تخطي إلى المحتوى
عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة.. حصيلة جهد عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة.. حصيلة جهد > عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة.. حصيلة جهد

عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة.. حصيلة جهد

بمناسبة الذكرى الثامنة لرحيل المؤرخ والفنان التشكيلي الدكتور عفيف بهنسي ..نعيد نشر هذه المقالة حول كتاب «عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة» لمؤلفه الدكتور عزت السيد أحمد

يُعتبر الباحث في علوم الفن الدكتور عفيف البهنسي (مواليد دمشق 1928) واحداً من الأسماء البارزة التي خاضت غمار الفنون التشكيليّة والأثريّة، نظرياً وميدانياً، وقدمت فيها نتاجات لافتة كماً ونوعاً، فقد تجاوزت كتبه المنشورة بالعربيّة سبعين كتاباً، يُضاف إلى ذلك، بضعة كتب باللغة الفرنسيّة والإنجليزيّة. مارس إنتاج اللوحة والمنحوتة، وصمم الشعارات، وقام بتدريس مادة تاريخ الفن والعمارة في كليات الفنون الجميلة والعمارة والآداب بجامعة دمشق، كما حاضر في جامعات عربية عدة، وساهم بتأسيس متاحف وجامعات ومعاهد ومراكز فنيّة كثيرة.
هذا الحِراك الواسع والمتشعب والثر للدكتور البهنسي، حاول كتاب «عفيف البهنسي والجماليّة العربيّة» لمؤلفه الدكتور عزت السيد أحمد، الإحاطة به، والتعريف بأهم مفاصله.
في بداية الكتاب، يعترف المؤلف، أن الحرج سيعتري من يريد أن يكتب سيرة عفيف البهنسي ومساراته، لأنه يعتقد دائماً أنه لم يكن البطل الذي يقهر كل التحديات، ولا يزعم أنه فرد عصره الذي لا نظير له في مجاله، ذلك أنه حريص على أن يسرد التاريخ بوصفه هو حصيلة جهده، لعله يكون مثالاً، أو لعله يستطيع أن يجلي بعض الغموض واللبس في فهم إنجازاته ومسيرة حياته التي استمرت ثمانية عقود، والكتاب مقدمة لقراءة الأبحاث الجماليّة التي نُشرت موسعة في مؤلفات الدكتور البهنسي، وبخاصة منها ما يحمل عناوين مثل: الأصالة والحداثة، وعلم الجمال، وآثار الفن والعمارة.
يُشير الكتاب إلى أن للباحث البهنسي مرتكزات فكريّة رئيسة، نهضت عليها أبحاثه، منها نظرته إلى العمارة الإسلاميّة بوصفها وعاءً للفكر الإسلامي القائم على التوحيد، وإلى التصوير الإسلامي من خلال المنظور الروحاني الذي تجلى في الفراغ، والزخرفة والرقش بوصفها صيغة للتعبير عن المطلق والوجود أو لممارسة الدعاء والذكر والتكبير، والخط العربي من خلال القيم الروحانيّة التي تجلت في تكوين الحرف العربي وتركيب الكلمات.
وفي إشكاليّة «التراث والمعاصرة» يُشير الكتاب إلى أن الباحث البهنسي يُعرّف التراث بأنه تراكم الإبداع عبر تاريخ أمة، وهذا التراكم مستمر حتى اللحظة هذه، لارتباطه الوثيق بالإبداع الذي ما زال مستمراً هو الآخر. أما المعاصرة فهي التراث القادم، وقوام الذات الثقافيّة هو التراث الذي يعيش معنا، مع آمالنا وطموحاتنا المستقبليّة. على هذا الأساس، لا خوف على المغتربين من التراث، فهو ليس سجناً للماضي، بل نافذة المستقبل، من أجل حوار عالمي.

المصدر: 
بوك ميديا