هذا الكتاب يتناول نقطتين هامتين تشغلان بال معظم الباحثين في الدراسات الإسلامية. إحداهما: قديمة جديدة، وهي المذاهب الإسلامية التوحيدية، وشكلت مادة الباب الأول من الكتاب، نشأة علم الكلام والمذاهب التوحيدية في الإسلام. الثانية: حديثة كل الحداثة، وهي المذاهب والنظريات الفلسفية الحديثة، وهي مادة الباب الثاني من الكتاب: المذاهب والأفكار الحديثة في ميزان الإسلام. من أبرز سمات هذا البحث الحيادية والاعتدال، وإخضاعه لمعايير النقد العلمي حيث ابتعد المؤلف ما أسعفه الإنصاف عن العاطفة والانحياز. قدم الكتاب بين يدي بحثه القاعدة الذهبية التي يتوجب على كل باحث التزامها: هي اعتماد البحث العلمي الحيادي، والتأكيد على أنه السبيل الأمثل من أجل فهم الآخر وإفهامه. انتقل بعدها إلى الباب الأول، فتكلم فيه من خلال الفصل الأول على علم الكلام ونشأته، ثم على الفرق الناشئة في أحضان التوحيد. وفي الفصل الثاني تكلم على الفرق الإسلامية وما تقوم عليه من أسس وتبشر به من آراء واجتهادات، وجعلها نوعين، فرقاً عقدية وأخرى سياسية، وعدّد الفرق في كل نوع. في الباب الثاني: تكلم على المذاهب والأفكار الحديثة في ميزان الإسلام. ومن هنا كان لابد من تعريف هذا الميزان وبيان حدوده وشروطه. ثم بدأ بالمذاهب، ففي الفصل الأول تكلم على المادية الجدلية معرفاً بها، ذاكراً أبرز أعلامها، مفنداً مزاعم دعاتها بأسلوب علمي رصين، وفي الفصل الثاني تكلم على المادية التاريخية بالطريقة نفسها، تعريف، أعلام، نقد، وفي الفصل الثالث تكلم على المذهب الوجودي، وفي الفصل الرابع تكلم على النظريات التطورية، فعرفها، وعرض أهمها، وأخيراً أظهر ذلك الكشف العلمي الذي قضى على جميع فرضيات التطور. في الفصل الخامس تكلم على العِلمانية في الإسلام، فصحح ما انزلق إليه الباحثون والعامة على السواء من فتح العين. ثم بيّن ما لها وما عليها. ليختم الكتاب بتساؤل لا يخلو من استغراب، وهو: مع كل ما يتوافر من أدلة وبراهين لماذا يضل الضالون، وينحرف المنحرفون..؟!