بعد إلغاء وتأجيل العديد من النشاطات الثقافية بسبب الجرائم الإسرائيلية في غزة، اضطرت وزارة الثقافة الجزائرية الوصية على الإبقاء على صالون الكتاب وتنظيمه في وقته، لظروف معيّنة حالت دون التمكن من تأجيله.
ونظرا للأوضاع التي تعيشها غزة، قامت وزارة الثقافة والفنون بتوجيه وتكييف نشاطات معرض الكتاب خدمة للقضية الفلسطينية، وما يحدث في غزة، حيث برمجت فضاء أسمته «فضاء غزة» احتضن مداخلات وندوات حول القضية الفلسطينية، ولقاءات ونقاشات حول الأدب والشعر والرواية الفلسطينية ودورها في المقاومة، إضافة إلى استقبال ضيوف فلسطينيين، منهم الشاعر الفلسطيني الكبير إبراهيم نصر الله، الذي كان ضيف المعرض في طبعته الجديدة.
وخصص «فضاء غزة»، لفلسطين المحتلة عبر لقاءات وإلقاءات شعرية، أبرزت تضحيات وكفاح الفلسطينيين ضد الاحتلال الصهيوني.
وفي هذا الصدد، نشط الشاعر والكاتب الفلسطيني، إبراهيم نصر الله، لقاء خصص لأدب الكفاح في البلدان العربية نصرة للقضية الفلسطينية، إضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات، من معرض للكتب وندوات ولقاءات حول الأدب والتاريخ والنضال الفلسطيني، وكذا أمسيات شعرية تضامنية مع غزة.
واستقبل الفضاء الرقمي عديد اللقاءات حول الكتاب والنشر والكتابة الرقمية وحقوق المؤلف في عصر التطورات التكنولوجية.
وبالرغم من استمرار أزمة الورق بسبب نقص المادة الأولية والأساسية للنشر وارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، ما زاد من تكلفة نشر الكتاب، وارتفاع أسعاره التي كانت في الأصل مرتفعة وتراجع المقروئية، إلا أن صالون الجزائر الدولي للكتاب شهد حضور جمهور واسع، حيث توافد أكثر من 2.7 مليون زائر على الدورة الـ26.
وأشار محافظ الصالون محمد إيقرب، إلى أن أكثر من 300 ألف عنوان مقترح من قبل 1283 ناشرا من 60 بلدا، منها 267 دار نشر جزائرية و478 إفريقية قد شاركت في الدورة الـ26 لصالون الجزائر الدولي للكتاب تحت شعار «إفريقيا تكتب المستقبل»، مع تنظيم سلسلة من اللقاءات والمجموعات المخصصة للأدب والفكر الإفريقي، نشطها عديد الكتاب والجامعيين البارزين، حيث شكل الأدب الملتزم في إفريقيا خلال القرن الـ21 والفكر الإفريقي أهم المواضيع التي تم التطرق إليها، فضلا عن لقاءات تكريما للزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا (1918-2013)، رمز محاربة نظام التمييز العنصري (الأبارتايد)، وفرانتز فانون المناضل المناهض للاستعمار. كما استقبل الصالون وجوها بارزة في الأدب الجزائري والإفريقي والعربي والدولي، وكتابا ومؤرخين وجامعيين نشطوا لقاءات ونقاشات حول الأدب والتاريخ والكتاب الرقمي والترجمة والكتابة الموجهة للطفل.