أصبحت وظيفة إدارة الموارد البشرية من الوظائف الأساسية التي ترتكز عليها المنظمات في يومنا هذا، من منطلق أن العنصر البشري يمثل أهم عناصر الإنتاج والمورد الأهم في عالم الأعمال، حيث أصبحت وظيفة إدارة الموارد البشرية من أهم الوظائف الإدارية من حيث المشاركة في وضع استراتيجيات المنظمة، ومشاركتها في اتخاذ القرارت مع الإدارة العليا والإدارات المختلفة، إضافة إلى عملها بشكل مباشر مع المورد البشري في إجراء عمليات الاستقطاب والإختيار وإجراء المقابلات، وتحديد الوصف الوظيفي، بالإضافة إلى التعامل مع العوامل النفسية وعوامل الراحة وغيرها من متطلبات المورد البشري، حيث تشمل وظيفة إدارة الموارد البشرية الجوانب الإدارية والhجتماعية بالإضافة إلى الجوانب القانونية والأخلاقية.
ومن هنا، تواجه إدارة الموارد البشرية تحديات مستقبلية كبيرة يجب عليها مواجهتها لإتمام مهامها بأكمل صورة، وتتمثل هذه التحديات في عوامل متعددة داخلية وخارجية يمكن أن تؤثر على عمل إدارة الموارد البشرية حيث قامت الباحثة في هذا المقال باستعراض ثمانية مقالات ودراسات في مجالات التحديات المستقبلية لإدارة الموارد البشرية، كمرجع لها لإبراز أكبر التحديات المستقبلية التي تواجه إدارة الموارد البشرية، على النحو التالي:
تتمثل التحديات المستقبلية لإدارة الموارد البشرية في مايلي:
أمن المعلومات:
يعتبر أمن المعلومات من أهم التحديات التي ستواجه إدارة الموارد البشرية في المستقبل من تطبيق التكنولوجيا على المعلومات، حيث تدور المخاطرة حول تأمين سرية المعلومات وسلامتها وتوافرها، والتي تتطلب برنامجاً متخصصاً ليناسب المخاطر التي تتعرض لها المنظمة. يأتي دور إدارة الموارد البشرية في تحليل مخاطر أنظمة المعلومات باستخدام تحليل مخاطر احتمالي، حيث تكون المخاطر مقياساً لاحتمال وقوع حدث والعواقب المرتبطة به على المنظمة.
تختلف ممارسات تقييم المخاطربين الصناعات والتخصصات حتى داخل المنظمة نفسها من حيث تحديد المخاطر وتقديرها وتقييمها، حيث تحتاج المنظمة إلى اختبار مكونات الهجمات الفعلية مثل اختبار الاختراقات، لوضع خطوطاً أساسية للأمان.(Wangen et al., 2018)
الاحتفاظ بأفضل الموظفين ومكافئتهم:
يمثل الاحتفاظ بالأيدي العاملة الكفأة، التي تم تدريبها سابقاً وتنمية قدراتها ومواهبها، من أكبر التحديات التي تواجه إدارة الموارد البشرية، حيث تتطلب ترقية الموظف الكفؤ إجراءات عديدة من قبل إدارة الموارد البشرية، من حيث تخصيص ميزانية خاصة بترقية وتحفيز الموظف، وإجراء عمليات حديثة للترقية مثل الابتعاد عن الترقية على أساس الأقدمية غير الكفؤة لأداء المهام المطلوبة، إضافة إلى إرضاء الموظفين الذين لم يحصلوا على ترقية من جهة أخرى. (Shift, n.d.)
وجود ثقافة عمل مرنة وقيادة منفتحة:
حيث أن الجيل القادم يفضل التواجد في بيئة عمل مرنة تركز على النتائج النهائية، والحصول على أفضل إنتاجية بعيداً عن طرق العمل التقليدية التي تقيد مهاراتهم، بالإضافة لحاجة إدارة الموارد البشرية إلى ترسيخ ثقافة تواصل مرن بالعمل وقيادة منفتحة تؤثر في إمكانية رفع معنويات العاملين خلال أداء أعمالهم. (Guest, 2014)
التكيف مع الابتكارات:
تواجه إدارة الموارد البشرية تحدياً كبيراً في خلق موظفين قادرين على التكيف مع الابتكارات الجديدة في عالم الأعمال، في ظل التطور المستمر للتكنولوجيا، حيث يتطلب ذلك التطور من إدارة الموارد البشرية إجراء تدريبات بشكل مستمر لمواكبة التكنولوجية الحديثة، وما يترتب عليها من إعداد ميزانية خاصة وايجاد الأوقات المناسبة، للحفاظ على درجة عالية من المنافسة مع الأسواق الخارجية. (أرقام، 2018)
استقطاب أفضل المواهب للمنظمة:
تعد عملية استقطاب وتوظيف أفضل الموظفين الموهوبين من أبرز نقاط القوة للمنظمات، حيث أن الاختيار الصحيح ووضع الموظف المناسب في المكان المناسب يهيئ عملية دخول المنظمة في أسواق المنافسة بسهولة وقوة، وبناءً على ذلك تبرز أهمية جهود إدارة الموارد البشرية في القيام بعمليات الإختيار المناسب للموظف الأمثل للوظيفة المطلوبة. (admin, 2020)
الولاء التنظيمي:
يعتبر عامل الولاء الوظيفي من العوامل التي أخذت حيزاً كبيراً من اهتمام خبراء الادارة، حيث أن الولاء الوظيفي يمثل عملية تبادلية بين الطرفين، وهنا يأتي التحدي الكبير في دور إدارة الموارد البشرية على العمل بجهد لتحفيز الموظفين وجعلهم يسعون للمحافظة على وظيفتهم وثباتهم في المنظمة، وجعل المنظمة المكان الآمن الذي يوفر للموظفين احتياجاتهم المهنية والاجتماعية. (Vuong et al., 2021)
الثورات العلمية والتقنية:
مع انطلاق الثورة العلمية والثورة التقنية، أصبحت مهمة الموارد البشرية مختلفة من حيث تحديد الكم والكيف، حيث أن إحلال التقنيات محل الأفراد أدى إلى التقليل من الأعداد المطلوبة من العمال، بالإضافة إلى اختلاف نوعيات الخبرة المطلوبة والتأهيل اللازم ومستوى المهارات، ومن هذا المنطلق أصبح دور إدارة الموارد البشرية العمل على جمع هذه العوامل والتعامل معها للحصول على أكبر قدر من الكفاءة والفاعلية في العمل. (محمد & يوسف، 2018)
إدارة الجودة الشاملة:
أدى ظهور إدارة الجودة الشاملة إلى اختلاف أساليب وأدوات التدريب والتنمية التي تعدها إدارة الموارد البشرية للموظفين، حيث أن التطور الكبير في عالم الأعمال والتنمية يحتاج جهدا أكبر من جهة إدارة الموارد البشرية في تغيير سلوك الموظفين وطريقتهم في أداء عملهم. (فحماوي، 2022)
من وجهة نظر الكاتبة، فإن إدارة الموارد البشرية أصبح عالما واسعا ذا أهمية كبيرة بالنسبة للمنظمة، حيث أصبحت إدارات الأعمال تسارع إلى مواكبة التحديات التكنولوجية والتنموية العالمية، فالعنصر البشري هو التحدي الأهم والأكبر على الإطلاق في نظر إدارات الموارد البشرية، فجميع التطورات التكنولوجية هي من صنع بشري ويعود تأثيرها الأولي على الموظفين، وكلما زادت التطورات ازدادت مسؤولية إدارة الموارد البشرية لإشراكها مع موظفيها وتحقيق أكبر كفاءة وفاعلية ممكنة.