في خطوة لاقت استنكاراً على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن "معرض فرانكفورت الدولي للكِتاب" الذي يُقام بين الثامن عشر والثاني والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، عن "تأجيل" حفل توزيع "جائزة LiBeraturpreis" التي تُنظّمها "الجمعية الأدبية الألمانية"، وألغى بالتالي التكريم المُقرَّر للروائية الفلسطينية عدنية شبلي(1974)، يوم الجمعة المُقبل، عن روايتها " تفصيل ثانوي".
وصرّح مُدير معرض الكتاب يورغن بوس، في تماهٍ تامٍّ مع السردية الصهيونية، وباستخدام المُفردات التي تتداولها الأروقة الغربية والإعلام الصهيوني في توصيف العدوان على غزّة، قائلاً: "نظراً للإرهاب ضدّ إسرائيل، فإن الجمعية تبحث عن مكان مُناسب للحدث بعد معرض الكتاب". قبل أن يضيف إنّ المنظّمين ارتأوا إتاحة مساحة إضافية لما سمّاه بـ"الأصوات الإسرائيلية واليهودية"، مُتجاهلاً أن هذه "الأصوات" مهيمنة أصلاً في "معرض فرانكفورت" وأن الصوت الفلسطيني هو غالباً الصوت المغيَّب.
يُشار إلى أن "تفصيل ثانوي" صدرت بالعربية عام 2017، وتروي قصة فتاة فلسطينية تتعرّض للاغتصاب ثم القتل على يد كتيبة إسرائيلية بعد نكبة عام 1948. والعمل هو محاولة سردية جادّة للقول إنّ مأساة اغتصاب أرض الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرّة إلى يومنا هذا. وقد رُشحت "تفصيل ثانوي" في ترجمتها الإنكليزية لـ"جائزة البوكر الدولية" (القائمة الطويلة)، التي تمنحها "مؤسسة مان بوكر" في لندن عام 2021.
الجدير بالذِّكر أنّ الرواية كانت قد واجهت مُحاولات صهيونية لإقصائها من المشهد الأدبي الألماني بعد ترجمتها إلى لُغة غوته العام الماضي. الأمر الذي يتعارض مع التعاطي النقدي الحقيقي لمضمون العمل وقيمته الفنية، ولما يُمثّله انتماء صاحبتها إلى بلدان الجنوب وقضاياه، التي تزعم الجائزة أنها تحرص على الاعتناء بأدبه.
ومن تلك المحاولات تقديم الصحافي أولريش نولر، عضو لجنة تحكيم الجائزة، استقالتَه منها، صيف هذا العام، بسبب قرار مَنحها لشبلي. ولمّا فشلت تلك المحاولة، أعاد، هذا الأسبوع، أحد المُعلّقين الأدبيين أسطوانة "معاداة السامية"، مُتّهماً الكتاب بتصوير "إسرائيل" على أنها آلة قتل، الأمر الذي قد يكون السبب المباشر في إلغاء منح الجائزة لشبلي.يذكر أن عدنية شبلي هي كاتبة روائية من مواليد "عرب الشبلي" في فلسطين المحتلة عام 1948، بدأت بنشر القصص والنصوص السردية منذ 1996 في مجلة "الكرمل" وغيرها من المنابر. صدر لها في الرواية: "مَساس" (2002)، "كلّنا بعيد بذات المقدار عن الحبّ" (2004)، وكتاب فني بعنوان "حراك" (2012). حاصلة على درجة الدكتوراه من "كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية" في "جامعة شرق لندن"، وتعمل في مجال التدريس الجامعي وتقيم اليوم في برلين.