مهما أطلـتَ المُكْثَ إنّك راحــلُ ومسافـــــرٌ فــي دوحِ ظـــلٍّ قــائِـــلُ
مهمـا تُـمَـدَّ لك الجبــالُ فــإنّهــا مبــتوتةٌ، لـن يـبْقَى حبـــلٌ واصِـــــلُ
كم عاش نوحٌ؟ ألفَ عـامٍ؟ إنّهــا حــلمٌ – ومهما قــد يَسُـــرُّك- زائِـــلُ
بيِّضْ صحائِفَ لن يَسُرَّك غيرُها واعمـلْ لها. ما فــاز إلا الــعــامــــلُ
عدنانُ نشـهدُ أنّـه ما كـان يشْــــــ .. ـغَلُه عــن الخيّــراتِ يـــومًــا شـاغــلُ
ومضَى حميدًا إرْثُه من خـلفـــهِ جـبـلٌ إلــى هــــامِ الــثٌّــريّــا بــــازِلُ
قد شـادَ دارَ الـفكرِ، تلقى رأسَها أنَّــى اتّــجـهْتَ إلـى السُّمُــوِّ يـُطــاوِلُ
نشَـرتْ كنـوزًا بالنّفــائـسِ ثَــرَّةً خيــراتُـها للـظّـامـئــين مــــنَــاهـــــلُ
مـا كـان تاجرَ كِلْـمَةٍ يَغْنَى بهــا إذْ فـي زمانِ العُهْــرِ يُـغْنِـي الــبــاطِــلُ
بل كان صاحبَ كِـلْمةٍ يُحْيا بها لــكــنّـهــا لــلبـغـــيِ ســــمٌّ قـــاتـــــلُ
الكِـلْمةُ الـزَّهـراءُ نبْعُ فـضائــلٍ تجــري بـهـا طــولَ الــزّمانِ جــداولُ
والرّاحلُ الميمُـونُ ظـلَّ منـافِحًا عــنها طـويـلًا لم يَنُـــاْ لـــه كـــاهِــــلُ
لا يــرحلُ الأفْــذاذُ إنّ صنيعَهـم غـيـثٌ من الخـيـــراتِ دومًــا وابــــلُ
وأخـي أبـو حســنٍ تـقدّس سـرُّه رجـــلٌ بـــألــفٍ والــــرّجــالُ منــازِلُ
ما قلـتُ إلا مـا رأيتُ، وعلمُ ربــِّـــــــــــــــي للــــظّـواهرِ والـبـــواطـنِ شـــامــلُ
ودّعـتُ صاحبيَ الذي أحـبـبْتُه فــي حـفــظِ ربِّــي وهــو ربٌّ عـــادلُ
في جنّــة الرّحمنِ كـلُّ مُــوَحِّــدٍ جــنَّــاتُـــــه بــالـصّــالحـين أواهِــــــلُ
ورضـيتُ مــا ســنّ الإلهُ مسلِّمًا الـــمـــوتُ حـــقٌّ والــجـمـيــعُ رواحلُ
دمشق: 21 شوال 1443هـ/ 22/5/2022م
شعر: د. وليد قصّاب