يتناول الكتاب الترجمة الفرنسية للكتاب العربي (مدخل إلى فهم الجذور، من أنا؟ ولماذا؟ وإلى أين؟) من سلسلة (هذا هو الإسلام) التي تتجه موضوعاتها إلى ضمير الإنسان، بغض النظر عن توجهه العقدي أو انتمائه القومي.
ويتساءل الكتاب منذا الذي أوجد الإنسان، وكيف أوجده، وإلى أين يرحل في النهاية بعد رحلة قصيرة أو طويلة في قطار الحياة السريع؟
ثم يحلل إجابات الفلاسفة عن أسئلته من فرنسيين وألمان وإنكليز ودانمركيين التي لم تفلح في تخليص الإنسان من معاناته وقلقه، وحاجته إلى إجابة تبعده عن التعرض لشتى الأمراض النفسية والعصبية المستعصية على أي من أسباب المقاومة والعلاج.
ويشير إلى حاجة الغرب إلى الإصغاء للتخلص من الإحباطات النفسية، إلى المكنون العلمي الذي يحتفظ به الشرق منذ عصور الرسل والأنبياء.
كما يوضح عبث الحياة الإنسانية حين يفر المرء عن معرفة كنه الحياة، والقيام بواجباته فيها، إلى السعي اللاهث وراء مغانمها، الذي تكذبه جدية النظام الكوني، والذي يفترض تحمل الإنسان لمسؤولياته في الحياة، ليحقق لنفسه وللآخرين السعادة الحقة.
وحينئذ لا مفر له من المثول أمام حكمة الصانع وتدبرها، واستلهام وظيفة الإنسان المقررة له في رحلته في الحياة، بالاعتماد على الوحي والمنهج العلمي السليم، وما يقوله البيان الإلهي، فيمسك بمفتاح السعادة الإنسانية، ويراهن على إمكانية الوصول إلى الحل وإلى الإجابة الإسلامية التي يرتاح إليها في الإجابة عن تساؤلاته.