تخطي إلى المحتوى
السنة الهجرية السنة الهجرية > السنة الهجرية

السنة الهجرية

بمناسبة العام الهجري الجديد، هنا توجب الاشارة إلى التذكير لما كان لابد من التأريخ للسنة الهجرية.

اعتمد التقويم الهجري على التقويم القمري حيث كان اقدم اشكال التقاويم السنوية في العالم ويعود استخدامه إلى أكثر من 30 ألف سنة. كان العرب مجتمعا تجاريا فلم يستخدم التقويم الشمسي كالمجتمعات الزراعية وانما اعتمد التقويم القمري.

إن أول من استخدم التأريخ الهجري السنوي لضرورة تدوين اعمال الناس هو الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضِيَ اللهُ عنه مع ان التدوين كان مستخدما فيما سبق حسب الشهر او تنصب ملك او حادثة ما.

يقول ابن عساكر في كتاب تاريخ دمشق: كان الناس يؤرخون في الدهر الاول من هبوط ادم عليه السلام من الجنة ولم يزل حتى بعث الله نوحا فأرخو من دعائه على قومه ثم من الطوفان وبعدها أرخ بنو اسماعيل النبي عند العرب بنار نبي الله ابراهيم عليه السلام ثم ارخوا من بنيان الكعبة المشرفة وبعدها من موت كعب ابن لؤي ثم عام الفيل، ويقول الزُّهريُّ والشعبيُّ: "أرَّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم عليه السلام إلى بنيان البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، ثم أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرَّقت وكان كلما خرج قوم من تهامة أرَّخوا مخرجهم ومن بقي بتهامة من بني إسماعيل يؤرخون من خروج سعدٍ ونهدٍ وجهينة بن زيد من تهامة حتى مات كعب بن لؤي فأرَّخوا من موت كعب بن لؤي إلى الفيل فكان التاريخ من الفيل حتى أرَّخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الهجرة. وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشر". اهـ (من تاريخ الطبري).

ولم يكن التاريخ السنوي معمولًا به في أول البعثة حتى كانت خلافة عمر رضي الله عنه، حيث ورد ""بتصرف .. ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته كتب إليه أبو موسى الأشعري: إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الصحابة واستشارهم في ماهية التقويم للدولة الوليدة لاعتماده في المراسلات، فبعضهم قال: "أرِّخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها" لكن الصحابة كرهت الفكرة لانه كلما هلك ملك أرَّخوا بولاية من بعده، فقال بعضهم: أرِّخوا بتاريخ الروم، فكرهوا ذلك أيضًا، فقال بعضهم: أرِّخوا من مولد النبي، وقال اخرون: من مبعثه ﷺ وقال اخرون: من مهاجرته، فقال عمر: الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها، فأرخوا من الهجرة واتفقوا على ذلك. اهـ [من تاريخ الرسل والملوك - (تاريخ الطبري)] وتم ذلك اعتمادا عل سورة التوبة آية رقم 36 وآية رقم 108.

كان الدافع للتأريخ انه كما سبق واشرنا في السنة السابعة عشرة 17 للهجرة أيام خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورد خطاب من أبي موسى الأشعري يقول: ياأمير المؤمنين، تأتينا الكتب وقد أُرِّخ بها في شعبان، ولا ندري أي شعبان هذا ؟ هل هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية؟ فكان التدوين يتم بتأريخ الشهر وليس بالسنة لذلك جمع الخليفة الصحابة رضوان الله عليهم، وبحثوا في هذا الشأن، وكل واحد منهم طرح فكرة خاصة !

فأحدهم قال : نأخذ بتاريخ مولد الرسول

والآخر قال : نأخذ بتاريخ وفاته

وأحدهم قال : نأخذ بتاريخ نزول الوحي !

إلا أن الصحابة أجمعوا فيما بعد على أن أهم حدث بتاريخ الإسلام، هو تاريخ هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعلوا هذا الحدث الهام بداية التأريخ للأمة العربية الإسلامية جمعاء، وكان هذا في شهر محرم لسنة ( 622 ) ميلادية.

ففي مثل هذا اليوم ومنذ 1446 عاماً ، تم الاتفاق على أن الهجرة هي السنة الاولى للتقويم الاسلامي اي سنة ميلاد الدولة الاسلامية حيث ان الهجرة فرقت بين الحق والباطل وتم الاتفاق على ان محرم هو الشهر الاول رغم ان الهجرة كانت في ربيع الاول وبقيت الاشهر كالتي اعتمدها ملك العرب كلاب بن حرة كما كانت قبل الاسلام.

وكان البدء في السنة بشهر محرم لانه من الاشهر الحرم التي كان ينصرف الناس عن حجهم ويحرم بها القتال والصيد فهو الشهر الاول بعد انقضاء موسم الحج وختام مواسم الاسواق في ايام الحج ورجوع الناس الى ديارهم.

المصدر: 
فيسبوك