تخطي إلى المحتوى
القرآن والإلحاد المؤدلج: تفنيد علمي لفكرة الإنكار في ضوء النص والعقل......... قراءة في كتاب "القرآن والإلحاد: نشأة الكون بين الإنكار والإلحاد" لغياث جيرودي القرآن والإلحاد المؤدلج: تفنيد علمي لفكرة الإنكار في ضوء النص والعقل......... قراءة في كتاب "القرآن والإلحاد: نشأة الكون بين الإنكار والإلحاد" لغياث جيرودي > القرآن والإلحاد المؤدلج: تفنيد علمي لفكرة الإنكار في ضوء النص والعقل......... قراءة في كتاب "القرآن والإلحاد: نشأة الكون بين الإنكار والإلحاد" لغياث جيرودي

القرآن والإلحاد المؤدلج: تفنيد علمي لفكرة الإنكار في ضوء النص والعقل......... قراءة في كتاب "القرآن والإلحاد: نشأة الكون بين الإنكار والإلحاد" لغياث جيرودي

في كتابه  "القرآن والإلحاد: نشأة الكون بين الإنكار والإلحاد" الصادر عن دار الفكر بدمشق في جزئين، يقدّم الباحث غياث جيرودي معالجة فكرية جريئة لقضية الإلحاد، متجاوزًا الطرح التقليدي الذي يكتفي بالمواجهة العقائدية، نحو تفكيك علمي وفلسفي دقيق لما يسميه "الديانة الإلحادية". فالكتاب جديد في فكرته ومنهجه، إذ لا يكتفي بالرد على الإلحاد من منطلق ديني، بل يسعى إلى تفنيد الأسس التي تقوم عليها الفكرة الإلحادية نفسها، ويؤكد أنها ليست مدعومة بالعلم كما يدّعي أربابها، بل تتناقض معه في جوهرها.

يعتمد الكاتب على الاكتشافات العلمية الحديثة، خاصة تلك المتعلقة بنشأة الكون، والضبط الدقيق، والاحتمالات الفيزيائية، ليبيّن أن هذه المعطيات لا تؤيد الإلحاد، بل تضعه في مأزق وجودي ومنطقي. ويخاطب بالدرجة الأولى الملحد أو المتجه نحو الإلحاد، محاولًا إيصال فكرة مفادها أن الصورة التي يسوّق لها الإعلام المؤدلج، والتي تزعم أن الإلحاد يستند إلى أسس علمية ثابتة، هي صورة زائفة، قائمة على التحريف والتضليل، وليست على حقائق علمية راسخة.

في هذا السياق، يبرز مفهوم الإلحاد المؤدلج بوصفه منظومة فكرية مغلقة، تُقصي الدين، وتُشيّء الإنسان، وتُفرغ الحياة من معناها الروحي والأخلاقي، وتتعامل مع الإنسان كمجرد مادة، في تجاهل تام لأسئلته الوجودية العميقة. ويكشف الكاتب كيف أن هذا النوع من الإلحاد لا يقدّم نفسه كموقف فلسفي متواضع، بل كبديل ديني له رموزه ومسلّماته، ويُروّج له بوصفه "الحقيقة العلمية"، في حين أنه يعاني من تناقضات داخلية وفراغ معرفي لا يملؤه العلم وحده.

الكتاب في جوهره دعوة إلى إعادة الاعتبار للعقل المتأمل، الذي لا يكتفي بالملاحظة، بل يسعى إلى المعنى، وإلى استعادة التوازن بين العقل والإيمان، بين العلم والروح، في مواجهة خطاب إنكاري يفتقر إلى اليقين، ويعاني من خواء وجودي. إنه كتاب لا غنى عنه لكل مسلم وباحث عن الحقيقة، ولكل من يواجه أسئلة الوجود في عالم تتصاعد فيه الأصوات التي تنكر الغيب، وتختزل الإنسان في معادلات مادية لا تروي عطشه إلى المعنى.

المصدر: 
دار الفكر