صدر حديثًا عن دار الفكر بدمشق ودار الفكر المعاصر في بيروت الطبعة الثانية من كتاب شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم للباحث والروائي الدكتور نزار أباظة حيث جاء الكتاب في 225 صفحة من القطع الكبير.
وفي تصريحه لـ»الوطن» يقول الدكتور أباظة: ما من علم مشهور في تاريخ البشرية وصفت حياته ودقائق أحواله كرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حتى قيل: إنه الرجل الوحيد الذي ولد تحت الشمس وعاش تحت الشمس ومات تحت الشمس من استهلال ولادته عليه الصلاة والسلام وحتى توسده قبره الشريف وهو الرجل الوحيد الذي سجلت أقواله بتفاصيلها وأحصيت عليه كلماته، ولوحظ سكوته، ووصف رضاه وغضبه، وعدت أيامه حيث عايشه أصحابه ساعة فساعة في إقامته وسفره، بل عرفوا ما كان يصنع في بيته وبين أهله من تصرفات صغيرة أو خطيرة فنقلها من عرفها لمن لم يقف عليها، ثم حفظها الصحابة ورعوها.. ثم دوَّنها من بعدهم في الكتب على نحو تحروا فيه الدقة.
وعن الكتاب يقول د. أباظة : يلحق بهذا البحث ما امتن به رب العزة على نبيه (ص) من المعجزات الباهرات الكثيرة.. فتوقف عندها وتناولها، وتوقف عند أعظم المعجزات على الإطلاق، وهي معجزة القرآن الكريم التي بقيت على صدر الدهر، تتحدى الزوال والتحريف، لتشهد على هذا النبي الذي ختم الله به الرسالات بعد أن أوفت البشرية على رشدها، وليكون هذا القرآن دليلاً على هذا الرشد. وهي معجزة لا تقارن البتة بسائر المعجزات التي قامت لحاجة ما، ثم انقضت.
وفي الكتاب صورة لبلاغة النبي (ص) وفصاحة منطقه وارتقاء حديثه الذي غيّر أسلوب العرب في التعبير عن الأفكار، لتصير سهلة المتناول، تجتمع فيها الكلمات القليلة، فتدل على المعاني الكثيرة، وبذا نقل النبي عليه الصلاة والسلام لغة العرب نقلة رائعة في أساليب الصياغة الفنية.
وأضاف:" ان الكتاب عاش مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته اليومية التي يمارسها من خلال صفته البشرية عليه الصلاة والسلام؛ في مأكله ومشربه وملبسه ومنامه ويقظته ونظافته وصحته ومرضه، وسوى ذلك مما يعيشه الناس والكيفية التي مارسها صلى الله عليه وسلم في كل ذلك.
والجديد في الكتاب هو محاولة جمع مفردات الموضوع من الأسفار المتفرقة؛ فبعض الكتب يقتصر على وصف صورة النبي صلى الله عليه وسلم الحسية والمعنوية وكتب أخرى تبحث في البلاغة النبوية، وأبحاث غيرها تتناول معجزاته صلى الله عليه وسلم ومن الباحثين من تفرد بالحديث عن القرآن الكريم وإعجازه فجاء هذا الكتاب بجمع كل أولئك وأضاف نصوصًا تشهد على ما ذهب إليه ثم حاول أن يعرض مادته عرضًا قريب المأخذ بأسلوب سهل.