في كانون الأوّل/ ديسمبر 2004، التقى، في عمّان، ثلاثون شخصاً من أربعة عشر بلداً عربيّاً، من العاملين في مجال تشجيع القراءة والكتابة ومحو الأمّية، بهدف الاطّلاع على التجارب المختلفة في هذا المجال، والتفكير في أدوات للتعامل مع مسألة التعليم والتعلُّم في البلاد العربية، وكان من الأدوات المقترحة في هذا السياق استخدامُ الحكاية والحكي ضمن إطار ثقافي تربوي مفتوح، داخل وخارج الأطر التعليمية الرسمية.
مِن هنا وُلد مشروع "حكايا"، الذي ستتبلور فكرتُه في 2006، ويرى النور في 2008، كملتقىً سنوي يهدف إلى "تعزيز واستدامة وتطوير فنّ الحكي واستعادة مركزية القصّة في التعلُّم والفنّ والحياة". وقد قام المشروع على شراكة عدد من المؤسّسات؛ هي: "الملتقى التربوي العربي" و"مسرح البلد" في الأردن، و"المركز العربي للتدريب المسرحي" في فرنسا، وMS/Denmark في الدنمارك.
انطلقت فعاليات الدورة الخامسة عشرة من" ملتقى حكايا" السبت، وتستمرّ حتى السادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، متضمّنة مجموعةً من العروض التي يُقدّمها حكواتيون من الأردن وفلسطين ولبنان ومصر، وتتوزّع بين سبع محافظات أردنية؛ هي: عمّان، وإربد، والمفرق، وجرش، ومادبا، والبلقاء، والزرقاء.
تبدأ التظاهُرة بعرض حكي للأطفال بعنوان "الحقل المسحور"، يقدّمه نسيم علوان عند الحادية عشرة صباحاً في "مكتبة ليجيندا" بعمّان، وتُقدّم صفاء عبّاس، عند الثالثة بعد الظهر، عرض حكي للأطفال بعنوان "حكايا على حصيرة بحارتنا" في بلدة حوفا الوسطية بإربد، بينما يُقام حفل الافتتاح عند السابعة مساءً في "مركز إربد الثقافي"، ويتضمّن عرضاً موسيقياً بعنوان "موسيقى من سورية"، تُقدّمه مجموعةٌ من الموسيقيّين السوريّين والأردنيّين، بقيادة طارق الجندي، ويتضمّن أعمالاً موسيقية لمؤلّفين سوريّين.
يتواصل الملتقى لثمانية أيّام تُقام خلالها مجموعةٌ من الفعاليات التي تتوزّع بين عروض الحكي الموجّهة للأطفال والكبار، والورشات، واللقاءات والجلسات الحوارية. ومن بين تلك العروض: "جرّة لالال" لفيصل العزّة، و"الاختبار وجميلة الحكيمة" لهبة سعيدة، و"حكايات شعبية من القدس" لماجدة صبحي، و"خيال وأساطير" ليزم مصاروة، و"الحكي للجميع" لعاهدة مصلح، و"دي حكاية" لسامية شاهين، و"كلّ إنسان ينبض قلبه" لمنير فاشه وحمزة العقرباوي، و"حزمة قشّ" لنسيم علوان، و"مقتطفات من السيرة الهلالية" لبهاء طلبة.
تتضمّن التظاهرة، أيضاً، جلسةً نقاشية حول "الأثر النفسي والاجتماعي للحكايات"، وورشة عمل بعنوان "هل ضاع الخيال" من تقديم سالي شلبي وأنس أبوعون، ومعرضاً بعنوان "حكايا 15/ اليوبيل النحاسي"، إلى جانب "اللقاء الأوّل لمنظّمي مهرجانات الحكي في المشرق".