كتاب يؤسس،بل ويقطع مراحل مهمة،ليعيد إحياء مفاهيم للنص القرآني،مؤكداً على استمرارية هذا النص،وتجدده، وقداسته،وإلهية مصدره،ليعيد البناء الحضاري للأمة،في وقت يراد فيه إعدام النص المؤسس لهذه الحضارة؛ألا وهو القرآن، وإبادة معالمه الدلالية،وإبعاده عن كونه النصَّ:الهادي،والمرشد،والمرجع الأول والأخير؛ برؤيته التكاملية لهذا الكون.
-إنه حقيقة جديدة حين تسطع شمس الإسلام من الغرب، فيحاول إعادة بعث الأمة من جديد، وإخراجها من النفق المظلم الذي وضعت فيه نفسها، وإبصار الأمة لمكانتها ودورها؛ بعد أن عميت، من خلال وضع القرآن في مكانه الصحيح في ريادة هذه الأمة وقيادتها.
وأن القرآن هو الصالح لكل زمان ومكان، بينما فهمه وقراءته وتدبره هو المتغير المتبدل.
-إنها قراءة جديدة تحاول إحداث إبداع نوعي منشود؛ في زمن أصبح كثير مما يطرح في الفكر الإسلامي المعاصر؛ يركن إلى التقليد والتكرار ويهاب التجديد والإبداع، يفضل هؤلاء التبعية المحضة والقعود، وتكرار ما سبق، وأن السابقين لم يتركوا للاحقين شيئاً.
-لم يقطع الكتاب الصلة بالتراث التفسيري، ولم يغلب العقل على ما سواها؛ بل أخذ بالأدوات العلمية التفسيرية عند أهل الاختصاص، ملتزماً منهجاً جديراً بالتمعن، بل لاحظ الكتاب معها قداسة النص القرآني وركز عليه؛ ليهتدي إلى دلالات عميقة تكون باعثاً لهذه الأمة، فهو إعمال للعقل المسلم الواعي مع قراءة النص القرآني واستنطاق معانيه، ضمن ضوابط واضحة تراعي الثوابت؛ لتصل إلى رؤية جديدة تحدد الوجهة الصحيحة وتمخر عمق الدلالات القرآنية.
من ذلك:
-كيف يتحول السجود وآثاره إلى معرفة الإنسان ذاته؛ ومعرفة الكون ومن حوله ص15
-العلاقة بين الوحي والكون ومفهوم كل منهما ص46
-كيف تتحول القراءة التي كانت بالأمس حلاً إلى سلاسل وأغلال تمنع الحركة ص49.
-كيف تشكل أسماء الله الحسنى قيماً عليا مشتركة بين بني البشر جميعاً ص61.
-القرآن متحرك عبر محرك الإثبات والمحو ص155.
-الفن الإسلامي تعبير عن رؤية القرآن للوجود ص171
أمثلة من كثير كثير
بل يحتاج ندوة بل حلقات نقاش مطولة حول ما طرحه من مفاهيم، يجب تعميقها وتعميم فهمها.
د. محمد وهبي سليمان
قسم الدراسات والبحوث في دار الفكر
10/02/2022