شهد عام 2022 إنجازات عديدة ومثيرة في المجال الطبي، فبعد فيروس كورونا الذي تركزت أغلب الجهود العلمية لمكافحته، عاد العلماء والباحثون لاستئناف المشاريع التي أُجبروا على تأجيلها
وتضمّن تقرير نشرته قناة "الحرة" الأمريكية على موقعها أبرز الإنجازات الطبية خلال عام 2022:
علاج التصلب
صرّحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أيلول/سبتمبر عن أول عقار لعلاج المرضى الذين يعانون من التصلب الجانبي الضموري.
وأعلنت الهيئة الفدرالية الأميركية في بيان عن عقار "ريليفريو" بعد نجاحه خلال التجارب السريرية في إبطاء تدهور حالات المصابين بالمرض القاتل.
ويمكن تناول "ريليفريو" عن طريق الفم عبر أقراص، كما يُمنح أيضاً على شكل سائل عبر الوريد.
وتبدأ الإصابة بالتصلب الجانبي الضموري عادة في اليدين أو القدمين أو الأطراف، ثم تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ومع تفاقم حدة المرض وتدمير الخلايا العصبية، تضعف العضلات ويُؤثّر هذا في النهاية على المضغ والبلع والتحدث والتنفس.
ولادة توأم من أجنّة مجمدة
شهدت ولاية أوريغون الأميركية في الـ31 من تشرين الأول /أكتوبر ولادة توأمين من أجنّة مجمدة منذ 30 عاماً، وفقاً للمركز الوطني للتبرّع بالأجنّة، وهي مؤسسة لا تهدف للربح تُعنى بتخزين الأجنّة المجمدة التي استغنى عنها أصحابها.
ووُلِدَ التوأم من أجنّة قد تكون أطول أجنة مجمدة تؤدي إلى ولادة حيّة، بحسب المركز الوطني للتبرع بالأجنة.
أول زراعة أمعاء
أفادت السلطات الصحية الإسبانية بمنطقة مدريد في تشرين الأول/أكتوبر، بخضوع طفلة تبلغ من العمر 13 شهراً لأول عملية زرع أمعاء تُجرى في العالم أُخذت من شخص توقّف قلبه عن الانقباض.
وأعلنت السلطات الصحية في بيان أنّ مستشفى لاباز نجح في إجراء "أول عملية زرع أمعاء في العالم بعدما تبرّع بهذا العضو شخص توقّف قلبه عن الانقباض".
وأوضحت السلطات أنّ الطفلة إيمّا "خرجت من المستشفى وموجودة حالياً في منزلها مع والديها أنّا ودانيال وهي في حالة ممتازة"، بحسب فرانس برس.
دم مصنوع في المختبر
بدأ باحثون في بريطانيا خلال الشهر الماضي في تجربة سريرية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم وتتمثل في منح البشر دم صناعي.
وتلقى مريضان في المملكة المتحدة جرعات صغيرة جداً – تعادل ملعقتين - من الدم المزروع في المختبر خلال المرحلة الأولى من تجربة أوسع تهدف إلى معرفة كيفية أداء هذا الدم المصنوع مختبرياً داخل جسم الإنسان، بحسب شبكة "سي إن بي سي".
ويقول الباحثون إن الهدف ليس استبدال التبرع بالدم البشري المنتظم، والذي سيستمر خلال عمليات نقل الدم الاعتيادية التي تعتمد على المتبرعين.
لكن التجربة الجديدة يمكن أن تسمح للعلماء بتصنيع أنواع نادرة جداً من الدم يصعب الحصول عليها، ولكنها ضرورية للأشخاص الذين يعتمدون على عمليات نقل الدم المنتظمة في حالات مثل فقر الدم المنجلي.
تأخير مرض السكري
وافقت إدارة الغذاء والدواء الأميركية على جسم مضاد أحادي النسيلة، يُدعى "تيبليزوماب"، يمكن أن يؤخر ظهور مرض السكري من النوع الأول لسنوات.
وتحت علامة تجارية تحمل اسم "TZIELD"، يكون العلاج عبارة عن سائل وريدي يمنح المصابين بداء السكري – 8 سنوات فما فوق - من النوع الثاني لمدة 14 يوماً.
على الرغم من أن خبراء الصحة أطلقوا على العلاج اسم "تغيير قواعد اللعبة"، إلا أنه باهظ الثمن.
وتبلغ تكلفة هذا الدواء 13,850 دولاراً أميركياً للقارورة بإجمالي 193 ألف دولار على مدار 14 يوماً من العلاج، بحسب موقع "يو إس أيه توداي".
البنكرياس الاصطناعي
تم تزويد المئات من البالغين والأطفال المصابين في نيسان /أبريل، بداء السكري من النوع الأول في إنكلترا ببنكرياس اصطناعي، في أول تجربة على مستوى العالم أجرتها هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
ويستخدم الجهاز الرائد خوارزمية لتحديد كمية الأنسولين التي يجب إعطاؤها وقراءة مستويات السكر في الدم للحفاظ على ثباتها، بحسب صحيفة "الغارديان".
وبعد مراقبة كمية الأنسولين المطلوبة، يعمل البنكرياس الاصطناعي الذي يتم ارتداؤه بجوار الجسم، على ضخ هذه الكمية بداخل الجسم دون الحاجة لوخز الإصبع لاختبار نسبة السكر بالدم.
قلب خنزير
في أول عملية من نوعها، نجح جراحون أميركيون في زراعة قلب خنزير معدّل وراثياً في مريض بشري، حسب ما أعلنت جامعة ميريلاند.
وأوضحت كلية الطب في الجامعة الأميركية في بيان أن العملية الجراحية التي أُجريت خلال شهر كانون الثاني/يناير، أثبتت لأول مرة أن قلب حيوان يمكن أن يعيش في جسم إنسان دون رفض فوري.
وفي العملية التي استغرقت 9 ساعات، استبدل الأطباء قلب رجل يُدعى، ديفيد بينيت، بقلب خنزير وزنه 240 رطلاً تم تعديله جينياً وتهيئته خصيصاً لهذا الغرض.
وعلى الرغم من وفاة بينيت بعد شهرين من العملية إلا أن الأطباء اعتبروا ذلك التدخل الجراحي ناجحاً.
رسم خريطة الجينوم البشري
انتهى العلماء أخيراً من رسم خرائط الجينوم البشري بعد أكثر من عقدين من اكتمال المسودة الأولى، ونشر علماء في الأول من أبريل أول خريطة كاملة للجينوم البشري لتكمل جوانب كانت منقوصة في جهود سابقة.
وقد يعطي هذا الجهد أملاً جديداً في مجال البحث العلمي عن دلائل بخصوص الطفرات والتحورات المسببة للأمراض والتنوع الجيني بين سكان كوكب الأرض.
الذكاء الاصطناعي
يعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أكثر التقنيات الجديدة إثارة والتي غيّرت مشهد الرعاية الصحية في عام 2022، بحسب شركة "بروكلينيكال" المتخصصة في البحوث والصناعات الطبية.
ويثبت الذكاء الاصطناعي أنه مفيد للغاية عندما يتعلق الأمر بالاكتشاف المبكّر للأمراض ولتأكيد التشخيص الدقيق بشكل أسرع، فعلى سبيل المثال، في مرض سرطان الثدي لدى النساء، يتيح استخدام الذكاء الاصطناعي إمكانية مراجعة صور الثدي الشعاعية لتكون أسرع 30 مرة وبدقة تصل لـ 99 بالمئة، مما يقلل الحاجة إلى الخزعات غير الضرورية.
ويطبق الذكاء الاصطناعي أيضاً للإشراف على أمراض القلب في مراحله المبكرة، مما يسمح لمقدمي الرعاية الصحية باكتشاف المشكلات التي قد تهدد الحياة في وقت مبكر وفي مراحل أكثر قابلية للعلاج.
بالإضافة إلى ذلك، يساعد الذكاء الاصطناعي الأطباء على إنشاء برامج علاج أكثر شمولاً، مما يسمح للمرضى بإدارة حالاتهم بشكل أكثر فعالية.
ويعدّ البحث عن الأدوية واكتشافها أحد أحدث تطبيقات الذكاء الاصطناعي في علوم الحياة، حيث إن هذه التقنية قادرة على تبسيط عمليات اكتشاف الأدوية من خلال إيجاد طرق أكثر فاعلية لاكتشاف الأدوية وإعادة توظيفها، مما يقلل بشكل كبير من الوقت الذي يستغرقه تسويق دواء جديد وتقليل التكاليف المرتبطة به.