يمثل الكتاب رحلة نحو بحث فلسفي لسد القلق المعرفي والتوتر الفكري والهبة الإيمانية على ضوء نموذج الرشد " البارادايم الحضاري البديل ". ويصحبنا الكاتب معه مستعرضا خصائص البارادايم الحضاري ..معالجا موضوع أنسنة التاريخ، والعقل الفردي، وحالة الغبن، لينقلنا إلى نموذج الرشد في سبيل رسم خارطة فكرية لعالم مابعد العثمانيين حتى نتوصل إلى موضوع هندسة الحضارة عند مالك بن نبي، وفن التسليم لله عند علي عزت بيغوفيتش، وسؤال المنهج عند عبد الوهاب المسيري.
كتاب قيم وهام لكل قلب وعقل متأوه لحال الأمة، متطلع إلى مخرج سديد من الأزمة.. صادق في القول حركيّ في الفعل.
إن اعتناق خط منهجي في الحياة؛ يبصّر الإنسان أنه يحيا حياة واحدة ذات هدف معيّن واتجاه معروف، وذلك مهما تباين موقعه وموقفه؛ في مدرج الجامعة أم في طابور الرغيف، في ساعة المحاضرة أم في أوان المكابدة خلال واقع الحياة، هذا من أجل أن يدرك أنه لن يجتاز الحياة مرتين، كما أنه لن يقطع النهر ذاته من الضفة إلى نظيرتها مرتين، فكلُّ ما يقرؤه، ويطالعه، ويبحث فيه، ويؤسّس له، وكلُّ فعل يولّده، وينتجه؛ إنما يمليه عليه ضميره، ووجدانه؛ ولهذا تجده يحاسب ذاته لكل فعل وقول صادر عنه؛ لا يتناسب وخطَّه المنهجي، وبؤرة تركيزه؛ لأن الزمن في ساعته الكونية متسارع متفان متهالك...، ومن هنا يمكننا تلخيص عدد من العناصر التي تشكل صبغة هذا البحث وروحه.
يتألف الكتاب من مقدمة مستــفيضة، تلاها ثلاثة فصول.
في الفصل الأول تحت عنوان "ما حول" المنهج ناقش المؤلف أدوات التحليل التي رآها صدئة، والتفت منها نحو فقه يليق بالحضارة، تحدث فيه عن التحليل الحضاري، ومقام النبوة، وحركية التاريخ في منطقها الداخلي، وسؤال حول الأزمة والشخصية المعنوية.
وساق الفصل الثاني تحت عنوان "نموذج الرشد بكونه طريقاً ثالثاً"، فبحث في تاريخ نموذج الرشد، وأشار إلى التاريخ بكونه نسيجاً، وقص علينا قصة الفتى بوصفها تعاقباً لخيارات حضارية، وتناول جهاد التجاوز - التجاور في رحلة ذلك الفتى. وتوقف عند معايير نموذج الرشد ووصفه.
ساق الفصل الثالث تحت عنوان: نموذج الرشد " البارادايم الحضاري البديل" ليتوقف عند خصائص البارادايم الحضاري، فعالج موضوع أنسنة التاريخ، والعقل الفردي، وحالة الغبن، لينتقل إلى نموذج الرشد في سبيل رسم خارطة فكرية لعالم ما بعد العثمانيين، حتى توصل إلى موضوع هندسة الحضارة لدى مالك بن نبي، وفن التسليم لله عند علي عزت بيغوفيتش، وسؤال المنهج عند عبد الوهاب المسيري، وتوجه شرقاً إلى مهاتير محمد. ثم انعطف إلى الروافد التي يمكن الاعتماد عليها في الخروج من الأزمة الحضارية في جمع أفكار شتى، تخدم موضوع الكتاب.
في الكتاب رحلة نحو بحث فلسفي لسد القلق المعرفي والتوتر الفكري والهمة الإيمانية.