تخطي إلى المحتوى
"أمازون" مهدّد بدعوى حكومية لاحتكاره سوق الكتاب الأميركي "أمازون" مهدّد بدعوى حكومية لاحتكاره سوق الكتاب الأميركي > "أمازون" مهدّد بدعوى حكومية لاحتكاره سوق الكتاب الأميركي

"أمازون" مهدّد بدعوى حكومية لاحتكاره سوق الكتاب الأميركي

تشير دلائل متزايدة إلى أنّ لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية تستعد لرفع دعوى قضائية ضدّ موقع "أمازون" المخصّص لبيع الكتب، لانتهاكه العديد من قوانين مكافحة الاحتكار.وكانت مجموعة من المؤلفين وبائعي الكتب ونشطاء مكافحة الاحتكار، قد حثت الحكومة الأميركية على التحقيق في مدى هيمنة "أمازون" على سوق الكتب.

يأتي ذلك في ظلّ تكثيف إدارة الرئيس جو بايدن من إنفاذ سياسات مكافحة الاحتكار لضمان التبادل الحرّ للأفكار والمعلومات.

في هذا الإطار، أرسل معهد الأسواق المفتوحة، وهو مركز أبحاث لمكافحة الاحتكار، إلى جانب رابطة المؤلفين ورابطة بائعي الكتب الأميركية، خطاباً إلى وزارة العدل ولجنة التجارة الفيدرالية، دعوا فيه الحكومة إلى الحدّ من "احتكار أمازون للسوق والسيطرة على بيع الكتب للجمهور".

وأشاروا إلى أنّ "شركة مهيمنة واحدة تسيطر على السوق، تقوم بتشويه نوعية الكتب التي نقرأها. كما أنّ وجود هذه السلطة المركّزة بيد جهة واحدة، في دولة ديموقراطية، غير مقبول على الإطلاق".

وتوجّهت الرسالة بالاسم إلى لينا خان، رئيسة لجنة التجارة الفيدرالية، وجوناثان كانتر، الذي يرأس قسم مكافحة الاحتكار في وزارة العدل. فيما تردّدت معلومات أنّ الجهات المسؤولة تقترب من إصدار قرار برفع قضية ضدّ أمازون بداعي الاحتكار. ومن المتوقع أن يجتمع ممثلو "أمازون" مع أعضاء اللجنة الحكومية لمناقشة الدعوى المحتملة، في إشارة إلى أنّ الإجراءات القانونية قد تكون وشيكة.

 وكان موقع "أمازون" بدأ منذ ما يقرب من 30 عاماً كمكتبة لبيع الكتب على الإنترنت، لكنه انتشر منذ ذلك الحين ليصبح عملاقًاً في مجال البيع بالتجزئة. ولم يقتصر الأمر على الكتب، بل اكتسب موطئ قدم في صناعات أخرى، مع توسعه في عالم الحوسبة والالكترونيات وشرائه لسلسلة "هول فودز" للبقالة واستوديو "مترو جولدوين ماير" للأفلام.
 
ولكن حتى مع تحوّل الكتب إلى شريحة أصغر في الشركة، بقي لموقع "أمازون" قوة ساحقة في سوق الكتب، تمثل ما لا يقل عن 40 في المئة من الكتب الورقية المباعة في الولايات المتحدة، وأكثر من 80 في المئة من الكتب الإلكترونية المباعة. ومع شرائها  "Audible" في عام 2008، أصبحت مؤسسة "أمازون" واحدة من أكبر منتجي الكتب الصوتية، محققة مبيعات كاسحة.

إزاء ذلك، يجادل معهد الأسواق المفتوحة والمجموعات الأخرى المنضمة إليه، بأنّ تأثيرات صعود الموقع كانت عميقة، مما ساهم في انخفاض حاد في عدد المكتبات المادية في جميع أنحاء الولايات المتحدة، وترك الناشرين والمؤلفين مدينين للموقع.

 كما أثّر موقع "أمازون" على الكتب التي يشتريها القراء من خلال الترويج لأسماء معينة على حساب غيرها، فجعل من الصعب على المؤلفين الأقل شهرة البروز على الموقع ولفت انتباه القراء، في حين تُباع كتب المؤلفين الشهيرين بشكل جيد مهما كانت مستوياتها.

لذلك كله، يؤكّد خبراء مكافحة الاحتكار، أنّ دور "أمازون" كبائع كتب يستحق تدقيقًاً حكومياً، بسبب هيمنة الشركة على عالم الكتاب

المصدر: 
جريدة النهار اللبنانية