تخطي إلى المحتوى

القضايا الاجتماعية في فكر البوطي

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00 - السعر الأصلي $15.00
السعر الأصلي $15.00
السعر الحالي $12.00
$12.00 - $12.00
السعر الحالي $12.00
الفرد هو الخلية الأولى في بناء المجتمعات، والدعوات الإصلاحية تبدأ طريقها من الفرد لا من الجمهور، وأول طريق لإصلاح الأفراد هو دراسة مشكلاتهم ووضع الحلول المناسبة لتلك المشكلات. ويرى الدكتور البوطي أن المشكلات التي يعاني منها الشباب في المجتمع الإسلامي، ليست ناتجة عن فقرٍ في طاقات الشباب وقدراتهم، بل ناتجة من عدم استثمار طاقاتهم، وهذا الأمر من الخطورة بمكان؛ لأن "الطاقات الكبيرة الهائلة التي يمتلكها الشباب، إذا لم نحسن توظيفها، فسوف تكون عبئاً على صاحبها قد يودي به، وأفضل الطرق لاستغلال إمكانات الشباب وقدراتهم هو طريق التزود العلمي والثقافي.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
512 الصفحات
17x24 القياس
2017 سنة الطبع
9789933360139 ISBN
0.91 kg الوزن

من المقدمة .. الدين الإسلامي دين ودولة، تربية فردية وتعاون جماعي، ومن هنا تنوَّعت نُظم المجتمع الإسلامي لِتشمل عدة نظم، على رأسها النظام الاقتصادي والسياسي والاجتماعي. ويدرس الفكر الاجتماعي شبكةَ العلاقات الاجتماعية التي تربط بين عناصر المجتمع من حيث الأشياء والأشخاص والأفكار، ويرتبط المجتمع تقدُّماً وتخلفاً بشبكة العلاقات الاجتماعية، فإذا تماسكت فيما بينها قَوِيَ المجتمع، وإذا تفككت انهار المجتمع، وإذا فقدت فاعليتها أصبح المجتمع مريضاً؛ فالمجتمع كالجسم يولد ويشب ويهرم ويموت، وهذه سنة الله تعالى في كل المجتمعات، فمن المجتمعات ما هو صائر إلى التلاشي ليظهر في صورة مجتمع جديد، أو يندمج في مجتمع آخر أقوى منه، ومنها ما يطول شبابها، ومنها ما يسرع إليها الشيب. أمَّا المجتمع السليم فهو الذي قلَّت أمراضه وقويت فيه عوامل النمو، وهذا يتطلب أناساً يدرسون قضاياه، ويرصدون ظواهره، ويُحلِّلون مشكلاته، ويقترحون العلاج المناسب لها، وذلك لحماية المجتمع مما يتعرض له من أمراض وأخطار. ومن هنا تبارى المصلحون والمجددون - منذ فجر الإسلام - لتوضيح معالم الإسلام ومنهجه المتميز في الحفاظ على المجتمع الإسلامي، وتنظيم العلاقة بين أفراده وطوائفه المختلفة. ولقد قيّض الله تعالى لكل جيل من الأجيال علماء مصلحين، يدافعون عن الإسلام بكل ما أوتوا من قوة، ويعالجون الأمراض التي يتعرض لها المجتمع الإسلامي وتُهدِّد كيانه، وتمايزت تلك المعالجة تبعاً للمناخ الاجتماعي الذي يسوده المرض، وتبعاً لاختصاصات كل مصلِح؛ ففي مجال الإصلاح الاجتماعي، برز علماء ركَّزوا على الفرد وقضاياه، وآخرون اهتموا بقضايا المرأة وحقوقها، وآخرون اهتموا بالتمدن والحضارة والعمران، وآخرون اهتموا بالإصلاح الاجتماعي الشامل. ومن هؤلاء فضيلة الأستاذ الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي"؛ ذلك العالم الذي انبرى لمعالجة المجتمع الإسلامي وقضاياه منطلقاً من ثوابت الإسلام الراسخة وقواعده المتينة، مراعياً مستجدات العصر ومشكلاته المستحدثة، وهو إلى جانب ذلك تعمَّق في قراءة منظِّري الإصلاح، واستوعب النظريات الغربية الفلسفية والاجتماعية؛ الأمر الذي هيّأه لأنْ يُدرِك ما يموج به الواقع من أفكار وتوجهات مختلفة، فيُحلِّل هذه التوجهات وتلك الأفكار، ويُشخِّص أعراضها، ويصف العلاج المناسب، كل هذا - وغيره - جعل للدكتور البوطي بصمة متميزة في الجانب الاجتماعي فكراً وتطبيقاً. ولقد قدر الله تعالى أن يُكتب لفكر ذلك العالِم وعلمه الذيوع والانتشار في كثير من البلدان؛ فكان ذلك داعياً إلى جمع آرائه حول القضايا الاجتماعية ودراستها؛ فجاءت هذه الدراسة - بفضل الله وتوفيقه - تحت عنوان: "القضايا الاجتماعية في فكر الدكتور محمد سعيد البوطي دراسة تحليلية" أولاً - أسباب اختيار الموضوع: 1- إلقاء الضوء على أحد العلماء الذين تخرجوا في الأزهر، وأفنوا حياتهم في خدمة الإسلام والدعوة إليه؛ ليكون قدوة لمن أراد أن يقتدي. 2- الرغبة في الاستفادة من رُؤى الدكتور البوطي الإصلاحية في تحقيق الإبداع الحضاري للمجتمع الإسلامي، فهو واحد من الذين سلكوا - بتميُّز - طريق النهوض الحضاري، وواحد من الذين جمعوا إلى العلم الشرعي مَلَكة الأديب، والإبداع في فلسفة الحضارات. 3- حالة التشرذم والتمزق التي يعاني منها المجتمع الإسلامي، وما نتج عنها من صراعٍ نفسي على صعيد الفرد والأسرة، ومن فُرقة على صعيد المجتمع كله. 4- تأثُّر بعض الشباب في المجتمعات الإسلامية بالنظريات الغربية المتحرِّرة من ضوابط العلم والأخلاق والدين. 5- تشعُّب الرؤى وشرودها عن جادة المنهج الإسلامي لدى كثيرين حِيَال نظرتهم إلى المرأة، بين فريق يجنح إلى الإفراط، وآخر يميل إلى التفريط. 6- الرغبة في تقديم الرؤية الإسلامية لبعض القضايا الاجتماعية التي فرضتها مستجدات الحياة.


الفرد هو الخلية الأولى في بناء المجتمعات، والدعوات الإصلاحية تبدأ طريقها من الفرد لا من الجمهور، وأول طريق لإصلاح الأفراد هو دراسة مشكلاتهم ووضع الحلول المناسبة لتلك المشكلات. ويرى الدكتور البوطي أن المشكلات التي يعاني منها الشباب في المجتمع الإسلامي، ليست ناتجة عن فقرٍ في طاقات الشباب وقدراتهم، بل ناتجة من عدم استثمار طاقاتهم، وهذا الأمر من الخطورة بمكان؛ لأن "الطاقات الكبيرة الهائلة التي يمتلكها الشباب، إذا لم نحسن توظيفها، فسوف تكون عبئاً على صاحبها قد يودي به، وأفضل الطرق لاستغلال إمكانات الشباب وقدراتهم هو طريق التزود العلمي والثقافي.


انبرى فضيلة الأستاذ الدكتور "محمد سعيد رمضان البوطي" لمعالجة المجتمع الإسلامي وقضاياه؛ منطلقاً من ثوابت الإسلام الراسخة وقواعده المتينة، مراعياً مستجدات العصر ومشكلاته المستحدثة. وقد تعمق إلى جانب ذلك في قراءة منظِّري الإصلاح، واستوعب النظريات الغربية الفلسفية والاجتماعية؛ الأمر الذي هيّأه لإدراك ما يموج به الواقع من أفكار وتوجهات مختلفة؛ فيُحلِّل هذه التوجهات وتلك الأفكار، ويُشخِّص أعراضها، ويصف العلاج المناسب لها. كل هذا - وغيره - جعل للدكتور البوطي بصمة متميزة في الجانب الاجتماعي فكراً وتطبيقاً. ولقد قدر الله ? أن يَكتب لفكر ذلك العالِم وعلمه الذيوع والانتشار في كثير من البلدان؛ فكان ذلك داعياً إلى جمع آرائه حول القضايا الاجتماعية ودراستها؛ فجاءت هذه الدراسة - بفضل الله وتوفيقه- وافية بالغرض.


يعالج الكتاب قضايا الفرد والأسرة والمجتمع؛ انطلاقاً من الثوابت الإسلامية التي لا يمكن الحياد عنها ولا تجاوزها، كما يراها الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ويشخص فيها مواطن الإصابة والخلل التي لحقت بالشخصية المسلمة؛ في محاولة للتوصل إلى بناء مسلم قادر على مواجهة الأمراض الاجتماعية، مع بيان الأسباب التي تقف وراء تخلف المجتمع المسلم، وإظهار تميز النظام الاجتماعي الإسلامي. البحث في ثلاثة أبواب تصدرت بمقدمة ضافية؛ تحدث المؤلف في الباب الأول عن عصر الدكتور البوطي وحياته، مع التركيز على الحياة الدينية والسياسية. وتناول في الباب الثاني جهود الدكتور البوطي في الدعوة إلى الله؛ مشيراً إلى أهدافه ومنهجه ووسائله وأساليبه التي اتبعها في قيامه بتلك الدعوة. وخصص المؤلف الباب الثالث لدراسة بعض كتب الدكتور البوطي.. حللها وقدم فيها دراسة تخدم بحثه، واختار منها كتاب " اللامذهبية أخطر بدعة تهدد الشـــــريعة الإســـــــــــــــلامية"، وكتاب " مسألة تحديد النسل وقاية وعلاجاً"، وكتاب " الجهاد في الإسلام كيف نفهمه؟ وكيف نمارسه". الكتاب في أكثر من 500 صحيفة عالج المؤلف موضوعاته بكثير من التفصيل.