تقديم
بدأ العراق يدخل دوامة الصراع منذ بدأت الحرب العراقية الإيرانية والتي ترجع بجذورها إلى العامل الإيراني، حيث حرضت إيران أكراد العراق ضد الجيش العراقي، فاضطر العراق إلى إبرام اتفاقية الجزائر حتى يقدم نصف شط العرب مقابل وقف الدعم الإيراني للأكراد. وعندما قامت الثورة الإسلامية بدأ فصل جديد في الصراع العراقي الإيراني كانت فيه واشنطن هي المخطط والداعم حتى يفنى الطرفان الإسلاميان. ثم دخل العراق المرحلة الثالثة وحده وبإغواء أمريكي عندما غزا الكويت، ثم تعرض لعقوبات استمرت عدة سنوات حتى بعد أن قامت الولايات المتحدة بغزوه ثم احتلاله.
تعالج صفحات هذا الكتاب التي كتبت أصلاً كمقالات تعليقاً على أحداث وتطورات مرحلة الاحتلال وبنفس التفاعل مع الحدث مع الاحتفاظ بالهدوء الكافي للتحليل الموضوعي. والحق أن القضية الأولى التي يتعين التأكيد عليها والتي حاولت واشنطن تعميتها وطمسها أن احتلالها حميد ومشروع، وأن مجلس الأمن وافق عليه، ولذلك فإن المقاومة إرهاب ما دام الاحتلال مشروعاً، ثم دخلت واشنطن ومعها مجلس الأمن في فصل جديد من الدجل المثير للجدل، وهو أن العراق دخل العملية السياسية الديمقراطية، فلم يعد محتلاً بعد أن تشكلت فيه حكومة وطنية تمارس السيادة على الدولة العراقية في ضوء دستور دائم.
والغريب أن الجميع سكت على هذه المسرحية، كما لم يجتمع العرب على قول واحد ولا يزالون يعيشون في عصر العداء لصدام حسين المثير للجدل أيضاً.
ترتب على الاحتلال الكثير من القضايا القانونية والسياسية رأينا أن نضمها معاً في كتاب يصلح للدارسين والباحثين، ويحفظ الحقائق في الذاكرة بعد أن تعرضت الحقائق للتضليل كما تعرضت الذاكرة للتغييب والتحريف والتعطيل.
العراق محتل، ومن حقه أن يقاوم، ومن حق كل العراقيين أن يستعيدوا وحدته وأن يستعلوا فوق كل مؤامرات التمزيق والطائفية، لعل الوعي بالحقائق يدفع الجميع إلى العمل من أجل عراق تهدد وحدته وعروبته عوامل شتى وأطراف متربصة، كلٌّ لدوافع خاصة، وأهمها الولايات المتحدة وإيران وإسرائيل.
إنني أرجو أن يكون هذا الكتاب إسهاماً في فضح معركة التكالب على العراق لعل العرب يفيقون فيدركون فيقومون بدورهم الغائب ويملؤون الفراغ الذي أسرع غيرهم إلى ملئه، وتلك معركة طويلة وتحتاج إلى المزيد من الزاد القومي المستنير.
د.عبدالله الأشعل
القاهرة آب/ أغسطس 2010
القضايا القانونية والسياسية في العراق المحتل
يرصد الكتاب مرحلة احتلال العراق عام 2003، ويسجل التفاصيل القانونية والسياسية، ويفند الأحداث ويبين الخبايا التي وقفت وراء القرارات والإجراءات الدولية.. إنه سجل للذاكرة ، تنتفع منه الأجيال.
رصد المؤلف البدايات مع إرسال لجان التحقيق والتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل، وذكر كيف جُيِّرت الأمم المتحدة لتلعب دور المطرقة في الحصار، والعقوبات على الشعب العراقي، ثم ترتيبات الهجوم العسكري، ودور مجلس الأمن والتحالفات الدولية.
هل تحتاج الديمقراطية، (الهدية الأمريكية للشعب العراقي) لكل هذه الحشود العسكرية ؟ ما تداعيات الاحتلال؟ ولماذا بدأت المقاومة، وكيف انقسم المجتمع العراقي على نفسه؛ مع الاحتلال وضده ؟ هل باتت الحرب الأهلية ممكنة في العراق؟ هل التقسيمات الحزبية والطائفية العراقية تعمل لمصلحة العراق؟ كيف تفاقمت المسألة الكردية؟ وهل للأكراد طموح في دولة كردية منفصلة في كيان مستقل؟ وما أثر ذلك في مستقبل المنطقة؟
أسئلة كثيرة طرحها احتلال العراق، وقضايا كبيرة وضعت أمام السياسيين والقانونيين الدوليين، يجيب عنها الدكتور عبد الله الأشعل في هذا الكتاب الهام المثير.