د.صادق فرعون ..من الشام وإلى العالم
تقول سلمى صادق فرعون عن أبيها:
"هذا الكتاب هو بعض ما كتبه والدي رحمه الله، من مقالات وخواطر...ففي سطوره الكثير من العبر والحكم... الكثير الكثير من الحب والاهتمام بالتفاصيل... فرغم بساطة السرد نستطيع أن نتلمس روعة روحه وحجم علمه وروعته.
تضيف سلمى: تعلمت من والدي روعة أن يكون الرجل محباً.. مع أهل بيته ومع زوجته التي اعتبرها دوماً الحبيبة التي حمل لها الورد الأحمر في أول لقاء لهما في زمن الستينات، الذي كان الرجال فيه ينظرون للمرأة على أنها مجرد (حرمة).
علمني أن المرأة هي القائدة في حياة أسرتها، وهي التي تستطيع أن تصنع المجد من لا شيء، وكان المثال الرائع للتعاون من أجل بناء هذه الأسرة... رغم كل الظروف والمعطيات.. دون أن ينسى تقديرها واحترامها واحترام تعبها وإنجازاتها في كل ما صرنا إليه الآن... فكان يرى أن مملكته هي التناغم الجميل في حياته.
لا زلت أذكر يوماً... نصيحته لي... في أحد مطبات حياتي الصعبة... قال لي.. ويده على كتفي:
قال سقراط يوماً: يتزوج المرء.. فإما يعيش سعيداً.. أو يصبح فيلسوفاً.. السعادة موجودة لديك.. لاتبحثي عنها خارج روحك..
توفي رحمه الله بتاريخ 6 أيلول 2017، وأوصانا أن نضع تحت رأسه في القبر كتاباً، لأنه كان يؤمن دوماً بأن علمه هو شفيعه وأن هذه الحياة رحلة نمضيها لنضع فيها بصمتنا، ونغادر بعدها لمكان آخر.. غادرنا بجسده وبقيت روحه في كل الأمكنة.."
كتاب استثنائي لإنسان استثنائي .. وبقدر ما نطالع بين طيات صفحاته ثقافة وعلماً وتجارب حكيم وموسيقي وأديب ، بقدر مايبث حباً وحناناً وحكماً.