وسط إقبال بمناسبة مرور 200 عام على فكر رموز حجر رشيد..لاقى معرض «الكتب والإصدارات» الذي افتتح (الأربعاء) للجمهور بالمتحف المصري ومتحف قصر المنيل بالقاهرة إقبالاً ملحوظاً لا سيما من جانب الشباب، وشهدت حركة البيع رواجاً كبيراً في المعرض الذي قدم حسماً غير مسبوق، بمناسبة مرور 200 سنة على نشأة علم المصريات وفك رموز اللغة المصرية القديمة.
ويُعد المعرض المستمر حتى 27 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل «تظاهرة ثقافية تجسد القيم الحضارية المصرية» وفق محمد البرديني مدير «متحف قصر المنيل» في حديثه إلى «الشرق الأوسط»، مضيفاً أن «المعرض يضم نحو 60 ألف كتاب في الحضارة المصرية القديمة والآثار الإسلامية واليونانية القديمة، ومعظمها كتب نادرة من مقتنيات مكتبة المتحف المصري».
وشرح البرديني أن هناك «توجهاً لدى وزارة السياحة والآثار المصرية، (بخروج هذه الكتب للنور)، وأن تصبح بين أيدي الجمهور في ما يُعد مواجهة نخبوية القراءة حيث يخرج المعرض هذه الكتب الهامة التي كان يصعب للغاية وجودها في السوق من الجدران المغلقة للمكتبة لتصل إلى القارئ العادي».
وتابع: «لتحقيق هذا الهدف تمت إتاحتها بسعر زهيد للغاية هو جنيهان فقط للكتاب» (الدولار يساوي 19.55 جنيه مصري تقريباً).
وفضلاً عن الكتب التراثية يقدم المعرض مجموعة من الإصدارات الحديثة، وآخر ما أصدره «المجلس الأعلى للآثار»، ويتراوح سعرها ما بين 20 و30 جنيهاً.
ويرى البرديني أن «الإقبال الذي شهده المعرض في يومه الأول يبشر بنجاحه في تحقيقه هدفه، حيث سجلت حركة البيع رواجاً ملحوظاً، إذ بلغت المبيعات نحو 4 آلاف كتاب في المتحفين (المتحف المصري، ومتحف قصر المنيل)».
ويلفت إلى أن «الشباب جسدوا النسبة الأكبر من الجمهور، لا سيما طلبة كليات الآثار وأقسام التاريخ والباحثين في علم الآثار، والفنون التطبيقية والفنون الجميلة».
غير أن جمهور المعرض «ليس من المصريين فقط»، بحسب مدير «متحف قصر المنيل»، إذ استقطب «كل المهتمين بالتاريخ والحضارات والمقتنيات النادرة والأثرية، ويُعتبر المعرض الحالي نموذجاً لها، إذ يساهم في نشر الثقافة العلمية الخاصة بثروة مصر المتحفية والآثار».
وتضم أرفف عرض الكتب مؤلفات عن: «النقود الإسلامية على مر العصور، والنوبة، والآثار المصرية القديمة والحفائر في مصر، وكتاب شامبليون وفك رموز حجر رشيد، ومجموعة من الدلائل مثل دليل متحف المركبات الملكية في بولاق، ودليل متحف الشرطة ودليل المتحف المصري».
داخل متحف المنيل كانت الطالبة الجامعية لمار فادي تتأمل عناوين الكتب بشغف قبل أن تمد يدها لتلتقط كتاب «الرسم عند قدماء المصريين» لتضمه إلى كتاب آخر تحمله بعنوان «الفن المصري القديم... دراسات في العمارة والفنون القبطية» تمهيداً للشراء.
وتعتقد لمار أن «المعرض يقدم لزواره عبق التاريخ والمعرفة بطريقة ممتعة»، وتضيف: «يصعب أن ترى أمامك هذا العدد الضخم من الكتب النادرة في مكان واحد».
وتشرح الطالبة المصرية التي تدرس بكلية الفنون الجميلة، أنها عرفت بالمعرض عندما كتب أحد أساتذتها عنه عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك»، وتقول: «وجدتها فرصة لزياته واقتناء كتب تشبع شغفي، لكن لم أتوقع أنها تباع بالفعل بجنيهين فقط!».
وفي المسافة بين البازار والمقهى داخل المتحف المصري بالتحرير حيث يقام المعرض كان المرشد السياحي أشرف حامد يحمل ثلاثة كتب هي: «القاهرة الإسلامية... جامع عمرو بن العاص» و«السلطان الناصر صلاح الدين... بين القاهرة ودمشق» و«القباب الفاطمية بالقاهرة» وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يتميز المعرض بتحقيق تنوع كبير في الكتب، فرغم ارتباط الحدث بالاحتفال بمرور 200 عام على اكتشاف حجر رشيد ونشأة علم المصريات فإنه لا يقتصر على كتب الحضارة المصرية القديمة، كما أنه يقدم الكتب بلغات مختلفة».