ندوة أقيمت بمسجد الدعوة في باريس، حضرها رجالات الفكر والثقافة الغربيون، ووضح المؤلف من خلالها، المنعطف الخفي الذي تمر به أوربة اليوم، وماتحمله الأيام القادمة من مفاجآت.
فالغربيون يعيشون سجناء حضارتهم الجانحة... ومالهم إلا اللجوء إلى المرآة التي تعرفهم بذاتهم، وتستعيد إنسانيتهم.
ومن لذلك سوى الإسلام.
أوربة من التقنية إلى الروحانية / مشكلة الجسر المقطوع
يتناول هذا الكتاب الغرب وحضارته التقنية، والنهاية التي ستنتهي إليها هذه الحضارة بالرغم من المواقف العدوانية الواضحة التي يقفها الغربي ضد الإسلام. فإن انبعاثاً جديداً سيظهر في الغرب؛ لأن ثمة جدلية مستمرة بين تفاقم معاداة الإسلام والخوف منه لدى قادة الغرب وساسته.
كما يتناول الكتاب حالات التطلع إلى الإسلام في الغرب والرغبة في معرفته. كلما ازداد ساسة الغرب تخوفاً من الإسلام. وظاهر هذا الأمل كما يقرر الكتاب ليس وجهاً حضارياً أظهره المسلمون أمام الغرب فالأمر خلاف ذلك. بل مصدر الأمل يتمثل في أن الغرب توقف عن تقدمه الصاعد الذي دفعته إليه الأقدار بدءاً بعصر النهضة. فهو اليوم يراوح في مكانه.
بعد ذلك ينتقل الكتاب إلى الأسباب التي دفعت بالغرب بعيداً عن القيم الإنسانية رغم ما يلاحظ من أنشطة عملية وقوة عسكرية واقتصادية. فالإنسان الذي يفترض أن يكون محور هذه الأنشطة كلها، مازال منذ أمد بعيد يقف من آمال الإنسانية أمام ما يشبه الأبواب الموصدة.
ثم يتحدث عن الإنسان الغربي الذي يعيش اليوم سجين حضارته المتألقة، وأنه لن يجد لنفسه مخلصاً حقيقياً إلا باللجوء إلى المرآة التي تعرّفه على ذاته ومن ثم تهديه إلى الإسلام.
ويخلص الكتاب إلى أن إقبال الغرب نحو الإسلام لن يكون إقبالاً تقليداً وضبابياً شارداً وراء حدود العلم، بل سيكون إقبالاً بالعقل أولاً، ثم اقبال محبة له بالقلب ثانياً تجسيداً لقوله تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ} [المائدة: 5/54].