أسرة دار الفكر وقد آلمها وفاة المفكر الإسلامي الكبير جودت سعيد رحمه الله وتجاوز عنه، لتسأل الله له واسع مغفرته، لقاء ما قدّم في حياته من فكر، متح فيه عن إخلاص وغيرة على الدين.
ولد المفكر الكبير جودت سعيد في قرية بئر عجم بالجولان عام 1350 هـ/1931م، وتخرج بقسم اللغة العربية من كلية الآداب بالأزهر. عاصر ولادة الأفكار الحديثة والاتجاهات الفكرية في مصر، مما أثر في بنائه العلمي والثقافي. ثم تابع من عنده داعية يتبنى فكرة نبذ العنف والدعوة إلى السلام، متمثلاً فكر مالك بن نبي في موضوع بناء الحضارة والنهوض بالمسلمين، ويدعو للنظر في مشكلات الأمة من منظار العلم والسببية وقوانين الآفاق والأنفس والأخذ بالحوار والشورى وبناء ثقة المسلمين بعضهم ببعض.
ترك عشرات الكتب والمقالات منطلقاً من أفكاره المشار إليها، منها ((اقرأ وربك الأكرم: تغيير النفس والمجتمع)) ((حتى يغيروا ما بأنفسهم)) ((رياح التغيير))، ((العبودية المختارة)) ((كن كابن آدم))، ((لا إكراه في الدين))، ((لم هذا الرعب كله من الإسلام))، ((مذهب ابن آدم الأول، أو مشكلة العنف في العمل الإسلامي)).
هذا وقد كرمته دار الفكر عام 1427هـ /2006م، وأصدرت كتاب ((جودت سعيد: بحوث ومقالات مهداة إليه)). وتعمل اليوم على إصدار أعماله الكاملة.
أسرة دار الفكر تعزي نفسها والأمة بفقدان هذا العلم الشامخ ولا حول ولا قوة إلا بالله .
إنا لله وإنا إليه راجعون.