تخطي إلى المحتوى
5 طقوس رمضانية تميّز السوريين ولا يتخلّون عنها 5 طقوس رمضانية تميّز السوريين ولا يتخلّون عنها > 5 طقوس رمضانية تميّز السوريين ولا يتخلّون عنها

5 طقوس رمضانية تميّز السوريين ولا يتخلّون عنها

يستقبل المسلمون حول العالم شهر رمضان المبارك بالسعادة والبهجة لما له من مكانة دينية عندهم، حيث يبتهجون بقدومه ويعبّرون عن ذلك بعادات وطقوس رمضانية خاصة تختلف من بلد لآخر.

وكما باقي الشعوب فإن لشهر رمضان مكانة خاصة لدى السوريين، حيث يترجمون سعادتهم به عبر طقوس دينية ومظاهر اجتماعية تأخذ طابعاً احتفالياً مميزاً، يتناقلونها من جيل إلى جيل كموروث حي لا يمكن تجاهله.

ويقترن الشهر الفضيل في سوريا بموائد الإفطار وازدحام الأسواق وصلاة التراويح والسهرات الرمضانية وباقي الطقوس الاجتماعية والروحية والتكافلية التي طالما تغنى بها السوريون، والتي طالما وحّدتهم على اختلاف بيئاتهم؛ فباستثناء الطقوس المتصلة بالعبادات يتشارك أغلب السوريين تلك الأجواء التي تغمرها السعادة والبهجة.

ورغم أن الشهر المبارك يُتبع بعيد، إلا أن السوريين يتعاملون مع رمضان وكأنه عيد من نوع خاص، عيد للبهجة والعمل والعبادة، ومع الزمن أصبحت تلك العادات تقاليد راسخة يصعب عليهم تجاوزها؛ وفيما يلي أبرز 5 طقوس مميزة لدى السوريين في رمضان:

1- تكريزة رمضان

تعتبر تكريزة رمضان من العادات الشهيرة المرتبطة بالشهر المبارك، خاصة لدى الدمشقيين، حيث تجتمع العائلات وتتوجّه إلى المنتزهات والبساتين والمناطق الطبيعية في الأرياف، لتناول الطعام في الخارج.

وتسبق التكريزة رمضان بأيام قليلة وتعد نوعاً من التحضير له، وفرصة للقاء أفراد العائلة ببعضهم، وسط انشغال السوريين بمشاكل الحياة وهمومها التي زاد منها الحرب التي شنتها ميليشيا أسد عليهم طوال 12 عاماً.

2- لم شمل العائلة

يكتسب "لم شمل العائلة" أو "لمّة العيلة" في رمضان رونقاً خاصاً، حيث يتبادل السوريون الزيارات فيما بينهم، ولا سيما في اليوم الأول منه الذي عادة ما يكون عند "كبير العائلة".

ويجتمع الأقرباء مع بعضهم في بيت الجد أو الأخ الأكبر، في حين تتساعد النساء على تحضير وجبة الطعام التي تأخذ شكل وليمة كبيرة تحوي ما لذّ وطاب من المأكولات، في طقس اجتماعي متوارث منذ عشرات السنين.

ورغم أن ظروف الحرب واللجوء أقصت هذه العادة إلا أنها ما زالت لدى الكثيرين خاصة في بلدان اللجوء، حيث يتم فيها استحضار الماضي والحنين إلى الذكريات.

3- سكبة رمضان

ليس هناك طقس اجتماعي يعبر عن مشاعر المحبة والإيثار في رمضان أفضل من "سكبة رمضان" التي تمتاز بنكهة خاصة مصنوعة بالحب والرحمانية، إذ تعمد العائلات السورية على الإكثار من الطعام لإرسال "سكبة" تحتوي جزءاً منه إلى الجيران قبل موعد الإفطار بدقائق.

تكون السكبة عادة من طبق أو اثنين ويعمد السوريون أن تكون من أفضل وأطيب الأصناف كالكبة والمحاشي واللحوم، ما يغني الموائد الرمضانية ويجعلها أشهى وأقبل على النفس، وهذا ينطبق حتى على الفقراء والمساكين الذين يؤثرون أنفسهم على غيرهم من باب التعاضد والتكافل الاجتماعي.

4- المسحراتي

"اصحى يا نايم اصحى وحد الدايم وقول نويت بكرة إن حييت الشهر صايم والفجر قايم اصحى يا نايم وحد الرزاق رمضان كريم".

بهذه العبارة وبغيرها من الكلام المنمق والأناشيد والأدعية الدينية، يفتتح المسحراتي دعوته للناس كي يستيقظوا ويحضّروا السحور قبل أذان الفجر.

ولكل قرية أو حي يوجد مسحراتي خاص فيها يجول بين حاراتها وشوارعها لإيقاظ الناس، عبر الطرق على الطبول، في حين تتم مكافأته في العيد على عمله من قبل الأهالي بمبلغ معين لقاء جهده.

5- المأكولات والمشروبات

 مع قدوم الشهر الفضيل، تختلف الأطعمة التقليدية في الأسواق، وتكتسح المأكولات والمشروبات الرمضانية موائد السوريين، حيث تكاد لا تخلو سفرة من شوربة العدس والتمر هندي والجلاب والعرق سوس، إضافة إلى أنواع من الحلويات كالقطايف وقمر الدين والمشبك والبقلاوة.

كما ينتشر في رمضان "الناعم"، وهو عبارة عن خبز مشروح مقلّى ومضاف إليه دبس العنب أو دبس التمر، ومشهور جداً في دمشق، أما في حلب فغالباً ما يحب الحلبيون المعروك إذ يعتبر رمضان موسماً لبيعه.

وعلى المائدة أيضاً تزين أطباق الفتوش والتبولة والمتبل والمسبحة والفتة سفر الصائمين الذين ينتظرون بفارغ الصبر سماع الأذان لكسر صيامهم.

 واعتاد السوريون أن تحتوي موائد الإفطار على كل ما لذّ وطاب؛ لدرجة أنهم يُرهقون أنفسهم اقتصادياً في هذا الشهر، ثم يلجؤون إلى التقشف في الأشهر التي تليه لإعادة التوازن إلى مصروفهم الشهري، أو لتجاوز العجز الذي أحدثه المصروف المرتفع في شهر رمضان.
المصدر: 
مواقع الكترونية