تحت شعار "حلّق... بأجنحة الكتاب"، تُقام الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب من 28 أفريل إلى 7 ماي 2023 بقصر المعارض بالكرم.وتحمل هذه الدورة اسم وزير الشؤون الثقافية الأسبق ومؤسس هذه التظاهرة سنة 1982 الفقيد البشير بن سلامة. هذه الدورة، التي ترأسها للمرة الأولى منذ تأسيس التظاهرة، امرأة هي الدكتورة والأستاذة الجامعية ومديرة معهد تونس للترجمة، زهية جويرو، تستضيف دولة العراق "ضيف شرف رسمي"، ولاتفيا ضيف شرف برنامج الأطفال واليافعين، كما تحلّ مؤسسة "كتارا" القطرية ضيف شرف المؤسسات الثقافية.
وعقدت لجنة تنظيم الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب، التي تلتئم تحت سامي إشراف رئيس الجمهورية قيس سعيد، ندوة صحفية، في سهرة الثلاثاء بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، كشفت خلالها عن برنامج هذه الدورة وأبرز خصوصياتها.
وقد أكدت رئيسة لجنة التنظيم زهية جويرو حرص المنظمين على ربط علاقات استراتيجية فاعلة مع مؤسسات ومنظمات لها إسهامات قيّمة في مجال الثقافة بمعناها الشامل الذي يتجاوز حدود الكتاب ويصل إلى الإلمام بمواضيع وإشكاليات راهنة وطنيا ودوليا، على غرار التنمية المستدامة والتحديات البيئية ورهانات الرقمنة وغيرها.
وأفادت بأن هيئة الدورة الحالية اختارت الانفتاح على الجهات من خلال استضافة 6 ولايات (المهدية - تطاوين - القصرين- جندوبة - منوبة - زغوان) على مدى فعاليات الدورة بتلاميذها ومبدعيها من كتاب وشعراء للحضور والمشاركة في عدد من الفعاليات المبرمجة، على أن يتم في السنوات المقبلة استضافة ولايات أخرى بالتداول وذلك لفسح المجال لأكبر عدد من المبدعين للمشاركة في هذه التظاهرة العريقة وملاقاة جمهور القراء، والاطلاع كذلك على أحدث الإصدارات.
وحافظت الدورة 37 لمعرض تونس الدولي للكتاب على الجوائز المرصودة للمبدعين في مجال الكتاب والنشر، إذ خصّصت ست جوائز للإبداع الأدبي والفكري وجائزتين للنشر سيتم الإعلان عن الفائزين بها يوم الافتتاح الرسمي لهذه الدورة. وقد تم الكشف عن القائمات القصيرة للأعمال المرشحة لنيل هذه الجوائز بمختلف أصنافها وهي كل من جائزة "البشير خريّف للإبداع الأدبيّ في الرّواية" و "علي الدّوعاجي للإبداع الأدبيّ في الأقصوصة" و"فاطمة الحدّاد في الكتابات الفلسفيّة" و"الطَّاهر الحدّاد في الدّراسات الإنسانيّة والأدبيّة" و"مصطفى خريّف للشّعر" و"الصّادق مازيغ في التّرجمة من العربيّة أو إليها".
كما تم رصد جائزتين للنشر هما "عبد القادر بن الشيخ لقصص الأطفال أو اليافعين" و"نورالدين بن خذر لأفضل ناشر تونسي".
323 عارضا
وبينت أن إدارة المعرض ضبطت جملة من المعايير والشروط، قالت إنّ من من شأنها أن ترتقي بقيمة المعرض وصورته في الداخل والخارج، وليقدم للزّوار وجمهور الكتاب أحدث المنشورات، من بينها إلزام العارضين بألاّ يتعدى تاريخ إصدار منشوراتهم المعروضة سنة 2018.
وتسجّل هذه الدورة مشاركة 323 عارضا من 22 بلدا أي بزيادة أكثر من 100 عارض مقارنة بالدورة 36 للمعرض (11 - 21 نوفمبر 2021) وفق ما بينه مراد خليفة عضو لجنة التنظيم. وبرمج المنظمون أكثر من 100 نشاط موجه للكبار تراوح بين الندوات الفكرية والأدبية والقراءات الشعرية والقصصية وتوقيعات الكتب والحقائب الأكاديمية وغيرها.
أما البرنامج الموجّه للأطفال واليافعين، فيتضمن أكثر من 300 نشاط منها ماهو موجّه للفئات العمرية المبكّرة أي بين 3 و5 سنوات.
ويؤثث برنامج الأطفال فرق ومنشطّون مختصون من 18 بلدا سيقدّمون برنامجا ثريا ومتنوعا في جميع الاختصاصات الفنية على غرار الرسم والسينما ومسرح العرائس وفن الحكي والأدب.
لوحة "فرجيل" الشعار الدائم والرسمي للمعرض
وحافظت الهيئة المديرة على شارة المعرض المميزة له خلال الدورات الفائتة، وهي تتمثل في لوحة "فيرجيل" وهي لوحة فسيفسائية نادرة ووحيدة في العالم، توجد حاليا بالمتحف الوطني بباردو، وهي لوحة منسوبة إلى الشاعر الروماني "فرجيل" تعود للقرن الثالث ميلادي وقد تم اكتشافها بمدينة سوسة.
ويظهر "فرجيل" مرتديًا توجة بيضاء مزينة بالتطريز وممسكا بيده الموضوعة على ركبتيه لفافة من المخطوطات مكتوب عليها مقتطفات من الإنيدية. تحيط به على يساره آلهة الوحي المختصة بالتاريخ "كليو وميلبوميني" وتظهر وهي تقرأ، وعلى يمينه آلهة وحي التراجيديا "ميلبوميني" تحمل قناعا. أما شعار هذه الدورة "حلّق... بأجنحة الكتاب" فيعكس بحسب المنظمين، تثمين الكتابة والكتاب، ودورهما في رفعة الحضارات والإنسانية في سماء العلوم والفنون والآداب والفلسفة واللغات والحضارات والاكتشافات.
كما اختارت لجنة التنظيم تمثال العلاّمة عبد الرحمان بن خلدون شخصية رئيسية لمعلقة الدورة 37 نظرا لموسوعيته وثراء أثره في العلوم والفنون والترجمة الذاتية وعلم النفس التربوي والتعليمي والتاريخ والشعر وغيرهم، ونظرا أيضا لعبقريّته المعترف بها دوليا خاصة في علم الاجتماع، حيث بُنيت عليها أبرز أسس وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة.