إنه الأستاذ محمد عدنان سالم رحمه الله مؤسس دار الفكر الرائدة, وإن قلتُ إنّه المفكِّر الفذ, والعالمُ القدير, والناشرُ الكبير, الذي سبق غيرَه , وتميّزَ باللباقة والحكمة واحترام الجليس وإعطاء أصحاب القدر قدرَهم, والتمييز بين الجيد وغيره بحنكةٍ ودراية ,لكنتُ وصفتُه بشيءٍ ممّا يستحق,وأظنّه مِن الذين رحلوا ولم تنقطع أجورُ أعمالهم الصالحة إنْ شاء الله.
رحمه الله وأسكنه الفردوس وجمعه مع سيد الخلق والنبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وحسبُه أنّه انتقلَ إلى رحمةِ كريم رحيم عظّم اللهُ أجر الأهل والأصحاب وأهل دار الفكر الكرام
--
رحماتُ ربي مع عظيمِ الأجر**تُرجى لمن أنشاكِ دارَ الفكرِ
لِمحمدٍ عدنان سالم , إنَّه**علمٌ يضيءُ وحجّةٌ في الفكرِ
هو رائدٌ للنّشرِ ليس بشامنا**بل في ربوعِ الكونِ, ليس بفخرِ
يحلي اعتدالٌ فكرَه , بمحبّة**يبدي احترامَ النّاسِ طولَ العمرِ
وإذا انتقدْتَ فلايخاصمُ ناقداً**مادام ينطقُ باغياً للخيرِ
وبحنكةٍ يدري المفيدَ وماسوى**هذا , فينشرُ مابخيرٍ يسري
ستون عاماً صاحبتْه ,تقولُ مَنْ **قد كانَ مثلَكَ في عطاءِ النشرِ؟
مَن مثلكمْ وهبَ الحضارةَ صوتَها؟**ورعى الثقافةَ في منارِ البدرِ؟
مَن مدَّ عقلَ العُربِ مِنْ كتبٍ زهتْ**والمسلمين تفوح مثلَ العطرِ؟
فعليكَ رضوانُ الإلهِ ورحمةٌ**عدنانُ في جناتٍ عدنٍ تجري
إنْ شاءَ رحمنٌ - ويجزي مَن قضى**والعلمَ أورثَ- مِن معينٍ الأجرِ
وأقولُ عظّمَ أجرَكم ربُّ الورى**للأهلِ والقربى ودارِ الفكرِ