في خطوة متماهية مع الخطاب الصهيوني، أعلن "معرض فرانكفورت الدولي للكتاب"، أوّل أمس الجمعة، عن تأجيل حفل توزيع "جائزة LiBeraturpreis"، بحجّة أنّ الوقت غير مناسب، ومن ثمّ إلغاء التكريم الذي كان مقرَّراً للروائية الفلسطينية عدنية شبلي (1974)، عن روايتها "تفصيل ثانوي"، يوم الجمعة المُقبل.
ردّاً على هذه الخطوة الإلغائية التي تكشف عن مدى تناقض الدوائر الغربية في تعاطيها مع القضايا العربية، أعلن "اتحاد الناشرين العرب"، أمس، عن مقاطعته المعرض في دورته الخامسة والسبعين. وأرجع بيان للاتحاد قراره إلى تأييد وتبنّي المعرض الألماني "العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني، وموقفه المنحاز وغير العادل تُجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة، دون النظر للمجازر الوحشية وفرض الحصار على قطاع غزة".
بدورها أعلنت دور نشر اندونيسية انسحابها من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب تضامناً مع الشعب الفلسطيني وردا على موقف إدارة المعرض المؤيد لإسرائيل.
بدوره قرر اتحاد الناشرين السوريين والمكتب التنفيذي، مقاطعة المشاركة بمعرض فرانكفورت الدولى للكتاب، بسبب موقف إدارة المعرض وانحيازها الواضح ضد مواقف الشعب العربي والفلسطيني. وأكد وجوب أن يكون هناك تكاتف من الجميع لوقف الجرائم التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني.
وكان قد أعلن اتحاد الناشرين المصريين ، تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، حيث رفض موقف إدارة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب لدعمها ما يقوم به الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، على خلفية إصدار بيان له يعلن وقوفه مع الكيان الصهيوني.
ومن جهتها، أعلنت جمعية الناشرين الإماراتيين، وهيئة الشارقة للكتاب، والملتقى العربي لناشري كتب الأطفال، وجمعية الناشرين السعوديين، انسحابهم من وقائع معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، نظرا لما اعتبروه موقف منحاز وغير عادل تجاه الأحداث المأساوية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
في السياق ذاته، أعلنت دار “عصير الكتب” الشهيرة انسحابها من المشاركة في معرض فرانكفورت للكتاب بعد إعلانه دعمه للاحتلال الإسرائيلي في حربه ضد غزة، وأعربت عن دعمها الكامل لأهالي فلسطين وقضيتهم العادلة.
كما أعلن الروائي المصري شادي لويس بطرس عن انسحابه من المشاركة في المعرض، وكتَب على صفحته في "فيسبوك": "إيه معنى إنه الواحد يروح يتكلم عن الأدب والناس بتتقتل بالجملة! ومع موقف الحكومة الألمانية الصريح الداعم لجرائم الحرب في غزة، وتزويدها بالسلاح لقتل المزيد من المدنيين والعزل والأطفال، وانتهاجها لسياسة العقاب الجماعي بتجميدها للمعونات للفلسطينيين، أصبحت مبررات عدم المشاركة دامغة.
كما أعلنت دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع، انسحابها من معرض فرانكفورت الدولي للكتاب بسبب انحيازه للاعتداءات الصهيونية ضد المدنيين العزل في قطاع غزة.
وكذلك ألغى الكاتب الجزائري سعيد خطيبي مشاركته في التظاهُرة، موضّحاً عبر حسابه على فيسبوك أنه كان يُفترض أن يُشارك في ندوتين، "لكن إزاء الموقف السياسي الذي أعلنه 'معرض فرانكفورت'، بالانحياز إلى طرف ضدّ الآخر، أمام ما يحصل من مأساة في غزّة.. وإزاء، أيضاً، الظّلم الذي تتعرّض له الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي.. قرّرت إلغاء مشاركتي في 'معرض فرانكفورت' هذا العام".
جدير بالذكر أن الحكومة الألمانية أصدرت أخيرًا تعليمات في مدارس العاصمة برلين، تقضي بحظر أي رموز فلسطينية، وعلى رأسها الكوفية وخريطة وعلم فلسطين، وكذلك حمل أي من الرموز الفلسطينية على الملابس والحقائب، أو القيام بالإيماءات والتعبير عن الرأي الذي يشكل تأييدًا أو يمكن منه فهم الموافقة على الهجمات ضد إسرائيل أو دعم المنظمات التي تنفذها، مثل حماس أو حزب الله، مع التهديد باتخاذ تدابير عقابية بحق المخالفين من التلاميذ والتلميذات.
كما حظرت الشرطة الألمانية للمرة الثانية مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة برلين، وبررت هذا الحظر بأن المظاهرة تُمثل خطرًا على النظام العام، ويتخللها تحريض وهتافات معادية للسامية وتمجيد للعنف، حسب زعمها.