمكتبة في كوبنهاغن إمكانية اختيار سكان محليين من برنامج يضم 15 موضوعاً تتراوح بين "تقاعد مبكر" و"وحيد"، و"اعتداء جنسي" و"ضحية سفاح القربى".

بمجرد تحديد خيارهم، يكون للزوار- في مجموعات أو شخص لواحد- نحو 30 دقيقة لاستكشاف قصة الكتاب. لا يوجد سؤال محظور، على الرغم من أن الكتب قد لا ترغب في الإجابة عنه.

المصدر: 
عربي بوست