هذا الكتاب الذي نقدمه اليوم هام في موضوعه، شامل في مضمونه، يزوّد كل باحث علمي بما يحتاجه حول البحث العلمي بغير إخلال أو إملال، وربما لم ينشر حتى اليوم مثل هذا الكتاب، لما تميز به من دراسة لأساسيات البحث العلمي وممارسته العملية، مع الشمول والدقة وسهولة العرض والإحكام في التأليف، والحرص على التطرق إلى إحياء التراث العربي والإسلامي في مجالي العلم والبحث العلمي.
ويبدو إحكام تأليف هذا الكتاب بمخططه، بحيث ألـمَّ بدراسات دقيقة حول: العلم والبحث العلمي، الباحث العلمي وخصائصه، المفاهيم والمصطلحات الأساسية للبحث العلمي، مناهج البحث العلمي وطرائقه الحديثة وأدواته.
ولقد تناول باهتمام كبير خطوات البحث العلمي، وهي المشكلة الهامة التي تواجه الباحث العلمي: كيف يختار بحثه وكيف يضعه، كيف يصوغه ويختار أصوله، كيف يوثقها وفق أساليب التوثيق الحديثة، وما هي الالتزامات التي يجب أن يأخذ بها الباحث العلمي لدى كتابته تقرير البحث، من حيث تنظيم المادة العلمية وتوثيقها وطريقة كتابة تقريرها، وكيفية إحراج البحث شكلاً ومنهاجاً ومحتوى.
البحث العلمي (أساسياته النظرية وممارسته العملية) - الدكتورة رجاء وحيد دويدري - دار الفكر (دمشق - سورية)، طبعة 1423هـ/2002م
يتناول الكتاب الأساسيات النظرية والممارسة العملية للبحث العلمي، مهما كان المجال العلمي الذي يعمل فيه الباحث؛ إذ إنه لا يخص علماً دون آخر، ويرى أن العلوم رغم اختلاف صفوفها تلتقي جميعاً في المناهج.
في الباب الأول من الكتاب (العلم والبحث العلمي) وعبر فصوله الثلاثة، ميّز بين العلم والمعرفة، وبين أهداف العلم، وأشار إلى التفكير العلمي وخصائصه، وأوضح أن العلم الحديث إحياءٌ واجتهاد، ثم أشار إلى الخلفية التاريخية، وصفات الباحث، ودور التراث في إحياء البحث العلمي، ثم وضحّ بعض المفاهيم والمصطلحات في البحث العلمي (المشكلة والفرضية والملاحظة والحقيقة والنظرية والبناءات والمتحولات).
وفي الباب الثاني (مناهج البحث العلمي)، تطرق إلى تعريف المصطلحات، والخلفية التاريخية لمناهج البحث العلمي، وذكر قبسات منهجية من التراث العربي الإسلامي، وتصنيفات مناهج البحث العلمي، وتناول مناهج البحث وهي: منهج البحث التاريخي ومنهج البحث الوضعي، ومنهج البحث التجريبي.
وأوضح في الباب الثالث من الكتاب الطرائق الرياضية في البحوث العلمية، والأساليب الرياضية الحديثة في البحث العلمي، وشرح منهاج تحليل النظم وعدد أنواع الأنظمة، وأوضح طريقة استخدامها، ثم تناول النماذج، وعرّف بالنموذج وبيّن بناءه وأنواعه، وشرح النماذج الرياضية والتجريبية والطبيعية، وأوضح أهمية النماذج.
وتناول في الباب الرابع أدوات البحث العلمي (العيّنة، الملاحظة، المقابلة، الاستبيان، وسائل القياس).
وتوقف في الباب الخامس (مصادر البحث العلمي)، عند (إعداد المصادر والمراجع وتقويمها، الباحث والمكتبة، أساليب التوثيق الحديثة، نسل المعلومات - الاقتباس).
وختم بالباب السادس (خطوات البحث العلمي) التي حصرها في (مرحلة الإعداد للبحث العلمي، مرحلة إعداد البحث العلمي، كتابة تقرير البحث العلمي)، ثم ذكر الالتزامات التي يجب أن يأخذ بها الباحث لدى كتابته التقرير من حيث الأسلوب والشكل والمضمون والمنهاج.
وأخيراً أتى الكتاب على ذكر ملحقات البحث العلمي مع قائمة شاملة لمصطلحات ومفاهيم خاصة بالبحث العلمي.