تخطي إلى المحتوى
الغضب .. الغضب .. > الغضب ..

الغضب ..

هل ممكن تحويل طاقة الغضب إلى طاقة تغيير (البحث عن الهدف الاسمى من الغضب)، الغضب ليس سيء إنما يحوي نفع للانسان لأنه ليس هناك شيء ضار بالمطلق وهناك دائما بالعمق شيء نافع، غير أن الغضب بدون سبب أمر غير طبيعي والغضب الهادئ المكتوم هو أيضا غير طبيعي ويتطلب التوقف عنده فهو يسبب جرح للشخص الآخر حين نطلق الكلام الجارح ويبقى الجرح في القلب وبعد ذلك ننسى ويصبح التواصل مع المجروح مختلفا عن التواصل السابق.

إن ساعة الغضب ليس لها عقارب فهي تهدم سنين من العشرة في وقت قصير حيث كلمة جارحة تلغي مخزون كامل من المحبة والحب أي تهدم كل عطاء السنين الماضية وتتبدل العلاقة كليا بين افراد الاسرة او الاصدقاء او زملاء العمل.

وفي هذا السياق يجب معالجة الغضب ولجمه لأنه يؤدي إلى الندامة ولأن به يخرج الوحش الذي يسكن أعماقنا ليكسر كل شيء جميل ويهدم مخزون الحب الداخلي، ونحن لا ندرك ما يحدث إلا بعد مرور موجة الغضب وهذا يعني الوصول الى حال اليقظة وادراك حالة التوتر التي تتملك الشخص الغاضب .

يضاف إلى ذلك أن الغضب يجذب كل الأمراض لأن الشعور بالغضب يجذب الحزن والقهر وبالتالي يتحرك القولون العصبي وينمو السرطان وتتوالى حالات الاكتئاب المرضي وليس العرضي.

ومن الملاحظ أن الشخص الغاضب وهو في أعلى درجات الغضب يمكن أن يقوم بتحطيم المقتنيات ولكن يجب ان يحذر من أن يكسر مشاعر الشخص الذي أمامه لأن الكلمات وقت الغضب ليست وليدة اللحظة، فأي كلمة تقال وقت الغضب هي صادقة، فلا كلمة تخرج من العدم وهي صادقة، وعليه اذا غضب الانسان وبالاخص السيء ينكر فضل الاخر وينسى العشرة بينهما ويقول ما لا يقال وماليس بالشخص الذي أمامه وهذا يعني ان الانسان الغاضب لا محالة بحاجة إلى علاقة جديدة مع عواطفه.

أنواع الغضب:

_الغضب الناتج عن ردة فعل على الخيانة أو الانتهاك بالخصوصية أو أي انتهاك بالعلاقات الاجتماعية بما يمس الحدود والقيم وهذا يعني تجربة عاطفية سلبية تتضمن الاحساس بالاهانة في اطار علاقة اجتماعية.

_ غضب لا يتعلق بالشخص نفسه انما مرتبط بالمنظومة الاخلاقية للمجتمع أو المحيط الخارجي حوله، كأم تضرب ابنها بالشارع او حوادث الحروب.

أسباب الغضب

__ ألم دفين مخبأ ومخزن: يظهر الغضب حين يتحرك الألم الداخلي، لأن الغضب هو غلاف الألم ، والألم هو نداء داخلي لحب الذات ويتغطى بالغضب الذي يحرك الألم نحو الخارج. وهذا يفسر بالصدمات القديمة التروما فعندما تسمع كلمة أو أغنية او ترى منظر او صورة او يحدث موقف ما هذا يؤدي بدوره إلى الغضب، اذن يجب معالجة الألم حتى لاتغضب دائما.

إن هروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر تألم حتى تشفى، وكثيرا ما نهرب من الوجع ولكن الجرح يبقى مدفون في الاعماق والنتيجة الغضب على أعز الناس حولنا اذن لابد من معالجة الالم والجرح وتنظيفه حتى لايعود بهيئة حزن وغضب اخر.

__ ضعف الحدود الشخصية: الغضب ينبه إلى حدود الفرد وقيمه الاجتماعية المهمة له. يظهر الغضب عندما يخترق انسان ما حدود الفرد أو قيمه وعليه الغضب ينبه لتغيير السلوكيات، أي طرح السؤال التالي ماهو الحد الذي يتعدى الناس عليه حتى اغير سلوكياتي؟؟ أو ماهي تلك الحدود التي اجعل الأخر يقف عندها؟؟؟

فعلى الانسان أن يفصح ويحاور الاخر بتلك الحدود والقيم التي لديه أمام الاخر.

الغضب يحدث عندما يتعدى انسان لحدود وقيم الاخر مما يسبب تخزينه في الداخل وبعدها يحدث في لحظة ما انفجار لهذا المخزون الغضبي على الافراد في محيطه وعلى الاغلب لايكونوا هم مسببي الغضب. وهذا يعني أن وجود الغضب لابد من ان نفهم أن هناك شيء بالداخل ألم بالداخل لابد من معالجته.

__ الاجهاد والضغط العصبي: يتولد الضغط في هذه الحالة من الاجهاد في العمل أو تصرف او سلوك شخص ما واجبار نفسك على تحمل ذلك ودفعه داخليا وهذا يسبب غضب داخلي .

__ الشعور بالاحباط: اي رغم كل محاولات الفرد وجهوده لتحقيق طموحاته لايحصل على شيء ولا يصل لأهدافه وبالتالي يتحول هذا الشعور الى غضب.

ماالعمل لتغيير الغضب؟؟ ممكن ان يكون بالكتابة أو الرياضة او التدريب بمساعدة الأخرين لتحويل الغضب وطاقته إلى شغف وهذا يساعد على تفريغ الانسان من مفهوم الضحية والمظلومية، ممكن بالصراخ لاخراج كل طاقة الغضب أي لابد من التعامل مع الغضب بالتفريغ وبالطرق المذكورة .

الغضب هو شعور طبيعي وحالة نفسية طبيعية ولكن على ان لايكون الفرد اسير هذا الشعور، حين يخرج الغضب عن السيطرة فالفرد الغاضب هو اسير لهذا الغضب اذن فهو بحاجة الى علاقة جديدة مع عواطفه واخراج الغضب، كما ان السيطرة على الغضب تستدعي تجنب المحفزات والشخص المستفز واخراج الغضب بالحوار، وتجنب الاجهاد وأيضا تجنب الاشخاص التي تستنزف طاقتك وعليك ان تتعاطف مع ذاتك ولاتجلدها ولاتخمر الألم وغلافه واخرج الغضب الى الخارج وليس الى الداخل وابق حنون مع حالك.

ويمكن علاج الغضب بين شخصين بضمة صغيرة أو عناق لطيف الذي بدوره يطفئ كل اسباب الغضب وهذا حصرا في حالة الغضب العابر مثال الام وأبنائها، المحبين، الاصدقاء....

في نهاية القول لاتتصرف باي فعل كان وانت في حالة الغضب ولاتأخذ قرار اوترسل رسائل او تواجه الاخر عليك حتى تهدا ثورة الغضب.

وبالنتيجة يوجد شيء مشترك بين الغاضبين والسعداء فالشخص الذي لايعبر عن غضبه يصل لمرحلة الاكتئاب وإلى أعلى درجات الغضب أما الذي ينفس عن غضبه في النهاية هو سعيد.

المصدر: 
فيسبوك