تبدو الحياة في بعض الأحيان مثل ذلك الحقل، يضيف برجس، وما الكتابة إلا محاولة للهرب منه: "يراودني هاجس من هذا النوع من الكتابة منذ زمن، لكن لحظة فاصلة في حياتي هي التي جعلتني أمسك بالقلم وأكتبني. لقد كنت في غاية الخفة وأنا أستعيدني منذ لحظة الوعي الأول، خفة تشبه اللحظة التي تعقب البكاء". ويكشف جلال برجس في سيرته الروائية تفاصيل رحلته مع الإبداع، ككاتب لا يكاد يمتلك من الوقت سوى ثلاث ساعات يوميًّا، وينعطف إلى المحطات غير المعروفة في حياته، في العمل وغير ذلك، ويسترجع الكثير من المشاهد التي لا يمكن نسيانها "مشهد أول شخص ميت، مشهد أول كارثة تحل بالعائلة، مشهد أول سلوك ديكتاتوري مارسه عليَّ معلّم الرياضيات، حين لم يوافق على ذهابي إلى الحمّام، فتبوّلتُ على نفسي".