تخطي إلى المحتوى

من سنن الله في عباده

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $6.50
السعر الأصلي $6.50 - السعر الأصلي $6.50
السعر الأصلي $6.50
السعر الحالي $5.20
$5.20 - $5.20
السعر الحالي $5.20

يتحدث هذا الكتاب عن السنن الإلهية والقوانين التي نظم الله تعالى بها الكون وما فيه ومن فيه. ويجيب فيه المؤلف عن كثير من أسئلة التائبين والمعترضين.. ويجيبهم على هذه السنن بأمثلة عديدة وبيان واضح.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
غلاف نوع التجليد
بلكي نوع الورق
184 الصفحات
17x24 القياس
2011 سنة الطبع
9789933102746 ISBN
0.3 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون
نيل وفرات رابط النسخة الإلكترونية على نيل وفرات

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم لك الحمد على نعمك التي لاتحصى. لك الحمد على هذا الذي أقمتني فيه.. لك الحمد على نعمة العافية التي تمتعني بها. لك الحمد أن سترت قبائحي عن عبادك، وهي كثيرة وأنت تعلمها.. لك الحمد أن رفعت لي ذكراً بين عبادك وأنا لا أستحق .. اللهم أعني على ما أقمتني فيه، ألهمني الرشد فيما أقول وأكتب وأفعل، جنبني حظوظ النفس ولغط شياطين الجن والإنس، وأكرمني بنعمة الإخلاص لوجهك الكريم، واختم حياتي بأحب الأعمال إليك، حتى ألقاك وأنت عني راض. بين يدي هذا الكتاب علاقة الإنسان مع نفسه، وعلاقته مع المكونات، وعلاقته بالله عز وجل، كل ذلك قائم على نظام دقيق لا يتخلف، ولا يمازجه خلل. ومصدر النظام ومنظِّمُه، خالق الإنسان وخالق هذه الأكوان كلها.. ومن عزَّ عليه أن يتبصَّر الدليل على وجود هذا الخالق، وعلى وحدانيته، فحسبه هذا النظام العجيب دالاًّ عليه ناطقاً بألوهيته. وقد علمت ما يقرره العلم من أن النظام لا يتحقق بدون منظم. وأنظمة الكون قوانينه. والمصطلح القرآني المعبِّر عن هذه الأنظمة: (سنن الكون)، والسنن جمع سُنَّة، وهي تعني النهج الدائم الذي لا يتخلف. وسنن الله متنوعة؛ فمنها ما يقوم عليه نظام الكون من حيث هو، أي بصورة عامة. والسنن التي تعبر عن نظامه الشمولي هذا، تبدأ بأدق ما لا تكاد ترصده العين عن طريق أدق الأجهزة المقربة والمكبِّرة، ثم إنها تسري لتصبح أكثر وضوحاً وأجلى بروزاً، إلى أن تتجلى في حركة الأفلاك وفي سريان الرياح الهابة ما بين السماوات والأرض، وفي السحب إذ تتلاقى وتتراكم هنا ثم تتبدد وتنمحي هناك.. وفي عالم الأرض والسماوات، وما بينها وما وراءها من المجرات.. إنها سنن بالغة الدقة والاتساع، وإنها من الكثرة بحيث لا يحصيها العدّ. وهي تلك التي يعبّر عنها القرآن بالكلمات في قوله عز وجل: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا *} [الكهف: 18/109] . ومنها تلك القوانين التي يأخذ الله بها عباده، ويعاملهم في الدنيا من خلالها.. إنها تعبير عن النهج الذي يعامل الله الإنسان بمقتضاه، في تقلباته وسائر أحواله. ولاحظ أنني إنما أتحدث هنا عن السنن أو القوانين التي يعامل الله بمقتضاها الإنسان، ولا أتحدث عن القوانين التي أقام الله عليها كينونة الإنسان وحياته، إن هذه الثانية تدخل هي الأخرى في كلمات الله الكونية التي لا يحصيها العدّ. أما القوانين التي يعامل الله الإنسان في الدنيا على أساسها، فمعدودة ومحصورة؛ إذ إنها تهيمن على تقلبات الإنسان ضمن حياته الدنيوية المحدودة، فكان لا بدّ أن تكون هي الأخرى محدودة، لاحقة بمحدوديته. إنني ندبت نفسي لبيان هذه القوانين التي عبر البيان الإلهي عنها بالسُّنن، والعمل على إبراز مظاهر فاعليتها وسلطانها في حركات المجتمعات الإنسانية وشخص الإنسان بمفرده. وهي، كما سنجد، قوانين ثابتة مستمرة، لا تتبدل، وذلك بموجب قرار مؤكد ومكرَّر من البيان الإلهي ذاته. وذلك في مثل قوله عز وجل: {سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً *} [الفتح: 48/23] ، وفي قوله تعالى: {سُنَّةَ مَنْ قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً *} [الإسراء: 17/77] . * * * ثم إن معرفة هذه القوانين، أو (السُّنن) التي يأخذ الله بها عباده، تضعك أمام الجواب عن أسئلة كثيرة قد تخطر في بالك، أو في أفكار الكثيرين: لماذا يكرم الله المجتمعات الكافرة، بما لا يكرمنا به؛ من بسطة الرزق، ونعم السماء، ونبات الأرض؟ لماذا تطوف بنا المحن والمصائب ويسلَّط علينا الخبيث والزيف من البشر، ونحن عباد الله المسلمون والمؤمنون به؟ لماذا يدعو أحدنا فلا يستجاب له في كثير من الأحيان؟.. وهلمَّ جراً، إلى أسئلة كثيرة أخرى من هذا القبيل. إن هذه الأسئلة العاتبة أو المعترضة، من مفرزات الإعراض عن كتاب الله الذي نزل خطاباً لعباده. وإنّ من أبرز ما يتضمنه كتاب الله تعالى الإجابة عن هذه الأسئلة، من خلال عرض سنن الله في عباده، أي قوانينه التي يأخذهم بها. ولئن كان فينا من المسلمين من يصرّون على مواصلة الإعراض عن كلام الله وخطابه الذي شرَّفنا به، فها أنا أجمع لهم هذه السنن وأضعها بين يديهم ملخصة في هذا الكتاب.. فإن أعطوه شيئاً من أوقاتهم التي يصرفونها إلى ما لا طائل فيه من الملذات والمبتغيات، فلسوف يقفون من خلال ما يقرؤون على الأجوبة المقنعة عن أسئلتهم واعتراضاتهم. وإن أبوا حتى الالتفات إلى هذا الملخّص الذي أضعه بين أيديهم، فليكفوا عن اللغط الذي يوجعون به رؤوسنا، وليرجئوا اعتراضاتهم النابية إلى يوم العرض، يوم الوقوف بين يدي الله، وليحتفظوا بألسنتهم الناقدة إلى ذلك اليوم، إن كانت لهم آنذاك ألسنة تنطق. دمشق في 7 ربيع الثاني 1432 و 12 آذار 2011 محمد سعيد رمضان البوطي

من سنن الله في عباده إن معرفة القوانين، أو السُّنن التي يأخذ الله بها عباده، تضعك أمام الجواب عن أسئلة كثيرة قد تخطر في بالك، أو في أفكار الكثيرين: لماذا يكرم الله المجتمعات الكافرة، بما لا يكرمنا به؛ من بسطة الرزق، ونعم السماء، ونبات الأرض؟ لماذا تطوف بنا المحن والمصائب، ويُسلَّط علينا الخبيث والزيف من البشر، ونحن عباد الله المسلمون والمؤمنون به؟ لماذا يدعو أحدنا فلا يستجاب له في كثير من الأحيان؟.. وهلمَّ جراً، إلى أسئلة كثيرة أخرى من هذا القبيل. إن هذه الأسئلة العاتبة أو المعترضة، من مفرزات الإعراض عن كتاب الله الذي نزل خطاباً لعباده. وإنّ من أبرز ما يتضمنه كتاب الله تعالى الإجابة عن هذه الأسئلة، من خلال عرض سنن الله في عباده، أي قوانينه التي يأخذهم بها. ولئن كان فينا من المسلمين من يصرّون على مواصلة الإعراض عن كلام الله وخطابه الذي شرَّفنا به، فها أنا ذا أجمع لهم هذه السنن، وأضعها بين أيديهم ملخصة في هذا الكتاب..

مستخلص يبحث الكتاب في بعض من سنن الكون، وفق التعبير القرآني، بما يجيب عن أسئلة كثير من التائهين أو المعترضين. يبتدئ المؤلف بسنة (أخذ الله عباده بمزيج من الرخاء والشدة)، وبيان الحكمة منها. ثم يتبعها بسنة (من يعمل سوءاً يجز به)، مع بيان أنواع الجزاء وميقاته. تلتها سنة (طرد المستكبرين عن ساحة عفوه). فسنة (تحقيق ثمرات جهود العاملين في الدنيا، مؤمنين كانوا أم كفاراً). ثم يعرِّج على سنة (تسخير كل شيء للإنسان، وعلاقة الإنسان بالمسخَّرات). ويتحدث بعدها عن سنة (عقاب الدنيا للمؤمنين المستهترين، وعقاب الآخرة للجاحدين)، ولِمَ تصير أعمال الكافرين في الآخرة هباء منثوراً؟ ثم يتناول سنة (محبة الله للعدل وإثابته عليه حتى في المجتمعات الكافرة، وكرهه للظلم وإن كان الظالمون مسلمين). بعدها يوضح سنة (عدم التخليد في النار لمن لم تبلغه الدعوة)، بتفصيل عمن بلغته الدعوة مشوهة، أو لا يستطيع التحرك لمعرفة شيء عن الإسلام. تلتها سنة (نصر الله – بأوسع معاني النصر – لعباده إذا ما هم نصروه). فـ(مسامحة الله وصفحه عن الذنوب، خلا تلك التي تتعلق بحقوق بالناس). تعقبها سنة (أن الله لا يهلك قوماً يصلحون ما بينهم وإن كانوا كافرين). ثم (السكوتُ على المنكرات نذيرُ سوء)، مع شرح كيفية إنكار المنكر، ودور ولاة الأمر فيه. ثم سنة (استدراج الطغاة إلى أجل)، وحال المسلم العاصي الذي لا تنقطع عنه النعم. ثم سنة (البشارة والنذير عند الموت). يتلوها حديث عن سنة (تراجع قوى الإنسان مع بدء شيخوخته) ودور العلم في الحد منها. ثم يتحدث عن السنة الكبرى (سنة الموت). ثم يتناول، ويذكر نماذج عن سنة (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). ويختم بسنة (استجابة الله الدعاء) وترتب الإجابة عليه. ويختم الكتاب بدعاء.