تخطي إلى المحتوى
بسبب تأييد المنظمين لإسرائيل... ماليزيا واندونيسيا تنسحبان من معرض فرانكفورت للكتاب بسبب تأييد المنظمين لإسرائيل... ماليزيا واندونيسيا تنسحبان من معرض فرانكفورت للكتاب > بسبب تأييد المنظمين لإسرائيل... ماليزيا واندونيسيا تنسحبان من معرض فرانكفورت للكتاب

بسبب تأييد المنظمين لإسرائيل... ماليزيا واندونيسيا تنسحبان من معرض فرانكفورت للكتاب

انسحبت وزارة التعليم الماليزية من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب هذا العام متهمة المنظمين باتخاذ موقف مؤيد لإسرائيل، وسط تزايد الانقسامات العالمية حول الصراع الدائر بين القوات الإسرائيلية والفلسطينيين.

 وجاء قرار ماليزيا بالانسحاب مما يعد أكبر معرض كتاب في العالم بعد أن قالت الجمعية الأدبية "ليتبروم" إنّها ستؤجل حفلا لمنح جائزة لمؤلفة فلسطينية عن روايتها في هذا الحدث في أعقاب الهجوم الذي نفذته "حماس" الأسبوع الماضي في إسرائيل.

 وأعلن منظم المعرض أيضا على فايسبوك أنه سيجعل الأصوات اليهودية والإسرائيلية "مرئية بشكل خاص" في نسخة هذا العام.

 وقالت وزارة التعليم الماليزية، في بيان في وقت متأخر أمس الاثنين، إنها "لن تغض الطرف عن العنف الذي ترتكبه إسرائيل في فلسطين والذي ينتهك بوضوح القوانين الدولية وحقوق الإنسان".

 وأضافت أنّ "قرار الانسحاب يتماشى مع موقف الحكومة بالتضامن وتقديم الدعم الكامل لفلسطين".

من جانبه أصدر اتحاد الناشرين الإندونيسيين (ICAPI) بيانا أعلن فيه انسحابه من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2023، في دورته الـ75، بسبب موقفه الداعم للكيان الإسرائيلي.

وقال أريس هيلمان نوجراها، رئيس جمعية الناشرين الإندونيسيين (ICAPI)، إن المؤلفين والناشرين وكل منظم لمعرض الكتاب حول العالم يجب أن يؤمنوا بأن الكتب توفر مساحة لأصوات مختلفة وتمنع هيمنة عقل واحد في الحكم على كل حدث. كما تلعب الكتب دورًا في التعبير عن السلام ورفع الظلم عن الأرض. وفي الوقت نفسه، ينبغي أن تكون معارض الكتب ساحة للحوار العادل والجهود الرامية إلى بناء التفاهم المتبادل. وأضاف موضحاً: إن القرار الذي اتخذته الجهة المنظمة لمعرض فرانكفورت الدولى للكتاب 2023 بالانحياز إلى أحد الجانبين وإعطاء إسرائيل منصة قد قوض مُثُل الحوار والجهود المبذولة لبناء التفاهم المتبادل. مشدداً على أن الوقوف إلى جانب إسرائيل مع نسيان معاناة الشعب الفلسطيني هو بمثابة قراءة كتاب واحد فقط لتشعر وكأنك تفهم العالم كله. ويبدو أن توسيع المنصات الإسرائيلية في معرض الكتاب مع إلغاء جوائز الكتاب الفلسطينيين يعكس توسع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية على الأراضي الفلسطينية.

وأعلن "نوجراها" فى نهاية بيانه أنه كان من المقرر سابقًا أن يشارك اتحاد الناشرين الإندونيسيين "إيكابى" حاضرًا كجزء من أنشطة وزارة التعليم والثقافة والبحث والتكنولوجيا في جمهورية إندونيسيا لتعزيز الثقافة الوطنية الإندونيسية إلى الكنوز الثقافية في العالم من خلال، إلا أن الاتحاد قرر إلغاء مشاركته في معرض فرانكفورت للكتاب 2023،

في سياق متصل اتهمّ العديد من المؤلفين والناشرين البارزين من جميع أنحاء العالم، معرض فرانكفورت للكتاب، بـ "إسكات" الأصوات الفلسطينية عمداً، بعد إلغاء حفل توزيع جوائز كان من المقرّر أن يكرّم رواية لكاتبة فلسطينية، بذريعة "الحرب في إسرائيل".

 وكان من المقرّر أن تحصل الروائية والكاتبة الفلسطينية المولد عدنية شبلي، والتي تقسّم وقتها بين برلين والقدس، على جائزة "LiBeraturpreis" لعام 2023، وهي جائزة سنوية تُمنح للكاتبات من إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية والعالم العربي.

 لكن جمعية "LitProm" التي توزّع الجائزة أعلنت أنّها ستؤجّل حفل توزيع الجوائز "بسبب الحرب التي بدأتها "حماس"، والتي يعاني منها ملايين الأشخاص في إسرائيل وفلسطين"، كما ورد في بيان لها.

وفي إعلانها الأصلي، قالت الجمعية إنّها اتخذت خطوة تأجيل الجائزة بناءً على "قرار مشترك" مع المؤلفة.

لكنّ شبلي أكّدت في وقت لاحق أنّ القرار لم يُتخذ بموافقتها، وأنّه لو أُقيم الحفل لاغتنمت الفرصة للتذكير بدور الأدب وأهميته في مثل هذه الأوقات القاسية والمؤلمة.

كما تمّ توجيه رسالة مفتوحة، موقّعة من أكثر من 350 كاتبًا، من بينهم الروائي الايرلندي كولم تويبين، والأميركي الليبي الأصل الحائز جائزة "بوليتزر" هشام مطر، والروائية البريطانية الباكستانية كاميلا شمسي، والمؤرخ البريطاني ويليام دالريمبل.

وتحذّر الرسالة منظّمي معرض فرانكفورت للكتاب، وهو أكبر معرض تجاري من نوعه في العالم، من خطورة هذه الخطوة. ومما ورد في الرسالة، انّ المعرض "يتحمّل مسؤولية خلق مساحة للكتّاب الفلسطينيين لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم وتأمّلاتهم حول الأدب، خلال هذه الأوقات الرهيبة والقاسية، وليس اسكاتها".

يُذكر أنّ رواية شبلي، التي نُشرت باللغة الإنكليزية عام 2020 تحت عنوان "تفصيل ثانوي"، سبق وأن أشادت بها جمعية LitProm باعتبارها "عملًا فنيًا مؤلفًا بدقّة، يحكي عن قوة الحدود وما تفعله الصراعات العنيفة بالناس".

 الرواية التي تمّ ترشيحها أيضًا في الولايات المتحدة لجائزة الكتاب الوطني وكذلك وجائزة الكتاب الدولية، تدور حول القصة الحقيقية لاغتصاب وقتل فتاة بدوية ودفنها في الرمال، على يد وحدة من الجيش الإسرائيلي هاجمت معسكراً للبدو في صحراء النقب صيف عام 1949، كما تتناول على خطٍ موازٍ قصة خيالية لصحافية من رام الله تحقّق في الجريمة بعد عقود.
 
نالت الرواية استحسان النقّاد والقراء، لكنها أثبتت أنّها مثيرة للجدل بشكل خاص في ألمانيا، عندما غادر الصحافي أولريش نولر لجنة تحكيم LiBeraturpreis هذا الصيف احتجاجًا على قرار تكريم الكتاب. وكذلك، حين صدرت مراجعة للرواية نشرتها صحيفة "تاز" ذات الميول اليسارية، والتي حملت انتقادات مفادها أنّ "جميع الإسرائيليين في هذه الرواية القصيرة هم مغتصبون أو قتلة، في حين أنّ الفلسطينيين هم ضحايا للمحتلين المسمومين السعداء بإطلاق النار".
 وقد جادلت المراجعات الإيجابية بأنّ تصوير الجنود الإسرائيليين في رواية شبلي يتوافق فقط مع الواقع الفلسطيني الذي يعاني من العنف طوال تاريخه مع الاحتلال الاسرائيلي، مع إشادات بأسلوب الروائية الذي شبّهه البعض بأسلوب ألبير كامو في "الغريب".
 

بعد إقصاء شبلي من المعرض، أعلن "اتحاد الناشرين العرب" و "اتحاد الناشرين المصريين" و  "دار سعاد الصباح للثقافة والابداع" الكويتية و "هيئة الشارقة للكتاب" وغيرهم من المشاركين العرب، انسحابهم من المعرض ومقاطعته، رداً على الخطوة الإلغائية بحق الكاتبة الفلسطينية.

المصدر: 
جريدة النهار العربي اللبنانية (بتصرف)