تخطي إلى المحتوى
مختارات اليوم من أقوال المفكر الإسلامي جودت سعيد رحمه الله مختارات اليوم من أقوال المفكر الإسلامي جودت سعيد رحمه الله > مختارات اليوم من أقوال المفكر الإسلامي جودت سعيد رحمه الله

مختارات اليوم من أقوال المفكر الإسلامي جودت سعيد رحمه الله

"لا توجد قوة على وجه الأرض تستطيع تغيير قناعات وأفكار أحد عبر الضغط والعنف، والقرآن يوصينا بعدم استخدام الإكراه في الإقناع".

"المجتمعات المظلومة والمقهورة تعرف معنى كلمة العدالة أكثر من غيرها، وإن عصر انتهاك الأنظمة لحقوق الشعوب انتهى".

*إنّ القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد في التاريخ البشري الذي يرد المشكلات إلى الذات، لا إلى الآخر، عندما يصيبنا شيء يقول القرآن الكريم { قل هو من عند أنفسكم} , وليس من خبث أعدائكم، حتى في غزوة أحد عندما هُزم المسلمون وقالوا أنى هذا؟ لم يقل لهم خدعكم خالد بن الوليد. قال: هو من عند أنفسكم.. والآن على المسلمين أن يتعلموا هذا الحس وأن يستعيدوه.

*ثمة مشكلة كبرى جرَت الويلات علينا نحن المسلمين وجعلتنا عبيداً، وهي أننا لم نصلح ذات بيننا، في حين يقول القرآن (اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم). نحن إلى الآن لسنا قادرين على إصلاح ذات بيننا، لكننا نتهافت لكي نصلح ما بيننا وبين أمريكا، وما بيننا وبين إسرائيل، وهذا أمر مرفوض. 

*إن مشكلتنا ليست أمريكا ولا إسرائيل ولا حتى الشيطان، مشكلة المسلمين أنهم لا يعقلون. ما معنى يعقلون، أنه يعني ربط الأسباب بالنتائج. إن المسلمين مطالبون بفهم رسالة الله التي جاءت إليهم والتي تهدف إلى صنع الإنسان السوي، الذي يقبل كلمة السواء.

*العالم الإسلامي يتكلم كثيراً عن الاستعمار وأثره على أوضاعه ومعاناته وتطوره، ولكن بن نبي يقول: حينما يكون كلامنا أقل عن الاستعمار وأكثر عن القابلية للاستعمار نكون قد بدأنا السير في الطريق الصحيح.

 *أنّ القابلية للاستعمار لم تُصنع في واشنطن وموسكو وباريس، بل هي موجودة في كيان العالم الإسلامي وتحت قباب جوامعه من بخارى وسمرقند، حتى دلهي وطهران.. إلى دمشق والقاهرة والقيروان.

 "* الشيطان لن يصبح صديقاً لنا " حسب قول بن نبي، وعليه ينبغي ألاّ ننتظر حتى يتغير، وكذلك سيبقى الاستعمار فينا مادامت القابلية موجودة، فالاستعمار والقابلية للاستعمار عملية جدل ومشاركة.

*إنّ الغرب اليوم يطالب بالديمقراطية، لكنه يصاب بالرعب إذا ما صارت الديمقراطية عندنا لأن هذا يحمل موته، لذلك تراه يحارب أية إرادة للديمقراطية فينا وبشكل شرس، وكحرب الأفيون في الصين سوف يحاربنا، لماذا ؟ لأننا حينئذ سنملك الاستعداد لأن نبيت عراة جياعاً وأن نقطع عنهم كل شيء، ولا نأخذ منهم شيئاً. إنني لا أقول هذا للسياسيين، بل للمثقفين الذين لا يعرفون شعوبهم ولا يحسون بآلامهم.

*من المثقف؟ إنه المحامي عن هذه الأمة، المحامي عن هذا المسكين الذي لا يستطيع أن يتكلم وقلبه مليء بالتطلعات، المثقف هو من يجب أن يعبر عن أشواق المسلم البسيط وتصوراته، ويؤدي دوره الهام والمؤثر في صناعة الواقع الذي ينشده العالم الإسلامي، هذا أيضاً من الأولويات التي ينبغي أن نفكر بها.

*لا أبالي بما يردده الغرب من أنشودة الديمقراطية، أو السلام، أو نزع العنف. أريد أن نسترد كياننا الإنساني وتفكيرنا السليم، بعد ذلك سنعرف متى نستخدم العنف ومتى لا نستخدمه، ونعرف متى نسكت ومتى نضرب، إننا لجهلنا الآن نضرب حيث لا ينبغي لنا ذلك، ونسكت حيث يجب ألا نسكت. هذه هي المأساة التي تكاد تفقد الإنسان عقله.

لعله شيء جديد أن أقول إنّ اللاعنف لا يعني إبطال الجهاد أو تعطيل أن ينفروا خفافاً وثقالاً، أنا لا ألغي ذلك بل أحاول توضيح شروطه.. إنّ المجتمع الذي سيمارس هذا الجهاد ينبغي أن يصنع صنعاً مثلما فعل رسول الله وأصحابه.

*يجب علينا أن ننقذ الجهاد من الخرافة، وأن نعرف شروطه، وينبغي أن يعود المسلم إلى أن يثق به عدوه أكثر مما يثق هذا العدو بأبنائه، لأن المسلم يعرف متى وأين وكيف يستخدم السلاح.

* إنني أفترق مع دعوة غاندي في فهمي للعنف حسب ما أفهمه من الإسلام، فالإسلام يجيز استخدام العنف إذا توفر شرطان ضروريان: الشرط الأول أن تختار الشعوب حكامها، وأن تمتلك حق عزلهم أيضاً، والشرط الثاني حرية التدين، وهو مطلب عالمي إنساني كذلك، وإن سقوط الاتحاد السوفييتي لدليل تاريخي على أن من لا يوفر هذين الشرطين مآله الانحلال، وبذلك تطابقت آيات الكتاب مع آيات الآفاق والأنفس.

*إني أتفق مع غاندي، وأراه أحيا فكرة إسلامية مهمة " لا طاعة في معصية "، وعلّم الناس من جديد كيف يقاومون القوانين الظالمة بخرقها، كما فعل في قيادة الناس إلى البحر للحصول على الملح خارقاً قانون "حظر حيازة الملح عن غير طريق الدولة"، كيف نعصي القانون الظالم لا بقتله والاعتداء عليه بل بعدم تنفيذ أوامره، وعدم الخضوع له.

*كنت مرة أتحدث إلى الشباب عن اللاعنف فقال بعضهم: كيف تدعو إلى اللاعنف وما من ثورة إلا وقامت على العنف؟! فقلت لهم: إنكم لا تعرفون إلا عن الثورات الغربية، أما الثورات الشرقية فهي لاعنفية، وأعظمها وأكملها ثورة الرسول محمد "ص "  التي قامت على اللاعنف، وقامت على السلم والشرعية.

*إن الغرب لا يرحب بهذه الدعوة إلى اللاعنف، بل يرتعب منها ويتمنى ألا نهتدي إليها، كذلك لن يرحب باللاعنف كل من يستفيد من تخلف المسلمين لأن العالم الإسلامي مسحور بالجهل والعنف.

 

المصدر: 
دار الفكر