هل صادفت هؤلاء الشخصيات الذين يبالغون في إظهار مشاعرهم، ويميلون للاستعراض، ويستخدمون أساليب التلاعب ليحصلوا على ما يريدون، ويحرصون على أن ينظر لهم الجميع؟ هذه الشخصيات، ليست طبيعية، بل مصابة باضطراب الشخصية التمثيلي (الهيستيري).التعامل مع مثل هذه الشخصيات ليس أمرًا سهلًا، لذا يجب معرفة دواخل هذه الشخصيات. وقد عُرفت شخصيات شهيرة بهذا الاضطراب مثل كيم كارديشيان، ومايلي سايرس، وكذلك ميجان فوكس التي كانت تحرص أن تكون بؤرة الاهتمام، والتي تضع وشمًا لشخصية أخرى يعتقد أنها مصابة أيضًا باضطراب الشخصية التمثيلي وهي مارلين مونورو، نجمة الإغراء الشهيرة!
وهناك 3.8 مليون شخص في أمريكا شُخص بهذا الاضطراب، ويصاب به 1.8% من السكان في العالم. وتشخص هذه الحالة في النساء أكثر من الرجال. وتمثل ثلثي الحالات المعروفة، لكن يُعتقد أن النساء تبلغ عن الاضطراب بشكل أكبر.
ما هو اضطراب الشخصية التمثيلي؟
يعرف اضطراب الشخصية التمثيلي أو الهيستيري (HPD) عند الجمعية الأمريكية للطب النفسي بأنه المبالغة في إظهار المشاعر، والبحث عن الاهتمام، واتباع السلوك المثير. ويبدأ هذا الاضطراب عند فترة البلوغ، ويميل الأشخاص المصابون به دائمًا إلى السلوك الدرامي اللافت للأنظار، ورد الفعل العاطفي. ويمتلك هؤلاء الأشخاص مهارات اجتماعية قوية، لكنهم يلجأون لها للتلاعب بالآخرين، ويحرصون دائمًا أن يكونوا بؤرة الانتباه، وهو اضطراب يؤثر في العلاقات بشكلٍ كبير. فهم يميلون للأنانية، ولا يعيرون اهتمامًا للآخرين.
صدمات الطفولة وأسباب أخرى وراء اضطراب الشخصية التمثيلي!
سبب هذه الحالة غير معلوم، لكن بعض الخبراء يرون أن السبب ينبع من صدمات الطفولة مثل الموت، أو طلاق الآباء، والإهمال. وقد تتطور اضطرابات الشخصية باعتبارها نوعًا من أنواع التكيف، والتعويض. كذلك تعد الإساءة النفسية، والعاطفية، والجنسية للأطفال؛ أحد الأسباب. ويرجح بعض الباحثين أسبابًا بيولوجية، وعوامل وراثية للإصابة بهذا الاضطراب. فإصابة الأم، أو الأب تعطي فرصة أكبر لإصابة الأطفال، علاوة على العوامل الاجتماعية، مثل كيفية تفاعل الشخص مع محيطه في فترة نموه المبكر.
الاضطرابات لا تأتي فرادى
يقع اضطراب الشخصية التمثيلي في المجموعة (ب) من الاضطرابات النفسية، وهي مجموعة الاضطرابات التي يتميز بها المصاب بالدرامية، مثل اضطراب الشخصية الحدية، واضطراب الشخصية النرجسية، واضطراب الشخصية المعادية للجميع، ومن المعتاد أن يصاب الشخص بخليط من اضطرابات المجموعة ذاتها. ويمكن أن يصاب الشخص ببعض سمات الاضطراب، دون أن يصاب بالاضطراب ككل. ويصاحب اضطراب الشخصية التمثيلي، أمراض مثل الاكتئاب، واضطرابات القلق، واضطرابات الطعام.
ما هو الفرق بين اضطراب الشخصية التمثيلي واضطراب الشخصية الحدية؟
هناك تداخل كبير بين الاضطرابين، وهناك بعض الخبراء لا يفرّقون بين الاثنين، وتبعًا لدليل تشخيص الأمراض النفسية (DSM-5)، فاضطراب الشخصية الحدية يتميز أيضًا بتقلب المشاعر السريع، والبحث عن الانتباه، والسلوك المتلاعب، والتعبير القوي عن المشاعر، إلا أن اضطراب الشخصية الحدية يتميز بتدمير الذات، والاضطرابات في المشاعر، والمشاعر القوية بالفراغ، علاوة على اضطراب الهوية.
ما هي أعراض اضطراب الشخصية التمثيلي؟
تبعًا لدليل تشخيص الأمراض النفسية ينبغي أن يكون الفرد مصابًا بخمسة أعراض على الأقل، ليطلق عليه مصاب باضطراب الشخصية التمثيلي، وهذه الأعراض هي:
- السلوك الاستعراضي.
- اتخاذ قرارات متهورة.
- المبالغة والمسرحية في إظهار المشاعر.
- لا يرتاح الشخص عندما لا يكون في بؤرة اهتمام الجميع، فيلجأ لرفع صوته، أو فعل أشياء جنونية ليوجه الناس أنظارهم إليه.
- البحث عن التأييد من الناس، ليرضى عن ذاته، لأنهم لا يشعرون داخليًا بقيمتهم.
- تفاعله مع الآخرين غالبًا مغرٍ، خاصةً للجنس الآخر، أو يسلك سلوكًا استفزازيًا غير لائق، بحثًا أيضًا عن لفت الانتباه.
- يبالغ في المظهر الجسدي بشدة.
- يتصرف في العلاقات بشكل أكثر حميمية، مما هي عليه في الحقيقة.
- يتأثر بشدة بالآخرين.
- التغير الشديد في المشاعر.
كيف يمكن التعامل مع شخص مصاب باضطراب الشخصية الهيستيري؟
إذا كان في محيطك هذا الشخص سواء صديق، أو أخ، أو زوجة لن تستطيع قطعه من حياتك، لكن عليك أن تتفهم حالته، وتعرف كيف تتعامل معه. وأول الطرق للتعامل هي معرفة أعراض الاضطراب، لمعرفة كيف يتصرف الشخص من منظوره.
العلاج الكلامي والأدوية.. كيف يُعالج اضطراب الشخصية الهيستيري؟
يتضمن اضطراب الشخصية الهيستيري أمدًا طويلًا من السيكوثيرابي أو العلاج الكلامي، أو العلاج السلوكي المعرفي، مع معالج له خبرة في هذا النوع من الاضطرابات، وتكمن صعوبة العلاج في أن هؤلاء المرضى يبالغون في أعراضهم، والعلاج النفسي الديناميكي، والعلاج الجماعي، وكذلك يمكن وصف بعض الأدوية للأعراض المقلقة.