كلمة الأستاذ حسن سالم ـ المدير التنفيذي لدار الفكر .. في احتفالية مسابقة دار الفكر للقراءة والإبداع

بسمِ اللهِ الرحمنِ الرحيم
الحمدُ للهِ الذي علَّم بالقلم، علَّمَ الإنسانَ ما لم يعلم
السيد الدكتور محمد ياسين صالح وزير الثقافة
السيد الأستاذ محمد سائد قدور ممثل وزير التربية، راعي الحفل
حضرات العلماء الموقرين
شركاءَنا من الهيئاتِ التعليميّة والمدارس
السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته
تنعقد هذه الاحتفالية في اليوم العالمي للكتاب المناسبة التي عدّتها دار الفكر فرصة لعقد احتفالات كل سنة، وذكرى أبدعت هذه المسابقة.
فأهلاً وسهلاً بكم في ختام الدورة العاشرة لمسابقةِ دار الفكر للقراءة والإبداع؛ عقدٌ كاملٌ من البناء عن طريق الكتاب والكلمة، شاركت فيه أيادٍ مخلصةٌ لتزرع بذورَ المعرفة في تُربة هذا الوطن، فأنبتت جيلاً يقرأ لينهض، ويبدع ليعمِّر.
الإخوة والأخوات
منذ مدة غير قصيرة وأنا أبحث عن كلمات وألفاظ وتعابير تُجسّد فرحتي وغبطتي بهذا اللقاء، ولأنّ ثمارَ زرعِنا بدأت تؤتي أُكُلَها ولكن لم يسعفني خاطري لأعبر لكم عما في قلبي.
السادةُ الكرام،
وُلدت فكرةُ هذه المسابقة في ربيعِ عام 2015، يومَ كنَّا نُغادر بيوتنا لا ندري أَنرجع أحياءً أم محمولين على الأكتاف. كنَّا نودِّع أبناءَنا بالعيون، ونسمع آهاتِ إخواننا في المدن الأُخرى ولا نملك لهم شيئاً. صدق فينا آنذاك قولُ زهير بن أبي سُلمى:
رأيتُ المنايا خبطَ عشواءَ مَن تُصبْ تمتهُ ومَن تُخطِئ يُعمَّر فيهرَمِ
انطلقت الفكرةُ بإصرار الوالدِ المؤسِّس محمد عدنان سالم ـ رحمه الله ـ ويشد على أيدينا هو ورفيقُ دربه الأستاذ أحمد الزعبي الذي فارقنا قبل شهرين ولحق بربه وهو وآخرُ مؤسِّسي الدار وكلما بردت همتنا كانا يردِّدان علينا: قدَرُنا أن نسبح عكسَ التيار كسمك السَّلمون. و(لا تخافوا، الله يعين)، سائلين الله أن يجعل عمل الشركاء كلِهم في ميزان حسناتهم.
الحضورُ الأكارم،
في فجرٍ سوريٍّ جديد، نُجدِّد العهدَ لمن قدّموا أرواحَهم فداءً للوطن، على أن نكونَ جنوداً للكتاب كما كانوا جنوداً مدافعين.
معالي وزير التربية، حضرات السادة:
إنّ رعايةَ وزارةِ التربية لهذه التظاهرة الثقافيّة تؤكّد أنّ القراءةَ ليست ترفاً، بل هي أساسُ مناهجِ الغد ومِعراجُ أبنائنا إلى مستقبلٍ مزدهر. وفي عامٍ شهد تحوّلاتٍ تاريخيّة، تقول هذه المسابقة: سورية تُبنى بسواعدَ قارئةٍ وعقولٍ منفتحة.
أبناءنا الأعزّاء، يا صُنّاعَ الأمل:
أنتم نُخبةُ هذه المسابقة، تنضمون اليوم إلى عقدٍ من الأجيال التي مرّت. اقرأوا لتفهموا تاريخكم، واكتبوا حاضرَكم، وابنوا غدَكم؛ فكلُّ صفحةٍ تطوونها تُضيف لَبِنَةً جديدةً في صرح نهضة الوطن.
وقبلَ أن نُفسِحَ المجال لتكريمِ الفائزين، أرفعُ أسمى آياتِ الشكر والعرفان إلى:
– فرقِ العمل والمتطوّعين الذين واصلوا الليلَ بالنهار ليخرج هذا العرسُ الثقافيُّ في أبهى حُلّة.
–تحية إلى شركائِنا الهيئاتِ التعليميّة وشركائِنا الداعمين، والأُسرِ الكريمةِ التي جعلت من بيوتها مكتباتٍ حيّة.
ختاماً، فلنُردّد معاً شعارَنا الجامع: جيلٌ يقرأ… جيلٌ يبني
والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته