تخطي إلى المحتوى
كتاب جديد يرصد تطور لغة الخطاب الإعلامي العسكري لأبي عبيدة على مدار 17 سنة.....معرض القاهرة للكتاب أعاد عرضه بعد سحبه كتاب جديد يرصد تطور لغة الخطاب الإعلامي العسكري لأبي عبيدة على مدار 17 سنة.....معرض القاهرة للكتاب أعاد عرضه بعد سحبه > كتاب جديد يرصد تطور لغة الخطاب الإعلامي العسكري لأبي عبيدة على مدار 17 سنة.....معرض القاهرة للكتاب أعاد عرضه بعد سحبه

كتاب جديد يرصد تطور لغة الخطاب الإعلامي العسكري لأبي عبيدة على مدار 17 سنة.....معرض القاهرة للكتاب أعاد عرضه بعد سحبه

أثار قرار سحب كتاب ( أبو عبيدة.. قائد سلاح الحرب الإعلامية(  للكاتب والروائي المصري سيد دواد المطعني من قبل إدارة معرض القاهرة الدولي للكتاب ضجة كبيرة في الوسط الثقافي وعلى وسائل التواصل الاجتماعي .. لم تهدأ إلا بعد قرار الهيئة العامة المصرية للكتاب الإفراج عنه، وإعادة طرحه مجدداً ضمن أجنحة المعرض.

وكان الكتاب الذي يحمل صورة حمل صورة الناطق الرسمي باسم “كتائب القسام”، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، ملثم بكوفيته الحمراء، التي أصبحت رمزاً للمقاومة، قد لاقى إهتمام كبير من رواد المعرض، كما تعرض في الوقت نفسه لهجوم كبير من الإعلام الإسرائيلي الأمر الذي أدى سحبه من قبل إدارة المعرض لإعادة النظر فيه من جديد.. وبعد التأكد من خلوه من أي مخالفات قررت الهيئة إعادة عرضه.

حول رد فعله على منع كتابه قال الكاتب سيد دواد المطعني لـ " الوطن" : لم يكن لي ولا لدار النشر أي ردة فعل على سحب الكتاب، لا سيما أن مسؤولي المعرض أخبروا الناشر أنهم سيقومون بفحص الكتاب ومراجعته للتأكد من خلوه من أي مخالفات، وذلك نتيجة للجدل الذي أثير حولها. ولمسؤولي المعرض كل الحق في ذلك، ولم يكن هناك أي ردة فعل، لتأكدنا من نزاهة المحتوى وسلامته. ولم تمر ثلاثة أيام حتى أعاد المسؤولون الكتاب لمكان في أرفف الجناح، وعرضه للجمهور.

وحول رد الفعل جمهور المعرض قال:  لقد أدانوا ذلك بشدة على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، ظنًا منهم أن أمر السحب مرتبط باحتجاجات الداخل المحتل، والذي أشار إليه الإعلام العبري. وهذا غير صحيح، فسحب الكتاب كان قبل الاعلان عن إعلان القناة ١١ الاسرائيلية عن حالة الامتعاض. والتلفزيون الرسمي المصري كان مهتمًا بتغطية الأمر، ومتابعة دورة الكتاب في معرض القاهرة، وقد أعاد المسؤولون الكتاب إلى جناحه مجددًا. وبعد إعادة الكتاب للجناح، أقبل عليه الجمهور إقبالا لافتا للإنتباه.

 

وعن كتابه أضاف: الكتاب يتناول تطور الحرب الإعلامية الدائرة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني من خلال خطاب أبو عبيدة بالتحديد، وكيفية تطورها على مر السنين.. ففي البدء كانت تُشن من طرف واحد، وهو طرف العدو الصهيوني صاحب الإمكانيات والمنصات الإعلامية الضخمة والمتعددة. لينتقل الكتاب بعدها لبداية ظهور الناطق العسكري للمقاومة، ومن ثم تطور لغة الخطاب الإعلامي العسكري لأبي عبيدة بالتحديد على مدار ١٧ سنة، منذ ظهوره عام ٢٠٠٦ حتى حرب غزة الأخيرة ٢٠٢٣. ويناقش الكتاب بين صفحاته أساليب أبي عبيدة في كل معركة على حدة، في عناوين رئيسية لكل معركة بدء من الوهم المتبدد ٢٠٠٦ وانتهاء بطوفان الأقصى ٢٠٢٣، مرورًا بحجارة التسجيل والعصف المأكول وسيف القدس..

وفيما اذا جاءت فكرة الكتاب بعد احداث 7 أكتوبر أوضح : كانت الفكرة تراودني منذ زمن، خصوصاً أنني أتابع بشغف كل ما يجري في فلسطين منذ طفولتي، وعلى علم بكل كبيرة وصغيرة، ولفت انتباهي تطور لغة الخطاب الإعلامي في معركة العصف المأكول ٢٠١٤ ووددت لو أضع كتابًا حولها، لكن لم تكن لديًَ المعلومات الكافية وقتذاك، ولم يكن بوسعي أيضًا وضع كتاب في أي مجال كان، فلم أحصل على فرصة لنشر كتاب لأول مرة إلا في يناير ٢٠٢٠ طرقت به باب الرواية الطويلة.. وعادت الفكرة تراودني مجددًا بعد معركة سيف القدس ٢٠٢١، غير أنني حينها كنت عاكفًا على إعداد روايتي التاريخية المساقون إلى البرزخ، والتي استغرقت شهورًا طويلة في البحث عن معلومات دقيقة حول الحقبة التي تناولتها الرواية، حتى أضحت جاهزة للنشر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير ٢٠٢٣. وما إن اندلعت حرب غزة الأخيرة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، فانتظرت بشغف شديد بيان أبي عبيدة الذي خرج بعدها في بيان من عشرين دقيقة يحكي تفاصيل الطوفان، ولم يخيب خروجه ظني فيه. ومن هنا قررت البدء في وضع الكتاب، وقد كان معظمه جاهزًا في رأسي، لا يحتاج إلا التفريغ، وكانت فترة المائة يوم كافية للكتابة، وإضافة ما استجد من تطور في أسلوب المقاومة الإعلامي، وفي لغة خطاب أبي عبيدة، والذي اكتسب جماهيرية تزيد مائة ضعف عن جماهيريته ما قبل معركة طوفان الأقصى. هذا الأمر جعل حديثي المعرفة بأبي عبيدة يظنون أن الكاتب والكتاب فوجئا مثلهم في أكتوبر ٢٠٢٣ بأبي عبيدة، رغم أن الفئة الأقل من المهتمين بأخبار المقاومة يعرفون الملثم منذ ظهر أول مرة في ٢٠٠٦.

وحول رأيه بالخطاب الإعلامي للمقاومة الفلسطينية بشكل عام قال : أما عن الخطاب الإعلامي للمقاومة بشكل عام فقد تطور كثيرا تلك المرة، لأنهم يسدون الثغرات أمام العدو الذي يخرج دائما لتكذيب بياناتهم، ببيانات تنفي صحة قولهم. لكن المقاومة في تلك المعركة تجهز مصورا خاصا لكل عملية، يرافق المجاهدين أثناء تنفيذها، أو يقوم أحد المجاهدين بتصوير نفسه أثناء عملية التفيذ، لتؤكد بعد كل خطاب صحته، فلا يجد إعلام جيش الاحتلال مفرا من الاعتراف به. ولو نظرنا لأبي عبيدة على وجه الخصوص، فتراه دقيقا في اختيار الألفاظ المناسبة، والتي تبرز مدى فصاحته من ناحية، وخبرته العسكرية من ناحية أخرى. فعلى سبيل المثال تجده يخاطب عائلات الأسرى بعبارات تحرضهم بشكل غير مباشر على حكومة الاحتلال، لتندلع بعد بيانه التظاهرات، وكثيرا ما حاصر الثائرون منزل نتنياهو. وإطلاقه لمصطلح المسافة صفر، الذي يلخص العمليات التي نفذها المجاهدون لقتل جنود العدو، أو تدمير دباباته. واستخدامه عبارات مثل شذاذ الآفاق وخريجي معازل الغيتو، وهي عبارات لها دلالاتها، فالأولى توحي بفصاحته، والثانية ثقافته.

المصدر: 
جريدة " الوطن" العمانية