تخطي إلى المحتوى
لقاء مع فضيلة الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي حول كتابه (الجهاد في الإسلام.. كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه)؟ لقاء مع فضيلة الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي حول كتابه (الجهاد في الإسلام.. كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه)؟ > لقاء مع فضيلة الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي حول كتابه (الجهاد في الإسلام.. كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه)؟

لقاء مع فضيلة الشيخ د. محمد سعيد رمضان البوطي حول كتابه (الجهاد في الإسلام.. كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه)؟

 *ـ إذا بدأنا من حيث انتهيتم.. من كتاب (الجهاد في الإسلام)، لماذا جاء الكتاب في هذا الوقت بالذات.. وما الجديد في نظرتكم لمسألة الجهاد في الإسلام؟

لأن من الثابت بداهة أنه عندما يقع الخطأ يحين وقت التصحيح، ثم إن ضرورة التصحيح تتفاوت بتفاوت الضرر المنبثق من الخطأ. ولا أعتقد أن في الأضرار الناجمة عن الأخطاء ما هو أشد وأخطر من ضرر الخطأ في فهم معنى الجهاد وممارسته، والواقع المشاهد ناطق بذلك.. أما نظرتي لمسألة الجهاد فأعتقد أنها لم تأت بأي جديد. وإنما رسخت وأوضحت ما هو مستقر في مصادر الشريعة الإسلامية. وهل للتجديد في شرع الله إلا معنى واحد، وهو العبث به؟.. وإني لأسأل الله أن لا يجعلنا من العابثين بشرعه.

 

*ـ أين موقع (اللاعنف) في الإسلام في الآية الكريمة "وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ " ؟

كلمة (اللاعنف) شاعت أيام المهاتم غاندي، لاسيما عندما نشر مذكراته بعنوان: (قصة تجاربي مع الحقيقة)، وأنا لا أحب أن أستعملها في التعبير عن سياسة الدعوة إلى الله. وأعتقد أن الإسلام لا يجمد عند سياسة العنف واللاعنف. إنه يدعو إلى السلم، وليس له من ضمانة لذلك إلا الإسلام.. يقاتل في سبيله، وإنما يكون ذلك عندما يقوم من يصدّ عن سبيل الدعوة إليه والتعريف به، والضمير الغائب في: <وَأَعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ > يعود إلى المتربصين بالإسلام والمسلمين، أو الصادين عن سبيل الدعوة السلمية إليه.

 

*ـ  في مقدمة كتابكم تطرقتم إلى الفكر الإسلامي بشيء من النقد. هل يمكن توضيح الأمر؟

الفكر الإسلامي ينبثق من صاحب الفكر وهو الإنسان. وقد يكون خطأ أو صواباً، وقد يكون لخدمة الإسلام أو للإساءة إليه.. أما عقائد الإسلام وشرائعه وأحكامه، فمنبثقة من الإسلام ذاته، على أن يكون مقياس فهمها اتباع مصادر الإسلام، والانضباط بمنهج تفسير النصوص فيه. ولن تكون عندئذ إلا صواباً، ولن يكون التعامل معها إلا لخير الإسلام وفائدة المسلمين. ومصداق هذا الذي أقول لك؛ أن كتب الفكر الإسلامي أكثرها من تأليف المتلاعبين بالإسلام والمتربصين به.

*ـ ظهرت في الآونة الأخيرة مصطلحات عديدة مثل: الإسلام السياسي، الفكر الإسلامي المعاصر، الفكر الإسلامي التقليدي، فكيف تنظرون إلى مفهوم الإسلام السياسي؟

أما التعبير بالإسلام السياسي فيراد به الانتماء إلى النظام الاجتماعي والسياسي في الإسلام دون التبني لمعتقداته، وذلك في ظلّ نظام أحكام الذمة، وهذا الانتماء جزء لا يتجزأ من النظام الاجتماعي والسياسي في الشريعة الإسلامية، وهو شرط أساسي لسريان قانون (لهم ما لنا وعليهم ما علينا)، ومن ثم فهذا التعبير لا علاقة له بما يسمى الفكر الإسلامي، وإنما هو عنوان على طائفة من الأنظمة والأحكام الشرعية الراسخة الثابتة.

 

*ـ الفكر الإسلامي المعاصر.. هل ترون أنه يتعارض أو يتكامل مع الفكر الإسلامي التقليدي؟

أما (الفكر الإسلامي المعاصر) و (الفكر الإسلامي التقليدي) فإنما أفرزتهما، كما قلت لك، التصورات البشرية التي لا علاقة لها بجوهر الإسلام وذاته.. وليس في الإسلام، الذي شرف الله به عباده، فكر معاصر ولا فكر تقليدي. وإنما فيه جملة تعليمات وإرشادات - بعد الأساس الاعتقادي - يجب التفاعل الوجداني والتعامل السلوكي معهما كل ظرف وحين.

 

*ـ أشرتم في كتابكم (الجهاد..) إلى رفضكم تكوين حزب إسلامي، والانضمام إلى الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا، لماذا كان الرفض؟

لأن الجبهة الوطنية في وضعها الحالي تتألف من أحزاب مختلفة في المنهج والمسار، بل في الأهداف أيضاً، فما معنى إضافة حزب آخر إليها ينطق باسم الإسلام ويسير على نهجه؟ معنى ذلك أننا أعلنّا أن نصيب الإسلام من مجتمعنا يقوم على أساس تقسيمه بين ستة مشتركين، بل متنافسين، ولا شك أن هذا ينطوي على مجانفة كبيرة للحقيقة التي تقرر بأن مجتمعنا هذا إسلامي كله، مهما توهم المتوهمون أو تمنى الحالمون.

إن الإسلام يجب أن ينظر إليه على أنه المعصم الجامع للأصابع الخمسة التي تتكون منها هذه الجبهة، وعلى أنه الموجه لهم والآمر والناهي لهم جميعاً. فكيف وبأي منطق تطلب مني أن أحيل المعصم الجامع أو الذي يجب أن يكون جامعاً إلى شريك أو أصبع إضافي قسيم؟!..

 

*ـ ولكنكم في مقدمة الكتاب نوهتم إلى أن ما جاء في الكتاب هو حكم فقهي وليس رأياً شخصياً، فهل هذا موقف الإسلام من الأحزاب الإسلامية بشكل عام؟

أجل إن هذا الذي أقوله لك، قرار إسلامي لا يلحقه خلف، وليس فكراً إسلامياً أبتدعه من عندي. فمن منا يرتاب في أن الإسلام في مجتمعنا هذا هو معصم جامع، وليس مجرد أصبع بين مجموعة أصابع.. ولاحظ أنني أتحدث عن وجود كرسي باسم الإسلام، أو باسم حزب إسلامي ينشط نشاطاً إسلامياً في ساحة المجتمع.

 

*ـ كيف تنظرون إلى مسألة التعددية الحزبية؟ وهل يمكن في بلد يحكمه الإسلام الآن، عدم القبول بالأحزاب العلمانية (القومية أو الشيوعية)؟

المجتمع الإسلامي يتألف من أفراد، ولكي يكون المجتمع المؤلف من هؤلاء الأفراد إسلامياً، يجب البدء بتوجيه هؤلاء الأفراد إلى الإسلام عن طريق التبصير به، والدعوة إليه، وإزالة الشبهات التي تصدّ عن معرفته على حقيقته. وهذا لا يتم إلا بمعاناة دائبة ومستمرة. وعندما يتجه هؤلاء الأفراد أو معظمهم بمحض اختيارهم إلى الإسلام، ويذعنون لمبادئه وأحكامه، فإن ذلك يصبح إيذاناً بانبثاق المجتمع الإسلامي الذي يقوم على أساس من عقد الإذعان.

وعلى القائمين برعاية هذا المجتمع أن يتوِّجوه عندئذ بتطبيق الأحكام الإسلامية فيه، إذ هو قرار الأفراد الذين فيه، وهو مقتضى الإذعان من كل منهم للإسلام وحكمه.

وهنا ينبغي أن نعلم أن من جملة ما يقضي به نظام المجتمع الإسلامي، حرية التعبير عن الأفكار والاتجاهات المتعددة والمتحالفة؛ ذلك لأن الإقرار بوجود فئات غير مسلمة داخل المجتمع الإسلامي، يتضمن بالضرورة الإقرار بحق هذه الفئات في التعبير عن أفكارها ومذاهبها، على أن تظل الدعوة إلى الإسلام مع مجادلة المبطلين بالمنطق والحكمة، مستمرةً على أوسع نطاق، وهو مقتضى قول الله تعالى: <وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ >[النحل: 16 >. وحرية التعبير هذه هي التي أفرزت في صدر الإسلام كثيراً من الفِرَق الإسلامية الجانحة، سادت في مناخ الحرية، ثم بادت في غمار الحوار والنقاش وعرض الأدلة والبراهين.

في حالة واحدة يقضي الإسلام بسلب هذا الحق عن الذين يمارسونه؛ وذلك عندما يثبت أن يداً أجنبية معادية قد تسربت فاتخذت لها عملاء فيما بيننا، وراح العملاء يتحركون تحت ستار الحرية وباسم الديمقراطية.

 

*ـ أيضاً ما هو موقفكم من مسألة الديمقراطية؟

عندما تفسر الديمقراطية بهذا الذي أوضحته لك، فهي بندٌ أصيل في النظام الإسلامي، بقطع النظر عن الأسماء والاصطلاحات.

 

*ـ  في كتابكم المذكور تعرضتم إلى المسألة الفلسطينية، والسؤال المطروح الآن هو: ما رأيكم بالاتفاق الفلسطيني - الإسرائيلي في أوسلو وفي القاهرة؟

المسألة الفلسطينية تخصّ العرب والمسلمين جميعاً، وليست حقاً للفلسطينيين دون غيرهم، ومن ثم فإن كل جزئي تُسْتَرضَى به شريحة من هذه الأمة، يعدّ تلاعباً بالحق لا خدمةً له. وأذكّر هنا بقول رسول الله (ص): ((سلم المسلمين واحدة، لا يسالم مسلم دون مسلم، إلا على سواء بينهم)).

 

*ـ  في الناس من يقول: إنكم ألغيتم الجهاد في كتابكم (الجهاد) فما قولكم في ذلك؟

لقد قررت في كتابي هذا، ما نطق به القرآن، ودلت عليه سنة رسول الله (ص)، والتقت عليه كلمة علماء المسلمين، من أن: صدَّ الطامعين في شيء من ديار الإسلام، أو في أي من حقوقهم المادية أو المعنوية، من الجهاد المبرور الذي أمر الله به.. وأن مقاتلة كل من صدّ عن سبيل الدعوة إلى الله، وأصرّ على منع كلمة الحق أن تبلغ مداها من آذان الناس أو قلوبهم، من الجهاد المبرور الذي شرعه الله وأمر به.. وأن الإقبال إلى الناس بدعوتهم إلى الله وتعريفهم بدين الله، بالحكمة والموعظة الحسنة، مع الثبات على ذلك بالصبر والمصابرة، في وجه كل أذية أو إيلام أو اضطهاد، من أقدس أنواع الجهاد في سبيل الله.. وأن الصدع بكلمة الحق، ابتغاء وجه الله أمام سلطان جائر، ذروة سنام الجهاد.. وأن نبذ السلام الخادع المهين الذي تدعو إليه إسرائيل، والعمل على جمع الشمل وضفر القوى لمقاتلة المغتصبين واسترجاع الحق إلى أصحابه، من لباب الجهاد المبرور في سبيل الله.

إن كتابي يجلجل ببيان هذا كله، في عبارات صريحة ومؤكدة.

فإن كان هؤلاء الناس الذين تعنيهم، ينكرون أن يكون هذا كله جهاداً في سبيل الله، إذن فمن الواضح أنهم هم الذين ألغوا الجهاد وقضوا على شرعته وحكمه، فوجه سؤالك هذا إليهم هم، لا إليّ.

أجل.. إنني لست مستعداً لأن ألغي كل هذا الذي شرعه الله من أنواع الجهاد الواجب المبرور، في سبيل أن أبتدع للناس في مكانه، شيئاً لم يأذن به الله ولا رسوله، بل أمر رسول الله، محذِّراً، بنقيضه وهو خروج المسلمين بعضهم على بعض، لا يتحاشون مؤمنهم - كما قال رسول الله - ولا يفرقون بين برّ وفاجر منهم، ثم لا أكتفي بذلك أيضاً حتى أسميه لهم جهاداً في سبيل الله.

 

*ـ  يزداد الحديث مؤخراً حول مسألة التقريب بين المذاهب ما رأيكم؟ وهل هنالك خطوات عملية تمت من قبلكم على هذا الصعيد؟

كانت المذاهب منذ صدر الإسلام إلى يومنا هذا موجودة، ولقد كان بينها تقارب بمعنى أنها تتبادل الاحترام والثقة، وتسير على المبدأ القائل: نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه، فإن كان هذا المعني بالتقارب بينها اليوم فإنه الواجب الذي لا ريب فيه، وإن السبيل أمامه لمفتوح ومعبد. أما إن كان المراد به تنازل أصحاب كل مذهب عن جزء من مذهبهم ابتغاء التقارب المطلوب، فهذا ما لا يمكن تحقيقه. وأخشى أن يكون التداعي إليه نوعاً من المخادعة الشكلية.

 

*ـ أيضاً قضية الحوار بين الأديان تأخذ حيّزاً مهمّاً في الإعلام مؤخّراً، ما موقفكم منها؟

عندما يكون الحوار نظيفاً ومبرّأً من الخلفيات والأصابع الدخيلة فمرحباً به، ولكنه إلى اليوم متأثر بالخلفيات المخططة والموجهة.

 

*ـ  كتبتم ردّاً على الماركسية أكثر من مرة. وهناك من يتساءل عن الفرق بين السننية في تطور المجتمعات التي أقرها القرآن الكريم، وبين المادية التاريخية في الطرح الماركسي؟

عجيب هذا التشبيه، بل عجيب أمر هذه المقارنة بحدّ ذاتها!.. سنن الله في عباده، هي ما تقرؤه في كتابه عز وجل من القوانين الكونية التي قضى بها الله عز وجل، إن في الطريقة التي يسوس بها عباده، أو الأنظمة التي يدير على أساسها كونه، أمّا مقولات المادية الجدلية فمجموعة أوهام، تدور على الوهم الرئيسي الباطل والقائل: المكونات تتحرك وتتنامى بدافع من حركة التناقضات المتراكمة في داخلها!.. فإذا كان وجه الشبه بينهما تسمية كل منهما بالقوانين، فإن الشبه ذاته موجود فيما بين الإيمان والإلحاد أيضاً؛ إذ إن كلاً منهما يخضع لقانونه الخاص به.

 

*ـ  العالم الإسلامي - كما نرى - يحتاج إلى مجتهدين، والجميع يقولون إن باب الاجتهاد لم يغلق، ومع هذا لم يخرج حتى الآن مجتهد من بين المسلمين.. فلماذا نخاف من الخطأ.. والإسلام نفسه حمى الخطأ في قوله تعالى: <رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا >[البقرة: > وقول النبي (ص): ((إذا اجتهد المجتهد.. إن أخطأ له أجر))؟

خير نماذج الاجتهاد في هذا العصر هو الاجتهاد الجماعي، وهو متوفر في المجامع الفقهية المعروفة في عالمنا العربي والإسلامي. ويلعب دوراً كبيراً في بيان أحكام كثير من الأمور المستجدة في عالمنا اليوم. أما الاجتهاد الفردي فقد غدا أشبه بساحة واسعة للكلأ المباح، يتسرب إليها العابثون، تنفيذاً لخطط خارجية كانت إلى الأمس القريب خفية، وهي اليوم معلومة، بل مفضوحة.

 

*ـ  في كتابكم (العقيدة الإسلامية والفكر المعاصر) نقلتم قصة الإمام الأشعري، وكيفية انتقاله من منهج الاعتزال إلى أهل السنة والجماعة، وكيف صعد المنبر بعد خلوة أربعين يوماً، وقال: أيها الناس! نظرت في مذهب الاعتزال ومذهب أهل السنة والجماعة فتكافأت عندي الأدلة، فاستخرت الله فخيرني مذهب أهل السنة والجماعة، والآن أخلع مذهب الاعتزال كما أخلع قميصي هذا، وألقي بكتبه إلى الناس.

والسؤال ما دام الأشعري يقول: تكافأت عندي الأدلة.. لماذا نقول: إن المعتزلة قد ضلوا؟ وهل استخارة الله تعالى قرار علمي يغير مجرى التاريخ؟

هذا النص الذي تنقله، فيه تحريف. الصحيح الذي رواه ابن عساكر عن الإمام الأشعري هو قوله: ((.. فاستهديت الله تبارك وتعالى فهداني إلى اعتقاد ما أودعته في كتبي هذه، وانخلعت من جميع ما كنت أعتقده))، ولا شك أن هداية الله للإنسان إنما تقوم على تبصيره بالحق عن طريق دلائله وبراهينه، وهي تختلف اختلافاً كبيراً عن الاستخارة بمعناها الاصطلاحي المعروف. والذي يبرز هذه الحقيقة هو ما تراه من الأدلة التي كان يعتمد عليها الأشعري في مناقشة المعتزلة، فقد كانت كلها براهين علمية راسخة وملزمة، ولم يستعض عنها يوماً ما بأن يقول: لقد استخرت الله فاختار لي هذا الذي أعتقده وأدين به.

 

*ـ  تطرقتم في أحد كتبكم إلى مسألة حرية الإنسان في ظل عبوديته لله.. هل يمكن توضيح الفكرة؟

أعتقد أن توضيح هذه الفكرة، بل هذه الحقيقة، تتوقف على قراءة الكتاب، وهو كتيب صغير، يأتي حلقة ثانية في سلسلة (هذا هو الإسلام)، حاولت أن أخاطب فيها الغربيين الذين يتلهفون اليوم لمعرفة الإسلام، ثم أن أخاطب فيها المسلمين الذين غدوا غرباء عن إسلامهم، أكثر ربما من غربة الغربيين عنه.

وعلى كل، فبوسعي أن أوجز لك هذه الحقيقة في بيان أن التربة الوحيدة التي تستنبت فيها الحرية الحقيقية للإنسان مع أخيه الإنسان، هي تربة العبودية لله عندما يصطبغ بها الإنسان يقيناً عقلياً وتفاعلاً وجدانياً. وكل من اصطبغ بهذه العبودية، عرف هذه الحقيقة.

المصدر: 
مجلة " العالم " اللندنية