يُقدم كتاب "دور الدين في المجتمع"، الصادر عن دار الفكر بدمشق ضمن سلسلة حوار مع الغرب، لمؤلفيه الدكتور مصطفى عمر التير والدكتور رولف فيغرسهاوس، دراسة معمقة وشاملة للعلاقة الجدلية والمتشابكة بين الدين والمجتمع. يتميز هذا العمل بتعاون فكري بين باحثين من خلفيتين ثقافيتين مختلفتين (عربية/إسلامية وألمانية/غربية)، مما يثريه بمنظورات متعددة ويجعله محاولة جادة لفهم هذه الظاهرة الإنسانية المعقدة من زوايا متنوعة، حيث يغوص في أعماق العلاقة الجدلية والمتشابكة بين الدين والمجتمع الإنساني، مقدمًا رؤى وتحليلات متعددة الأبعاد.
يتناول الكتاب بأسلوب علمي رصين ومُحكّم كيف شكّلت المعتقدات الدينية عبر التاريخ القيم والأخلاق التي تحكم السلوك الفردي والجماعي. يستعرض المؤلفان، بفضل خلفياتهما الثقافية والفكرية المتنوعة، الدور التأسيسي للدين في بناء الأنظمة الاجتماعية والسياسية والقانونية، وكيف يمكن أن يكون مصدرًا للوحدة والتضامن، موفرًا إطارًا للتعاون والتكافل بين أفراد المجتمع.
كما يسلط الكتاب الضوء على الوظائف الاجتماعية والنفسية للدين، من توفير العزاء الروحي في أوقات الشدائد، إلى تقديم تفسيرات عميقة للوجود والمعنى، ملبيًا حاجة إنسانية جوهرية للمعرفة والغاية. ولا يغفل العمل عن تحليل الدين كقوة محركة للتغيير أو للثبات، مستعرضًا أمثلة تاريخية ومعاصرة لدوره في الإصلاح الاجتماعي أو في الحفاظ على التقاليد.
يُقدم "دور الدين في المجتمع" أيضًا معالجة ثاقبة للتحديات المعاصرة التي تفرض نفسها على العلاقة بين الدين والمجتمع، كالتوترات بين الدين والعلمانية، وظاهرة التطرف الديني، وتأثير العولمة والتكنولوجيا. هذا التبادل الفكري الفريد بين التير وفيغرسهاوس يُثري التحليل، ويفتح آفاقًا جديدة لفهم أعمق لهذه الظاهرة الإنسانية المعقدة.
إن هذا الكتاب ليس مجرد دراسة نظرية، بل هو دعوة للتأمل في التأثيرات العميقة والمتعددة للدين على المستويات الفردية والجماعية، مقدماً رؤية متوازنة وشاملة تستحق القراءة والمدارسة لكل مهتم بفهم أبعاد الدين في حياتنا المعاصرة.
رابط الكتاب : https://fikr.com/products/