تخطي إلى المحتوى
معرض مسقط للكتاب وجهة ثقافية بارزة معرض مسقط للكتاب وجهة ثقافية بارزة > معرض مسقط للكتاب وجهة ثقافية بارزة

معرض مسقط للكتاب وجهة ثقافية بارزة

استطاع معرض مسقط الدوليُّ للكِتاب إيجاد مساحة متفرِّدة على خريطة المعارض الإقليميَّة والعالَميَّة. فالمعرض، الَّذي انطلقت أولى نسخة عام 1992، باتَ أحَد أهمِّ المعارض على مستوى الإقليم والعالَم، وأضحى واحدًا من أبرز الوجهات الثقافيَّة في الوطن العربي، حيث شهد طوال دَوْراته الـ(27) الماضية حراكًا متطوِّرًا يسعى إلى تجديد الأدوات لمواكَبة العصر، مع الاحتفاظ بِدَوْره المحوريِّ في التَّنمية الثقافيَّة والعلميَّة للمُجتمع العُمانيِّ، بالإضافة إلى مواصلة عمليَّة غرس البذرة الصَّالحة في الشَّباب العربيِّ، وتنمية وتعزيز مفهوم الثقافة والقراءة السليمة لدى الأجيال الجديدة، وتحوَّل إلى مشروع ثقافي كبير ينشر الفِكر التوعويَّ، ويُبرز الإنتاج الفكريَّ والثقافيَّ عَبْرَ مشاركةٍ تتعاظَم عامًا بعد عام، سواء على مستوى عدد الدوَل المشارِكة والَّتي تبلغ في النسخة الحاليَّة (34) دَولة، أو عدد دُور النَّشر الَّذي بلغ (847) دارًا.

 

ولعلَّ أهمَّ ما يميِّز معرض مسقط الدوليَّ للكِتاب هو الحرص على التطوير المستمرِّ الَّذي أهَّله لتبوُّؤ مكانة مرموقة بَيْنَ معارض الكِتاب الدوليَّة، حيث باتَ محطَّ تنافس أكبر دُور النَّشر المحليَّة والعربيَّة والعالَميَّة، واستطاع بفضل هذا التطوُّر الملموس أنْ يبنيَ على ما تمَّ إنجازه في السَّنوات الماضية من تطوُّر ملحوظ، حيث ستتَّخذ النسخة الـ(28) من المعرض والَّتي تنطلق اليوم الـ(21) من فبراير من الذَّكاء الاصطناعي وتأثيره في صناعة الثقافة ثيمة لها، وسيندرج الكثير من الفعاليَّات والأنشطة الثقافيَّة هذا العام تحت هذه الثيمة، خصوصًا مع ما يُثار من جدل حَوْلَ مستقبله وتأثيره على مختلف الفنون والآداب وشتَّى مجالات الحياة، لِتظلَّ رؤية التطوير القائمة على العمل وفق أدوات العصر، إحدى أدوات المعرض لتحقيقِ المزيد من الطموحات الثقافيَّة والحضاريَّة، الَّتي تُلبِّي الغايات والأهداف المنشودة. إنَّ أهمَّ ما يميِّز المعرض خلال دَوْراته الماضية، وتتواصل في دَوْرته الحاليَّة، هو حرصه على تبنِّي القضايا المعاصرة. فبجانب إبراز الإرث الثقافيِّ والتراثيِّ لكافَّة رُبوع سلطنة عُمان، والَّذي يتجلَّى هذا العام بحضور محافظة الظاهرة ضَيْف شرَف المعرض هذا العام، سيكُونُ هناك جناح خاصٌّ للتَّعريف بالتَّاريخ الفِكريِّ والحضاريِّ للمحافظة، تطلُّ فلسطين العزيزة لِتكُونَ حاضرةً في المشهد الثقافيِّ للمعرض من خلال الفعاليَّات والأنشطة الَّتي ستركِّز على القضيَّة من مختلف جوانبها، وتُبرز للضيوف والحضور الحقوق الفلسطينيَّة التاريخيَّة، وإبراز النِّضال الفلسطينيِّ طوال التَّاريخ الحديث، لِتكُونَ هذه اللَّفتة المميَّزة أفضل تعبير عن الدَّعم المتواصل الَّذي تقدِّمه سلطنة عُمان لمناصرة القضيَّة الفلسطينيَّة. وتأتي النسخة الحاليَّة من المعرض الَّتي تستضيف هذا العام نخبةً من المثقَّفين والإعلاميِّين البارزين للمشاركة في فعاليَّات المشهد الثقافيِّ الَّتي ستتشكَّل خلال أيَّام المعرض الَّذي يستمرُّ حتَّى الثَّاني من مارس، بتنظيم قرابة (118) فعاليَّة من بَيْنِ ندوات وجلسات حواريَّة ومحاضرات وأمسيات وعروض فنيَّة، بجانب تخصيص مساحة لفعاليَّات ومناشط الطفل والأُسرة، تشتمل على مسرح للفعاليَّات والحلقات، وركنِ لُغة الضَّاد، وركنِ متحف الطفل، والركن الأخضر والمقاهي الثقافيَّة الَّتي أقيمت داخل عددٍ من الأجنحة. ويبلغ إجمالي العناوين والإصدارات المدرجة في الموقع (622) ألف عنوان مِنْها (269) ألفًا تقريبًا كتُب عربيَّة، و(200) ألفِ كِتاب أجنبيٍّ، فيما بلغ عدد المجموعة العُمانيَّة (19) ألفَ كِتاب، كما بلغ عدد الإصدارات الحديثة الَّتي طبعت بَيْنَ 2023 و2024 حوالي (35989) كتابًا، ما يعكس الثراء المعرفيَّ الَّذي سيشهده المعرض هذا العام.

المصدر: 
جريدة " الوطن" العمانية