قلّما تتعامل المراكز الثقافية الرسمية في السودانباهتمام خاصّ مع أدب الطفل،فعدا عمّا يُعانيه هذا النوع الكِتابي من محدوديةِ دعم المؤسسات الرسمية للمُشتغلين فيه،سواء كانوا رسّامينأو مؤلّفين أو حتى دور نشر؛ تبرز أيضاً مشكلات أُخرى، وأبرزها افتقار البلاد لمعرض كتاب رسميّ وخاص بالإنتاجات الإبداعية والعِلمية الموجَّهة لهذه الشريحة العُمْرية.
ضمن هذا الإطار، أَعلن مؤخّراً "بيت التراث"، وهو أحد المراكز الثقافية في العاصمة الخرطوم، عن إنهاء استعداداته لإطلاق مكتبة خاصة بأدب الطفل، تكون وجهةً للأطفال وأولياء أمورهم من جهة؛ وملتقىً للمهتمّين بتطوير هذا اللون الأدبي لدى كتّاب وشعراء وحتى تشكيليين من جهة ثانية.
ويشكّل التراث السوداني، بما فيه من ثراء بالقصص والأساطير الشعبية، المصدرَ الأساسي لموضوع الإصدارات التي تحتويها المكتبة، كما يحاول القائمون على المشروع الربط بين ما يحويه هذا التراث من أحاجٍ وقصص وأمثال، وتقديمها بشكل عصري، يستطيع الطفل أن يتفاعل معه، وينمّي عنده مَلكة الخيال؛ خاصة أمام طغيان مطبوعات أدب الطفل المترجَم في سوق النشر السودانية، والتي يقوم بإنتاجها عادةً كُتّاب وفنّانون أجانب، لا يستلهمون موضوعاتهم من بيئة وموروث البلاد.
وحسب القائمين على "بيت التراث"، فإنّ النواة الأولى لمشروع المكتبة قد بدأت بسبعة عناوين فقط، قُرئت خلال الدورة الثانية للمهرجان، وهي عبارة عن حكايات مستوحاة من أقاليم وولايات سودانية مختلفة، قبل أن يتم توسيع الفكرة بعد أن قدّم تشكيليون وأدباء سلاسلَ ومجموعات جديدة لرفد المكتبة. هذا ومن المقرر أن يُصدر المشروع 16 عنواناً جديداً، في وقت لاحق من هذا العام.