تخطي إلى المحتوى
وقفة مع خولة شخاترة وقفة مع خولة شخاترة > وقفة مع خولة شخاترة

وقفة مع خولة شخاترة

تقف هذه الزاوية مع شخصية ثقافية عربية في أسئلة سريعة حول انشغالاتها وجديد إنتاجها وبعض ما تودّ مشاطرته مع مُتابعيها. "لو قُيّض لي البدء من جديد، لا أظنّ أنّني سأختار اتّجاهاً مختلفاً على مستوى التخصّص والدراسة"، تقول الباحثة والأكاديمية الأردنية في لقائها مع "العربي الجديد".

■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟

- البيئة وما يحدث لها من دمار، سواء أكان محلياً أم عالمياً. ربما يكون هذا الاهتمام مبالغاً فيه، لكنّ الأمر يشغلني منذ زمن طويل، وأحاول على المستوى الفردي التخفيف من المواد المصنّعة والحافِظة، وإعادة تدوير الورق والبلاستيك. وفي البيت عندي مكانٌ للورق، وآخر للبلاستيك، ومنتجاتهما، حيث أنظّفها وأجفّفها وأضعها في مكانٍ خاصّ إلى حين التخلّص منها إلى مَن يمكنه الاستفادة منها. أمّا بقايا الطعام، فالحيوانات والطيور لها نصيب، والباقي أحوّله سماداً للتربة.

■ ما هو آخر عمل صدر لكِ، وما هو عملك القادم؟

- صدرت لي، نهاية العام الماضي، طبعة ثانية من كتابي "رحلة ابن فضلان والتواصل الحضاري والثقافي"، الذي يتطرّق إلى بدايات العمل الدبلوماسي في الدولة العباسية، حيث كانت رحلة ابن فضلان إلى دولة الصقالبة في غاية السرّية، والهدف منها إقامة تحالف مع دولة الخلافة كي تكون سنداً حقيقياً في مواجهة دولة الخزر، الجارة القوية التي تهدّد الصقالبة.

كما صدر لي، العام الماضي أيضاً، كتاب "نظرات في الرواية والشعر"، وهو إطلالة على تجارب روائية شعرية عربية وأردنية، حيث قاربت فيه أعمالاً لربيع جابر، وهاشم غرايبة، وعبود الجابري، وزياد محافظة، وشوقي بزيع، ومحمد نايل عبيدات، وحبيب الزيودي، وأحمد الطراونة، ومهدي نصير.

أعكف الآن على بحوث خاصّة بالتراث. قرأتُ منذ سنوات كتاب "منامات الوهراني ومقاماته ورسائله" لابن محرز الوهراني الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي، وكنت أنشغل عن الكتابة حوله، لكن بعد أن قرأت كتاب "جمهورية الآداب في العصر الإسلاميالوسيط" لمحسن جاسم الموسوي، وجدتُ مدخلاً لدراسة النخبة في العصر الأيوبي، عبر التوقّف عند الخطاب في جملة مؤلّفات تناولتْ تلك النخبة بالسخرية. وعندي أيضاً محاولات لتوثيق التراث الأردني الذي جمعتُ منه مادّة كبيرة، لكنّها تحتاج الوقت والتركيز لدراستها.

■ هل أنت راضية عن إنتاجك ولماذا؟

- لا. لأنني مزاجية وأتأخّر كثيراً حتى أنجز مشاريعي.

تشغلني البيئة منذ زمن طويل وأحاول التخفيف من تلوّثها

■ لو قُيّض لكِ البدء من جديد، أي مسار كنت ستختارين؟

- لا أظن أنني كنت سأختار اتّجاهاً مختلفاً على مستوى التخصّص والدراسة. ربما كنت سأعيد النظر ببعض خياراتي الشخصية، وبعض القرارات التي اكتشفت أنني لم أكن ناضجة بما فيه الكفاية لاتّخاذها، ولم أكن أملك تجربة تمكّنني من الاختيار الصحيح. لذا، أعترف بأنني أخطأت في مواقف كثيرة، لكنْ هذه أنا، ولا أفكّر في هذا كثيراً، لأنها مراحل انتهت، وفيها بعض النقاط المضيئة؛ ليست كثيرة جداً، لكنها موجودة.

■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟

- فعلياً، لا أنتظر شيئاً. التغيير يتطلّب وقتاً وجهداً جماعياً. لكنْ أتمنّى أن نصبح أقلّ ادّعاءً، وأكثر مصداقية، وأكثر تواضعاً، فالإنسان، مهما بدا قوياً، يبقى كائناً ضعيفاً. أتمنّى أن تتقدّم البحوث الخاصّة بشفاء الكثير من الأمراض، وتخفيف معاناة المرضى.

■ شخصية من الماضي تودين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟

- أبو عبد الله الصغير، والمعتمد بن عباد. شخصيتان تصلحان للأعمال الدرامية، وقد عاشتا في مراحل بالغة الصعوبة، وتحمّلتا كلاهما مسؤولية ضعف الأمة، مع الأخذ بعين الاعتبار السياق التاريخي والسياسي لكلّ منهما.

■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائما؟

- محمد نايل عبيدات، وهو طبيب أسنان، ومثقّف، وله رواية ومؤلّفات خاصّة حول النقابات.

أعكف حالياً على دراسة أحوال النخبة في العصر الأيوبي

■ ماذا تقرأين الآن؟

- شعر مها العتوم، وما زلت أريد الكتابة عنها، لكنني ــ كما قلت سابقاً ــ بطيئة ومزاجية. وأيضاً بعض الأعمال التراثية السردية، مثل سيرة ابن خلدون التي تجمع بين أدب الرحلة والسيرة، وكتاب "الاعتبار" لأسامة بن منقذ، الذي يجمع بين الرحلة والسيرة واليوميات.

■ ماذا تسمعين الآن، وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟

- لا أستطيع العمل وأنا أستمع إلى الموسيقى. وإذا سمعتُ، فأحتاج إلى أن أترك كلّ شيء. ربما أسمع سماعاً عابراً، لكنني أحب محمد عبد الوهاب ووردة الجزائرية.

 

بطاقة

باحثة وأكاديمية أردنية عملت في جامعات أردنية مختلفة، قبل أن تستقرّ في "جامعة جدارا" منذ 2008. أصدرت مجموعة من الكتب، منها: "الخبر عند المحسن التنوخي بين القص والتاريخ" (2004)، و"بنية النص السردي في كتاب الحيوان للجاحظ" (2005)، و"معجم الكُتاب من العصر الجاهلي إلى العصر المملوكي" (2009)، و"رسالة ابن فضلان والتواصل الحضاري والثقافي" (2021)، و"نظرات في الرواية والشعر" (2022).

المصدر: 
العربي الجديد