دايات كل إنسان مهمة جداً
فربما هي التي دفعت إلى نهايات متألقة!
وربما ينظر المرء مع امتداد العمر إلى تلك البدايات نظرة ما! فيرضى عنها أو يزهد بها..
وللبدايات عادة إذا رجعت إلى الذاكرة طعم خاص، له جوّه ونكهته..
في نشر تلك الباكورة لأعمال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي من عام 1949 و على امتداد أكثر من عقد من الزمان، عالج فيها موضوعات راجت في وقتها وانتشرت، وكان لها حضورها الفاعل الهام، وحققت الغاية المرجوة من نشرها.
كتاب يتضمن أوائل أعمال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي الفكرية التي صدرت له أوائل الخمسينات من القرن الماضي، نشر بعضها في مجلات وصحف ونشر سائرها في مؤلفات له. فلما نفدت نسخها لم يعد يفضل إعادة طباعتها لأسباب، منها أنه لم يكن راضياً عما جاء في بعضها، أو لأن الزمن تجاوز موضوعاتها، ومنها أن الجديد الذي أصدره بعدئذ يغني عنها. ثم رأى اليوم أن يستجيب لإلحاح كثير من القراء في موقعه الإلكتروني اطلعوا على أسماء تلك الأعمال، ورغبوا الوقوف عليها وقراءتها.
أول هذه الأعمال مقالة بعنوان «أمام المرآة» ومقالة بعنوان «بعض كتابنا اليوم» كلتاهما نشرتا في مجلة التمدن الإسلامي. ثم بحوث ومقالات كتبها من وحي الوحدة التي تمت بين سورية ومصر (1958 – 1961) ونشرها أولَ كتاب صدر له بعنوان «في سبيل الله والحق». ثانيهما كتيب بعنوان «دفاع عن الإسلام والتاريخ» نشر عام 1958, ثم كتاب «المذهب الاقتصادي بين الشيوعية والإسلام»؛ وفي العام الذي يليه أصدرت له لجنة مسجد جامعة دمشق ضمن سلسلةِ رسائلها كتيباً بعنوان «حقائق عن نشأة القومية» فكانت آخر أعمال هذه الباكورة.
إذن هذه موضوعات متنوعة تركت في حينها آثاراً مفيدة، وحققت حلولاً لمشكلات وتصحيحاً لأخطاء، وها هي ذي تعود اليوم إلى الظهور استجابة لإلحاح قراء الدكتور البوطي، وتنفيذاً لما وعدهم به.