تخطي إلى المحتوى

(أبحاث في القمة ) إلى كل فتاة تؤمن بالله

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $3.50
السعر الأصلي $3.50 - السعر الأصلي $3.50
السعر الأصلي $3.50
السعر الحالي $2.80
$2.80 - $2.80
السعر الحالي $2.80
كيف اتخذ قادة الغزو الفكري من عنصر المرأة سبيلاً لتحقيق الغاية التي كانوا، ولا يزالون، يستهدفونها؟ والجواب باختصار: إنهم ساروا إلى ذلك في خطٍّ معاكس لكل ما قد قضى به الإِسلام من حكم في حق المرأة!..بحيث أصبح حجاب المرأة ..حريتها .. عملها.. حقوقها أوراق للعب بها من أجل إقصاء المرأة المسلمة عن دينها، ولكن هذا الكتاب، مزَّق هذه الأوراق، ووجه المرأة المسلمة باتجاه الوقوف في وجه الغزو الفكري وما يحمله من أفكار.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
96 الصفحات
22*15 القياس
2020 سنة الطبع
9789933361716 ISBN
0.13 kg الوزن
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

كيف اتخذ قادة الغزو الفكري من عنصر المرأة سبيلاً لتحقيق الغاية التي كانوا، ولا يزالون، يستهدفونها؟
والجواب باختصار: إنهم ساروا إلى ذلك في خطٍّ معاكس لكل ما قد قضى به الإِسلام من حكم في حق المرأة!..
فمـمَّا قضى الإِسلام في حقِّ المرأة أن تتمتَّع بالصِّيانة والسَّتر، وأن لا تبدي شيئاً من مفاتنها أمام الرِّجال.
فكان سبيل هؤلاء هو العمل على إبعادها ما أمكن عن قيود الصِّيانة والسَّتر، ودفعها ما أمكن إلى أن تُبرز مفاتنها المختلفة في سائر الأمكنة والأسواق والمجتمعات. واستعانوا لتحقيق ذلك بكلِّ منافقٍ عليم اللسان، مستعدٍّ لأن يبدل كلام الله وحكمه لقاء عَرَضٍ من الدُّنيا قليل.
ومـمَّا قضى به الإِسلام، أن لا تتبرَّج المرأة المسلمة كتبرُّجها الجاهلي المعروف، وأن تقرَّ في بيتها وتبذل قصارى جهدها في سبيل إِنشاء أُسرةٍ صالحة وتربية ذرِّيَّةٍ طيبة.
فكان سبيل هؤلاء هو العملَ على أن لا تطيقَ المرأة قراراً في بيتها، وأن تحمل من أعباء الحياة ووظائفها المختلفة ما لا يدع لها مجالاً للنظر في بيتها أو تربية أولادها.
واستعانوا لتحقيق ذلك بالتركيز على أضعف نقطة يعاني منها المسلمون وأخطر عقدةٍ مستحكمة؛ فقد راحوا يروجون بأنَّ سرَّ تخلُّف المسلمين – وهو أهم ما يشغل بالهم – إنما هو عجزهم عن التَّصنيع، وإنَّ التصنيع لا ينهض إلا على أكبر قدرٍ من الأيدي العاملة، وإنما يكون ذلك بإشراك المرأة في العمل. كما راحوا يكرِّرون ويعيدون على مسامع المسلمين بأنَّ العالم الغربي إنما يتقدَّمهم بشيءٍ واحد هو التنبه إلى هذه الحقيقة، فهم يستغلُّون سائر طاقاتهم الإِنسانية بدلاً مما يفعله المسلمون من إهدار نصفها!..
* * *
ولقد انطلت هذه الحيلة، التي باتت اليوم قديمةً ومكشوفة، على عقول طائفةٍ كبيرةٍ من ناشئة المسلمين وقادتهم، حتى باتوا يتصورون حقاً بأنَّ سرَّ تخلُّف المسلمين إنما يكمن في هذا الحجاب الذي تسدله المرأة على وجهها، أو تفيض منه على مفاتنها، وأنه ليس بيننا وبين أن نلحق بركي المدنيَّة الحديثة ونتساوى مع مَن حولنا من شعوب العالم الراقي إلا أن نضاعف أيدي الرِّجال العاملين بمثلها من أيدي النِّساء العاملات.
وقد بات الحديث بعد ذلك عن حكم الإِسلام في لباس المرأة وعملها وتعلُّمها، مثار استهجانٍ أو محلّ استشكال، بل بات ذلك دليلاً عند هؤلاء النَّاس على أنَّ الإِسلام إنما يشدُّ أهله إلى الوراء بدلاً من أن يدفع بهم إلى التقدُّم، والصُّعود في مدارج الرقيِّ.
وزاد البلاء خطورةً: ما ظهر حول – وخلف النَّاس – من متلاعبين بنصوص الشريعة الإِسلاميَّة وأحكامها، ابتغاء الحصول على مأربٍ دنيويٍّ، أو اتِّقاء خسارة مركز أو زعامة أو منصب؛ وكأنما نصوص الشريعة ألفاظ كألفاظ القوانين، فكما أنَّ المحامي الذي يطمع في كسب مالي معيَّن لا يعجزه شيء عن أن يؤَوَّل الموادَّ القانونيَّة ويتلاعب بألفاظها ودلالاتها، فكذلك العالم الذي لا يبالي بغضب الله تعالى وأليم عقابه، لا يعجزه شيء عن أن يُؤَوِّل نصوص الشريعة ويتلاعب بألفاظها ودلالاتها.
ولقد كان من نتيجة هذا البلاء أن ازداد سواد الشرِّ الذي خطَّط له الغرب، بواسطة من ضللتهم فتاوى هؤلاء المتلاعبين، فانحرفوا عن المنهج الإِلهي بنيَّةٍ حسنة، وتاهوا عن الصراط السَّويِّ من وراءِ تقليدهم لهؤلاء الكبراء. فقد ظنوا أنَّهم إنَّما يدلُّونهم على صراط الله، فإذا هو يقودونهم إلى مهاوي الشَّقاء الأبدي الأليم!
* * *
محمد سعيد رمضان البوطي

كيف اتخذ قادة الغزو الفكري من عنصر المرأة سبيلاً لتحقيق الغاية التي كانوا، ولا يزالون، يستهدفونها؟ والجواب باختصار: إنهم ساروا إلى ذلك في خطٍّ معاكس لكل ما قد قضى به الإِسلام من حكم في حق المرأة!..بحيث أصبح حجاب المرأة ..حريتها .. عملها.. حقوقها أوراق للعب بها من أجل إقصاء المرأة المسلمة عن دينها، ولكن هذا الكتاب، مزَّق هذه الأوراق، ووجه المرأة المسلمة باتجاه الوقوف في وجه الغزو الفكري وما يحمله من أفكار.

حجاب المرأة ..حريتها.. عملها.. حقوقها: تلك هي الأوراق المتبقية في أيدي محترفي الغزو الفكري للعب بها من أجل إقصاء المرأة المسلمة عن دينها، ثم من أجل تحويلها إلى سلاح فعَّال يعين في صدّ الشباب المسلمين عن مواصلة سيرهم الجاد نحو إقامة المجتمع الإسلامي.
ولكن هذا الكتاب الذي طُبِعَ منه ما يقارب ربع مليون نسخة، مزَّق هذه الأوراق المتبقية، وحرَّر المرأة المسلمة من عبث العابثين وكيد الحاقدين على الإسلام وكذب المفترين عليه.
فليطمئن كل قريب وبعيد، بأنَّ انطلاقة المسلمين اليوم إلى الغاية التي أمرهم الله بالسعي إليها ستبقى موصولة الدفع مفتوحة الآفاق مستعلية عن كل شهوة، متيقّظة لكل كيد.