ومعرض مسقط الدولي للكتاب يُعد ترجمة حقيقية لاهتمام القيادة الحكيمة بعقل المواطن وللحرص السامي على توفير غذاء الروح له إلى جانب أنه يُعد عامل جذب سياحي مهم، خصوصا لنخبة المثقفين الذين يحرصون على التعرف على أحدث الإبداعات التي فرضت نفسها على الساحة، بالإضافة إلى التعرف على الكتَّاب بصورة أعمق.
وهذه الأيام تعيش بلادنا فرحة تدشين العرس الثقافي المهم “معرض مسقط الدولي للكتاب” في نسخته السادسة والعشرين تحت رعاية صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب.. فهذا المعرض ينتظره العُمانيون كل عام على أحر من الجمر للاطلاع على أحدث المؤلفات والإصدارات على الساحة الثقافية، سواء على المستوى العربي أو الإقليمي أو الدولي.. بالإضافة إلى الاستمتاع بما يصاحبه من فعاليات ثقافية وأدبية وفنية شيقة مثل الندوات والحوارات التي تتيح للزائرين التعرف على المبدعين والمفكرين عن قرب وتبادل الأفكار معهم.
لا شك أن المشهد الثقافي في حاجة ماسة لمثل هذه الفعاليات الأدبية، خصوصا مع تزايد النشر الإلكتروني مقابل تقلص الورقي.. فالتكنولوجيا الحديثة زرعت الكسل في نفوس القارئ عندما سهلت عليه تصفح الكتاب بمجرد ضغط الزر، وأصبح يستطيع أن يطلع على أي كتاب وهو في أبهى حلة وتصاحبه الصور المتحركة والموسيقى أحيانا.. لذلك فإن هذه المعارض تعيد للكتاب الورقي مكانته وتثبت أقدامه على الساحة الثقافية.. كما أن هذه الملتقيات الثقافية تشجع دور النشر على التنافس لإنتاج ما هو أفضل وأكثر من الكتب، وهو ما يثري الساحة الثقافية وينشط حركة الإبداع والترجمة.
ونسخة هذا العام من معرض مسقط الدولي للكتاب تحل فيه محافظة جنوب الشرقية كضيف شرف للتعرف على ما تزخر به هذه المحافظة من تنوع ثقافي وثراء فكري وفني وتراث حضاري وإبداع عُماني أصيل.. وكما قال سعادة الدكتور يحيى بن بدر المعولي محافظ جنوب الشرقية في تصريحات إعلامية فإن من يزور المعرض سوف يمكنه مشاهدة الفعاليات والبرامج الثقافية والفنية والتراثية التي تقدمها المحافظة التي تروي مراحل تطورها وما حققته من إنجازات تنموية كبيرة، وما وضعته من خطط مستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة في كافة المجالات، وذلك من خلال الكتب والإصدارات والصور والأفلام الوثائقية والأركان التوعوية التي توضح ما تتمتع به المحافظة وولاياتها من مقوِّمات سياحية وطبيعية وتاريخية.. إلى جانب الجلسات الحوارية والمحاضرات والندوات الثقافية والمسرحيات والأمسيات الشعرية والحلقات العلمية وفعاليات الطفل.
إن معرض مسقط للكتاب أثبت بالدليل القاطع أنه معرض دولي بصبغة ونكهة عُمانية خالصة.. فهو لا يقل تنظيما وأهمية عن أي معرض عالمي إلى جانب دوره في تعزيز دور السلطنة الثقافي وإثبات ريادتها في احتضان المهرجانات الدولية المختلفة.
نتمنى لمعرض مسقط للكتاب النجاح وأن يظل دائما وأبدا واجهة السلطنة الثقافية المشرقة التي تشع علما وثقافة وريادة.
* * *