حلقة جديدة من بودكاست "فيه ما فيه" نستضيف فيها الكاتب والمترجم والمؤرخ الكوسوفي السوري محمد م. الأرناؤوط، الفائز مؤخرًا بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في فئة الإنجاز عن الترجمة من الألبانية إلى العربية. في هذا الحوار نتحدث معه عن تجربة التتويج، وعن مسيرته الطويلة في الترجمة في كلا الاتجاهين، ونستكشف التحديات والفرص التي تواجه الترجمة بين الثقافتين العربية والألبانية، إضافة إلى تجربته مع زملائه الفائزين الآخرين.
يتناول الأرناؤوط تجربته الممتدة في الترجمة من الألبانية إلى العربية، مشيرًا إلى أهمية هذا الجسر الثقافي في تعزيز التفاهم بين الشعوب. ويستعيد بداياته التي واجه فيها تحديات كبيرة مثل نقص المعاجم، موضحًا كيف أسهم التعاون مع زملائه، ومنهم سليمان تمشيني وفتح مهدي، في توفير موارد أساسية للمترجمين الجدد. ويعبّر عن سعادته بالفوز بجائزة الشيخ حمد، معتبرًا هذا التكريم تتويجًا لمسيرته الطويلة في البحث والترجمة.
كما يسلط الضوء على دور الترجمة في نقل الثقافة العربية إلى الألبان، مشيرًا إلى الاهتمام المتزايد بالأدب العربي، خصوصًا الشعر والرواية، في الأوساط الألبانية. ويؤكد أن الأدب الفلسطيني يحظى باهتمام خاص باعتباره رمزًا للنضال من أجل الهوية والاستقلال، وهو ما انعكس في أعمال شعراء ألبان تناولوا القضية الفلسطينية عبر أجيال مختلفة. ويرى أن الترجمة تفتح المجال لإعادة قراءة التاريخ المشترك بين العرب والبلقان، وتعزز التواصل الحضاري بين الطرفين.
وفي سياق التحولات الحديثة، يبدي الأرناؤوط تحفظه تجاه الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في الترجمة، مشددًا على أن المترجم البشري يظل قادرًا على منح النصوص روحها ومعناها الثقافي العميق. ويختتم حديثه بالتأكيد على أهمية مواصلة الجهود لترجمة الأعمال التي تعزز الفهم المتبادل بين الثقافتين، معربًا عن أمله في أن يسهم بمشاريعه المستقبلية في هذا المسار.
النقاط الرئيسية
-
فاز محمد الأرناؤوط بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي عن الترجمة من الألبانية إلى العربية، معتبرًا هذا التتويج محطة مهمة في مسيرته الطويلة.
-
الترجمة بين الألبانية والعربية واجهت تحديات كبيرة، أبرزها نقص المعاجم، لكن جهود مترجمين مثل سليمان تمشيني وفتح مهدي ساعدت في تجاوزها.
-
الأدب الألباني يولي اهتمامًا خاصًا بفلسطين كرمز للنضال، وقد صدر كتاب بعنوان "فلسطين الألبانية" يضم مختارات شعرية حول هذا الموضوع.
-
الترجمة تسهم في إعادة قراءة التاريخ المشترك بين العرب والبلقان، وتفتح آفاقًا جديدة للتواصل الثقافي.
-
الذكاء الاصطناعي يطرح تحديات جديدة في الترجمة، لكن المترجم البشري يبقى أساسيًا في الحفاظ على روح النصوص.
أبرز محاور الحوار
-
ماذا يعني لك هذا التتويج في هذا التوقيت من مسيرتك؟
يعني لي الكثير، فهو تتويج لسنوات طويلة من البحث والترجمة، ويمنحني شعورًا بالاعتزاز والتقدير.
-
كيف تصف المشهد الترجمي الألباني ـ العربي اليوم؟
يشهد تطورًا ملحوظًا مع تنظيم ورش عمل ومبادرات لتنسيق الجهود ومناقشة التحديات.
-
ما أبرز التحديات التي تواجه المترجم في هذا الاتجاه؟
نقص المعاجم والاختلافات الثقافية واللغوية، ما يتطلب فهمًا عميقًا للثقافتين.
-
كيف يُستقبل الأدب والفكر العربي في الفضاء الألباني؟
هناك اهتمام متزايد، خاصة بالأدب الفلسطيني الذي يُعتبر رمزًا للنضال، وقد زاد الإقبال عليه مع الأحداث الجارية في فلسطين.
-
كيف تنظر إلى التحول في الترجمة والذكاء الاصطناعي؟
أراه أداة مساعدة، لكن لا يمكن أن يحل محل المترجم البشري الذي يمنح النصوص روحها الحقيقية.
محمد م. الأرناؤوط
مؤرخ كوسوفي سوري، عمل في جامعة بريشتينا وفي عدد من الجامعات الأردنية ( 1974-2018)، وأدار معهد الدراسات الشرقية في بريشتينا خلال (2018-2022). يشتغل على تاريخ بلاد الشام والبلقان في أثناء الحكم العثماني والعلاقات العربية البلقانية. من مؤلفاته" معطيات عن دمشق وبلاد الشام الجنوبية في نهاية القرن السادس عشر"، "من الحكومة إلى الدولة.. تجربة الحكومة العربية في دمشق (1918_1920)"، و"الإسلام في أوروبا المتغيرة.. تجربة ألبانيا في القرن العشرين".