في خضم التحديات الراهنة التي تواجه أمتنا، يبرز كتاب الدكتور ماجد الكيلاني، "هكذا ظهر جيل صلاح الدين.. وهكذا عادت القدس"، كمنارة أمل ومصدر إلهام لا يقدر بثمن. هذا العمل ليس مجرد سرد تاريخي، بل هو دراسة عميقة ومحفزة تكشف عن الأسس الحقيقية التي مكنت الأمة من استعادة عزتها ومقدساتها، وتستشرف آفاق المستقبل بناءً على دروس الماضي.
يطرح الكتاب سؤالاً جوهرياً يلامس وجدان كل مهتم بمستقبل الأمة: كيف استطاعت أمةٌ أن تنهض من سبات طويل، وأن تُعيد تشكيل ذاتها لتُنجب جيلاً قادراً على تحقيق معجزات تاريخية؟ يجيب الكيلاني على هذا التساؤل ببراعة، متجاوزاً السرد التقليدي للأحداث، ليغوص في الأعماق التربوية، الاجتماعية، والثقافية التي شكلت شخصية جيل صلاح الدين. إنه يوضح كيف أن التغيير الحقيقي لا يبدأ من السطح، بل من الجذور العميقة للتربية والإعداد.
يُركز الكتاب بشكل خاص على المنهج التربوي الفريد الذي اتبعته الأمة في تلك الحقبة. يكشف عن كيف أن العلماء والمربين والقيادات آنذاك لم يكتفوا بالدعوة والتنظير، بل عملوا على بناء الإنسان بناءً متكاملاً يمزج بين العلم والإيمان، الشجاعة والفروسية، الوعي السياسي والالتزام الأخلاقي. هذا الإعداد الشامل هو ما أنتج شخصيات فذة مثل صلاح الدين الأيوبي ومن معه، الذين لم يكونوا مجرد قادة عسكريين، بل كانوا رموزاً للنهضة الشاملة.
من أبرز نقاط القوة في الكتاب قدرته على ربط الماضي بالحاضر. فبينما يسرد قصة نهضة جيل صلاح الدين وعودة القدس، فإنه يقدم في طياته دروساً مستفادة واستراتيجيات قابلة للتطبيق في عصرنا الحالي. إنها دعوة صريحة لنا لإعادة النظر في مناهجنا التربوية، في قيمنا المجتمعية، وفي أولوياتنا كأمة. الكتاب يوضح أن استعادة المكانة لا تتم بمعزل عن بناء الإنسان الصالح والمؤهل لقيادة التغيير.
في الختام، يُعد كتاب "هكذا ظهر جيل صلاح الدين.. وهكذا عادت القدس" خريطة طريق لكل من يبحث عن الإلهام والأمل في زمن التحديات. إنه ليس مجرد كتاب يُقرأ، بل هو دعوة للتدبر والعمل، لكي نُدرك أن بناء المستقبل يبدأ من اليوم، وبأن الأجيال الصادة هي مفتاح كل نهضة. هل أنت مستعد لاستكشاف هذه الأسرار والمساهمة في بناء جيل جديد يحمل راية العزة؟