تخطي إلى المحتوى

عائشة أم المؤمنين

20% خصم 20% خصم
السعر الأصلي $4.00
السعر الأصلي $4.00 - السعر الأصلي $4.00
السعر الأصلي $4.00
السعر الحالي $3.20
$3.20 - $3.20
السعر الحالي $3.20
حفلت حياة سيدتنا عائشة رضي الله عنها بالكثير من دروس في مكانة المرأة في الإسلام، بالإضافة إلى أن فيها قضايا أثارت بعض اللغط ..فقد أثير اللغط حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها، بسبب صغر سنها آنئذ. واثير لغط حول حديث الإفك، وأثير كلام حول سفرها يوم فتنة مقتل سيدنا عثمان إلى البصرة، وحقيقة دورها في هذه المسألة. وفي هذا الكتاب توضيح موضوعي لكل الاحداث ورد على الشبهات ينصف سيدتنا عائشة رضي الله عنها ويضع الأمور في نصابها الصحيح.

المؤلف
التصنيف الموضوعي
144 الصفحات
17x24 القياس
2018 سنة الطبع
9789933361150 ISBN
0.12 kg الوزن
أمازون رابط النسخة الإلكترونية على أمازون

مُقَدِّمَة د.محمد سعيد رمضان البوطي إنَّ دراسة حياة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، ليست من نوع الدّراسات التّاريخيّة التّقليديّة، ولا الأعمال الدينيّة المحضة. بل هي، في الحقيقة، استطلاع لواقع اجتماعي متراكب معقّد، يتجلّى في حياة شخص واحد هي حياة هذه السيّدة: عائشة رضي الله عنها، فهي تجلو الواقع الاجتماعي في صدر الإسلام، متمثلاً في الدّين وأثره في تطويع ذلك المجتمع، بل في إبداعه من جديد، ومتمثّلاً في التّركيب الاجتماعي الذي آل في إبداعه من جديد، ومتمثّلاً في التركيب الاجتماعي الذي آل إليه حال العرب في الجزيرة العربيّة بعد بعثة سيّدنا محمَّد رسول الله (ص)، ومتمثِّلاً في الوضع الاجتماعي الجديد الّذي آلت إليه المرأة في ظلّ الإسلام، ومتمثِّلاً في الفعاليّات السّياسيّة التي تفجرّت في حياة العرب آنذاك وموقع المرأة المسلمة منها، ومتمثِّلاً في التفاعل المتبادل والسّاري بين العوامل الدّينيّة: الإسلاميّة والأنشطة السّياسيّة التي كانت لا تتحرّك إلَّا خدمة للرّؤية الإسلاميّة ورعاية لمبادئ أحكام الدّين وأحكامه. فدراسة حياة السّيدة عائشة، ما هي إلّا استطلاع لواقع تجمّعت فيه هذه الجوانب كلها. ولا ريب أنَّ دراسة وافية تنهض بهذه المسؤوليّة وتحقّق هذا الغرض، لا يتّسع لها بحث كهذا، بل لا يمكن أن تعطي ثمارها وتحقق نتائجها، إلّا من خلال مجلّد قد أشبعت فيه هذه الاستطلاعات أو الدّراسات المتنوّعة كلّها. ولكن، كما أنَّ للدِّراسات المستوعبة المفصلة التي تبرز في موسوعات أو مجلّدات، وظائفها وفوائدها؛ فإنَّ للملخّصات السّلمية أيضاً وظائفها وفوائدها المختلفة؛ وقد أوضحنا طرفاً من هذه الوظائف في خطبة الكتاب. ولعلّ في هذا الإيجاز الّذي نحن مقبلون عليه، ما يحقّق فائدته المرجوّة وهدفه المطلوب. ولعلّه لا يكون إيجازاً مُخلّاً، بل وافياً بالغَرض الذي التزمنا به. فعملي في هذا الكتاب، وإن كان في مظهره سرداً تاريخياً لحياة أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، إلّا أنه في مضمونه لا يكاد يزيد على أن يكون تركيزاً على هذه الأحداث والمواقف المتميّزة، في حياة هذه السيّدة رضي الله عنها، غير أنّي فضّلت أن يأتي هذا التركيز عند مناسباته ضمن النّسيج العام لمجموع سيرة حياتها من الولادة إلى الوفاة. ومن ثم فقد أوجزت الحديث عن سيرة عائشة رضي الله عنها؛ من حيث الهيكل العام لحياتها، ووقائع أحداثها العادية. ولكنّي توسّعت قدر اللّزوم في بيان تلك المواقف والأحداث الخاصّة في سيرتها. فالكتاب في الحقيقة موجز جدّاً من حيث هو سيرة عامّة، ومفصّل، بل موسّع، من حيث هو تركيز على شؤون ومواقف هامّة من حياة عائشة رضي الله عنها. وأهمّ هذه المواقف والأحداث التي وقفت عندها، ما قد تدلّ عليه العناوين التّالية: 1- زواج رسول الله (ص) من عائشة، وما استشكله بعض الكاذبين من صغر سنّها آنذاك. 2- حبّ رسول الله (ص)لها خاصّة، وحبّه للنِّساء عامّة، كما قدر ورد ذلك في حديثه (ص) عن نفسه. 3- حديث الإفك، وما كان بين يديه، والذيول التي جاءت على أعقابه. 4- يوم الجمل، والبحث عن صانعيه، والمختبئين فيه. 5- البحث عن عنصر المعارضة في شخص عائشة، وأين وكيف يمكن اكتشافه. وإذا كانت مهمّة كثير من الّذين كتبوا عن هذه الأحداث والمواقف، التي تدلّ عليها هذه العناوين، أن يلوّنها كلّ منهم بلون الغرض الّذي يسعى إليه أو الفكرة التي يروّج لها - فمعاذ الله أن يكون عملي مساهمة معهم في التّلوين!!.. إن مهمّتي هي أن أبرز هذه المواقف والأحداث كما هي، عارية عن أيّ كسوة تخدم اتّجاهاً أو تروّج لمذهب أو تقرّب السّبيل إلى غرض.. إنَّ غرضي الأوحد أن نصغي إلى ما تنطق به هذه المواقف والأحداث معرِّفة بذاتها، بدلاً من أن نصغي إلى ما تُسْتَنطَقُ به، تعريفاً أو ترويجاً لذاتيّات المذاهب والأغراض التي تعوزها الأبواق المروّجة، والبراهين المؤيّدة. وهذا يقتضي أن نتجرّد، قبل كلّ شيء، عن قيود الأسبقيّات، وعن تقديس الذرائع... ونحمد الله أن جعل لنا من إسلامنا خير ضياء على هذا السَّبيل، وأفضل عون للتّحرّر من هذه القيود.

حفلت حياة سيدتنا عائشة رضي الله عنها بالكثير من دروس في مكانة المرأة في الإسلام، بالإضافة إلى أن فيها قضايا أثارت بعض اللغط ..فقد أثير اللغط حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم منها، بسبب صغر سنها آنئذ. واثير لغط حول حديث الإفك، وأثير كلام حول سفرها يوم فتنة مقتل سيدنا عثمان إلى البصرة، وحقيقة دورها في هذه المسألة. وفي هذا الكتاب توضيح موضوعي لكل الاحداث ورد على الشبهات ينصف سيدتنا عائشة رضي الله عنها ويضع الأمور في نصابها الصحيح.

لئن أثارت سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين موضوعات شغلت المؤرخين والمتشرعين وأصحاب الأهواء، وما تزال تشغلهم؛ فإن في سيرتها رضي الله عنها ما يستحق الدراسة ودفع الشبهات التي يثيرها المغرضون. كانت السيدة عائشة رضي الله عنها ذات شخصية فريدة، تبوأت من أجلها مكانة عند رسول الله ? في قلبه وفي حياته، وكأنه أعدها لتكون أحد حاملي علمه، روت عنه عليه الصلاة والسلام 2210 أحاديث، وليس هذا فقط، وإنما كانت ذات اجتهاد وعلم، حتى قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ما أشكل علينا أصحابَ رسول الله ? حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً. وهذا الكتاب يجيب عن إشكالات في سيرتها رضي الله عنها؛ مشفوعة بالأدلة والحجج والحقائق.

يتناول هذا الكتاب سيرة السيدة عائشة رضي الله عنها، وهو لا يقتصر على سرد سيرتها، وإنما يتناول فوق ذلك مفاصل دقيقة في حياتها، وما تعرضت له من ظروف قاسية، فضلاً عما تميزت به شخصيتها من خصائص، وقد تفردت ببعضها من كثير من الصحابة. سار منهج الكتاب في الترجمة لأم المؤمنين؛ على خيط مطّرد من أول السيرة المباركة، منذ ولادتها رضي الله عنها وصباها، فضلاً عن نسبها، وانتقل بعدئذ إلى خطبة النبي صلى الله عليه وسلم لها، وأشار إلى اللغو الذي أثير حول الزواج، ثم تحدث المؤلف عن انتقالها إلى بيت النبوة، وأضاء جوانب حياتها فيه.. وتوقف المؤلف عند الهزّات العنيفة التي تعرضت لها رضي الله عنها في حياتها، وذلك في حديث الإفك وما جرى فيه، وكلام الحاقدين والمنافقين، وتناول الهزة الأخرى في الفتنة السوداء إثر مقتل عثمان رضي الله عنه، والموقف الحرج بينها وبين علي كرم الله وجهه في جبهة المعارضة. وبحث الكتاب من جهة أخرى ما امتازت به السيدة عائشة رضي الله عنها من صفات عالية؛ في علومها، وفي فصاحتها وبيانها، وفي عبادتها وورعها.. حتى حياتها الأخيرة، وما قدمته للصحابة رضي الله عنهم. ولم ينس المؤلف أن يبحث في موضوع الغيرة بين أمهات المؤمنين، ومشاركة عائشة رضي الله عنها في تلك الغيرة. الكتاب إضاءة وافية في بابته.