روبرت كرين هو المؤسس لمركز الحضارة والتجديد في الولايات المتحدة الامريكية، بعد حصوله على شهادة الدكتوراه في القانون من جامعة هارفارد، وبعد تأسيسه لصحيفة " هارفارد " للقانون الدولي وتسلمه منصب الرئيس الاول لجمعية هارفارد للقانون الدولي، عمل لمدة عقد من الزمن في " المراكز الاستشارية لصناع السياسة في واشنطن “. وفي عام 1962 شارك في تأسيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية، ومنذ عام 1963 حتى 1968 كان اكبر مستشاري الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون في السياسة الخارجية. وفي عام 1969 عينه الرئيس نيكسون نائباً لمدير مجلس الامن القومي في البيت الأبيض، وغادر البيت الأبيض على اثر استلام هنري كيسنجر وزارة الخارجية الامريكية بسبب اختلاف في وجهات النظر حول المسألة الفلسطينية، حيث كان من مؤيدي انشاء دولة فلسطينية منذ تلك الفترة .
اشهر اسلامه عام 1980 وسمى نفسه / فاروق عبد الحق / وعمل بعد اسلامه مديراً للقسم القانوني للمجلس الاسلامي الامريكي، وهو الرئيس المؤسس لرابطة المحامين الامريكيين المسلمين، ومدير مركز دراسات المجتمعات الإسلامية المعاصرة بمؤسسة قطر/ . ويتقن ست لغات حية ، متزوج وأب لخمسة أطفال .
نشر عشرة كتب ، وخمسين مقالة اختصاصية حول الانظمة القانونية المقارنة والاستراتيجية العالمية وادارة المعلومات
نعيد نشر حوار معه تم بعد مرور عام على احداث 11من سبتمبر2001
* كيف يمكننا قراءة حدث 11 سبتمبر بعد مرور عام على وقوعه ؟
لقد قوي الأثر النفسي بدلا عن تراجعه في الذاكرة , يتزايد وعي الامريكيين بأن بلادهم معرضة الان وللمرة الاولى للتطورات التاريخية في بقية العالم , ويعتبر الاميركيون من اكثر شعوب العالم تدينا , لذلك فان الاستجابة متجذرة بشكل لايمكن تفاديه في الدين .
يجهل معظم الأميركيين ما يدور في العالم من حولهم , ولم تفعل وسائل الإعلام الشيء الكثير لتعليمهم بعد 11 سبتمبر . لم تفكر الغالبية العظمى في رمزية الهجمات والتي استهدفت الرموز المالية والعسكرية للقوة العالمية للولايات المتحدة . يعتقد معظم الأميركيين ببساطة بأن أولئك المسؤولون عن الهجمات الإرهابية يكرهون الديمقراطية , حقوق الإنسان , وأي شيء يحبه الأميركيون ,
وبتشجيع من جماعات المصالح المتطرفة , خاصة من قبل الصهيونيين العلمانيين والمسيحيين المؤمنين بالعصر الألفي السعيد , يعتقد معظم صناع القرار ورجل الشارع بأن الولايات المتحدة تخوض الآن حربا ضد الشر , وان بقاء أميركا وحضارة العالم في خطر , وانه يتوجب على أميركا التضحية بأولوياتها في ميزانيتها المحلية وبأعداد كبيرة من حياة الأميركيين , كما فعلت في محاربة توأم الشر ستالين وهتلر .
كانت هذه الرسالة التي خرجت من البيت ألا بيض مباشرة بعد أحداث 11 سبتمبر , وتكثفت هذه الرسالة خلال التحضير للحرب على العراق بعد عام من ذلك .
* كرجل قانون وسياسة , هل أنت مقتنع حقيقة بمسؤولية أسامة بن لادن عن الهجمات ؟ وهل يتطلب ذلك هجوما على افعانستان , وهذه الحرب التي يخوضونها الآن ضد ما يطلقون عليه الإرهاب ؟
كمحام أقول انه مع افتراض البراءة , قد لا يدان أسامة بن لادن أمام القضاء بشأن الهجوم على مركز التجارة العالمي والبنتاغون . ومع ذلك فان ثناء ابن لادن على الهجمات يشير إلى أنه شريك في المؤامرة على الأقل ويستحق اللوم .
من المحتمل أن اعظم نقاط ضعف المسلمين في تفسير الهجمات تأكيدهم على أن شخص أو قوى أخرى هي المسؤولة عن القيام بها . إن ذلك يقلل من مصداقية المسلمين في محاولة تركيز الانتباه على الأسباب الخفية , والتي تمثلها المظالم المستعصية عبر العالم , التي تدعمها الحكومة الأمريكية سرا او علنا. لا يجب أن يوصم المسلمين بذنب معين قام به أفراد , لكن يجب إدانة شرور 11 سبتمبر كمثال على انعدام القانون الأمر الذي يهدد بشكل متزايد النظام , العدالة , والحرية في العالم خلال هذا القرن .
لا يجب على المسلمين أبدا الاعتذار عن الهجمات , لأن ذلك يمثل موافقة ضمنية على مذهب الذنب الجماعي , والذي يعتبر أمرا غير إسلامي البتة . لكن على المسلمين إدانة الحدث لأنه مثل ساطع على الشر و يعرف باسم ( الحرابة ) التي تدمر ليس فقط الأفراد بل مجتمعات بكاملها .
* كيف يمكن فهم انعكاسات الحدث على الموقف السياسي , الاقتصادي والاجتماعي داخل أميركا ؟
إن أحداث 11 سبتمبر يبدو جليا على كل جوانب الحياة , رغما عن أن الحكومة تشجع الأميركيين على العيش بصورة عادية كما لم يحدث شيء غير اعتيادي .التأثير السياسي تمثل في تدمير أولى أولويات الرئيس بوش المتمثلة في تغيير الحزب الجمهوري , من مجموعة من المتنفذين الأثرياء الذين يهتمون فقط بتخفيض الضرائب , إلى قوة تسعى لنشر الحكمة والالتزام بأديان العالم وقدرة الحكومة بمساعدة المؤسسات الخاصة لمد العون إلى المهمشين واليائسين في المجتمع .
وقد صارت الأولوية منذ حدوث الهجمات وضع الحزب الجمهوري باعتباره أكثر قوة موثوق بها لمحاربة الإرهاب في الداخل والخارج , وإذا تم ذلك عبر الإخلال بحكم القانون والتخلي عن كل اهتمام بالعدالة في الخارج , فإنه الثمن الذي يجب دفعه مقابل بسط الأمن في الداخل والاستقرار في الخارج .
* يرى البعض بأن الحرب المعلنة ضد الإسلام والعرب دينية أو صليبية كما يرى الرئيس بوش , ما رأيك ؟ وكيف يمكن تفسير ما يدور حاليا ؟
تعتمد كل السياسات الأمريكية في أوقات الطوارئ على الدين , وظلت كذلك منذ أن سيطر المنشقون على الكنيسة الانجليكانية على شركة ماساشوسيتس باي في عام 1629. وقد قام أجدادي بأول ثورة ناجحة ضد التاج البريطاني في عام 1672 , وكان أحدهم أول قسيس بالكونغرس الأميركي في عام 1789 , وقام آخر بتعميد أبراهام لنكولن عندما كان طفلا , بعد عشرين عاما من ذلك .كان كل الأميركيين , وحتى عندما كنت شابا على الأقل , مقتنعين بأن أميركا لديها مهمة ربانية بأن تكون نموذجا لكل العالم , عندما يسود اعتقاد بوجود ديانة أو أي شخص يمثل تهديدا لهذا النموذج فان على الأميركيين الوطنيين شن حرب ضده . سيندهش كل الأميركيين تقريبا إذا تناهى إلى علمهم أن الكثير من الناس في العالم يعتبرون بلدهم مارقا , كلهم تقريبا يعتقدون بأن جهود أميركا في الحفاظ على الوضع الراهن في العالم بمثابة أمر مقدس , رغما عن الحقيقة القائلة بأن مثل هذا الطموح المثالي بالضرورة يحمل موافقة ضمنية على كل المظالم المتوارثة من هياكل العولمة المالية , الاقتصادية والسياسية .
* ما هو تعريفك للإرهاب ؟ هل تراه مثل الجهاد في الإسلام ؟ وما هو الجهاد في نظرك ؟
ان أفضل تعريف للإرهاب هو أي فعل ضد الناس الأبرياء لأجل هدف سياسي لا يتفق معه , بكلمات أخرى , كلمة إرهاب ليس لديها معنى مفعول به وإنما يأتي دائما فاعلا.
إن كلمة إرهاب جزء من ما يسمى بالحرب تتسم بالتقليد والمحاكاة . المحاكاة عبارة عن كلمات أو مقاطع من جمل يمكن أن تهيمن على العقل الإنساني بشكل سري بهدف إفساد التفكير العقلاني . كل خطيب جيد يشترك في التحكم التقليدي بالمشاهدين , ويتدرب الخطباء سواء كانوا دينيين أو سياسيين على هذا الفن لسنوات , إن ذلك يمثل الهدف الذي يقوم على أساسه قسم الحرب النفسية بوكالة المخابرات المركزية , والتي هي في الأساس جانب واحد من مسؤوليتها إزاء ما يسمى ب (المعلومات الخاطئة) .
بينما يعرف الجهاد على مر القرون بحذر . يدعو حديث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلم إلى أن ينأى بنفسه عن الكبائر , إن الجهاد الأكبر هو بذل مجهود لحماية حقوق الإنسان , بينما الجهاد الأصغر يعتبر مساويا لما طوره المسيحيون سابقا باسم ( الحرب العادلة) والتي تحتوي على متطلبات معينة تجعل من الحرب شيئا مسموح به فقط في ظروف نادرة .
النوع الثالث من الجهاد والذي ذكر في القرآن هو الجهاد العقلي والذي يجب أن يقوم على النوعين الأوليين ويعتبر هاما في الألفية الحالية .
* كيف ترى انعكاسات 11 سبتمبر على الحركات والمنظمات الإسلامية في أميركا ؟
رغما عن الجهود النشطة من كل المنظمات الإسلامية لمواجهة الهجوم المتزايد على الإسلام من قبل وسائل الإعلام , ويبدو أنهم يخسرون المعركة , كانت النتيجة شلل افتراضي في( الغالبية الصامتة) , والتي كانت دوما صامتة حتى قبل وقوع الهجمات لكنها كانت ترغب في مساعدة الناشطين ماليا , الآن كل واحد يتابع شؤونه الخاصة فقط . الآن مات مجتمع الدعم او يحتضر . تمنى بعض المسلمون بأن تؤدي أحداث 11 سبتمبر إلى تحول من الدعم الخارجي إلى الداخلي , ولكن النتيجة كانت عكسية , وكاد ينعدم الدعم الخارجي.
* كيف ترى العلاقة بين الإسلام والغرب على ضوء هذه الأحداث ؟ هل يمكن مد جسور الثقة بينهما مجدداً ؟
لقد بدا لي الأمر جليا منذ أن نشر هنري كسنجر مقالة يوم 12 اغسطس الماضي , بأن الولايات المتحدة سرعان ما ستقوم بهجوم كبير على العراق , الأمر الوحيد الذي تتم مناقشته الآن متى يرى البعض بأنه يجب بذل جهد مقدر لتسوية المشكلة الفلسطينية . بينما يرى آخرون بأن أي تأخير سيزيد مما دعاه كيسنجر ( الردع الذاتي) . ويحاول أولئك الداعون إلى (الهجوم الآن) بأن أي تأخير سيزيد من احتمال رد صدام حسين باستخدامه أسلحة الدمار الشامل . يهتم صناع السياسة بأن أي هجوم على العراق قد يؤدي إلى هجوم عراقي مدمر على إسرائيل . مثل هذا الردع الذاتي يمكن التغلب عليه فقط عبر الإطاحة بصدام حسين في أسرع وقت ممكن .
يجب مناقشة أمر الحوار الحضاري وترميم جسور الثقة فقط بعد مهاجمة العراق لن يتم تحقيق تقدم ملموس حتى ذلك الحين . بالطبع قد تكون الفرص حينها أقل . آخر ما كتبته عن الإسلام والغرب والبقية , تم تلخيصه ونشره في جريدة من خمسين صفحة بعنوان (توضيح رؤية عامة عن أميركا ) توجد على موقع www.cuii.orgالتابع لمركز فهم الإسلام الذي أتشرف برئاسته . وهناك أوراق عمل أخرى يمكن الحصول عليها من جريدة شهرية على الإنترنت بعنوان www.theamericanmulim.
* إن المسألة الفلسطينية الأكثر تأثرا بهذه الهجمات ، ما رأيك؟ كيف ترى مستقبل الصراع في الشرق الأوسط على ضوء خطاب بوش ورؤيته بشأن مستقبل عملية السلام ودعمه الكامل لشارون ؟
إن مقالاتي عن فلسطين والصهيونية العلمانية متوافرة في جريدة شؤون الشرق الأوسط التي قمت بتحرير موضوعاتها مدة ثلاث سنوات وحتى عام 2002 ,وقد قام بتأسيسها د. أحمد يوسف الذي أصبح واحدا من المؤسسين لحركة حماس , عندما كان يقيم في دولة الإمارات , وكان ينظر إليه باعتباره معتدلا , الأمر الذي يبرر عدم تعرضه للاعتقال في الولايات المتحدة , رغما عن أن المعتدلين يمثلون تهديدا للمتطرفين في الحكومة الأمريكية .
لم أؤيد من قبل قيام دولة فلسطينية مستقلة أو دولة صهيونية , لأنه سينتج عنها إحياء أقليات تستطيع فقط تغذية حرب مستقبلية مدمرة لكل الأطراف المعنية . إن السيناريو الذي أفضله قدمه بشكل جيد نورمان كيرلاند رئيس مركز العدالة الاقتصادية , والذي قمنا بإنشائه منذ سبعة عشر عاما خلت , في ورقته اتحاد أبراهام إطار عمل جديد للسلام في الشرق الأوسط ويمكن الحصول على هذا الموضوع ضمن عدد سبتمبر /اكتوبر من مجلة المسلم الأميركي والتي بدأ نشرها على الإنترنت بداية هذا الشهر . إن أكثر فشلين سجلتهما السياسة الأميركية في نصف القرن الماضي هما الفشل في دعم العدالة في فلسطين والفشل في دعم الرئيس خاتمي في إيران . قد أكون بسيطا في التمني بأن الأزمات المتنوعة لعالم ما بعد العراق ستجعل من الممكن للولايات المتحدة أن تحقق مصالحها الذاتية .
* هل انت مع النضال الفلسطيني ؟ وما تقييمك للعمليات الاستشهادية في المناطق المحتلة ؟
إن الانتفاضتين مشروعتان ، لأن المادة 51 من دستور الأمم المتحدة يجعل من المقاومة المسلحة ضد الاحتلال الأجنبي ليس فقط حقا مشروعا بل في بعض الظروف واجباً . إنه مشروع أخلاقياً , لأنها استوفت كل متطلبات الجهاد الأصغر . حسب وجهة نظري , إن العمليات الاستشهادية برايي غير مشروعة , رغم أن الشيخ يوسف القرضاوي يعظ بعكس ذلك في الظروف الحالية في فلسطين .
رأيي أن الفلسطينيين قد يكونون أكثر فعالية في الحصول على دعم أميركي لأجل العدالة إذا قاموا بما فعله غاندي في الهند سابقا و حيث تبنى المقاومة السلمية من قبل أولئك الذين أثبتوا استعدادهم للنزاع المسلح والذين اعتمدوا على القوة الروحية . وأعتقد بأن القوة الروحية التي تمتع بها غفار خان في منطقة الباشتون أو ما يعرف الأن بالباكستان وافغانستان خاصة في أوائل الثلاثينات حيث ذكر غاندي بأنه بدون غفار خان لم يكن ممكنا التغلب على الاحتلال البريطاني للهند . وتوصل المؤرخون إلى أن المقاومة السلمية للباشتون في ظل قيادة غفار خان كانت الحدث الرئيسي الذي أدى لانهيار الإمبراطورية البريطانية . المفتاح يتمثل في القوة الروحية , إنها ستكون أكثر فعالية في مواجهة شارون باعتبار أنها نجحت حتى في تحدي ستالين , وستؤدي إلى تدمير الدعم الذي تتلقاه الصهيونية في أميركا لا شىء آخر يمكنه القيام بذلك .
* هل تعتقد بأن أميركا ستشن هجوما على العراق ؟ هل سيتوقف العمل العسكري الأمريكي أم سيتواصل ليشمل دولا عربية واسلامية أخرى ؟
إن قيام أمريكا بهجوم على العراق مؤكد بنسبة100% بالنسبة للوقت الحاضر , فإن استراتيجية ما بعد العراق هي استخدام نموذج لعراق ديمقراطي , تحت وصاية أميركية , لتهديد حكومات دول قريبة حتى تستطيع القوى التي لها علاقة بأميركا السيطرة على السلطة , وكما نقول في طريقة التعبير الأميركية (احلموا) .
* هل لدى الأوروبيين وجهة نظر مختلفة عن الأمريكية حول ما يجري ؟
يتهم صناع السياسة الأمريكيون الأوروبيون بالحرص على مصالحهم الاقتصادية بغض النظر عما يجب القيام به , في حين أن الأروبيون يتهمون الأمريكيين بالمثل .يتهم المسؤولون الأميركيون نظرائهم الأوروبيون بالأحادية بعدم الانضمام لكونسورتيوم القوى النووية الشرعية (روسيا الصين,اليابان,الهند واسرائيل) في معارضة محكمة الجزاء الدولية الجديدة . بينما يتهم الأوروبيون أميركا بمعارضة المبادرات الجماعية في الأساس
قد تكون النتيجة الرئيسية لهجوم أميركا على العراق حل حلف الناتو لأنه على كل حال في غير زمانه الصحيح .
* باعتبارك قانوني , ومن وجهة نظر تتعلق بحقوق الإنسان , كيف ترى الطريقة التي يُعامل بها أسرى طالبان والقاعدة في امريكا , بغض النظر عن مسؤوليتها بشأن أحداث سبتمبر ؟
السؤال الرئيسي هو ما إذا كان هؤلاء سجناء حرب أم متهمين جلبوا ليمثلوا أمام العدالة , منذ أن قرر الرئيس بوش القيام بهجومه على طالبان بدلا عن البدء في إجراءات قضائية , كل الذين أسروا يجب حمايتهم بواسطة ميثاق جنيف , إذا اعتبروا مجرمين خاضعين لقوانين جنائية عادية ,فإن معظمهم يجب إطلاق سراحهم فورا , وهو السبب الوحيد الذي دعا الرئيس بوش لتصعيد هجومه على أفغانستان بصورة شرعية إلى مستوى الحرب العامة .
* ما أولويات الحركات الإسلامية على ضوء الأحداث التي تجري حاليا ؟
نفس ما كان سابقا ,لم يتغير شيء أساسي بخصوص البحث عن العدالة . ورغما عن ذلك , فإنه من الأهمية الاستراتيجية بمكان حاليا تهميش المتطرفين , خاصة الذين يتبنون العنف منهم .يجب على الإسلاميين أخذ القيادة في محاربة الإرهاب ,لأنه ليس هناك غيرهم من يستطيع ذلك , يجب علينا نحن المسلمين ترتيب البيت من الداخل ,حتى لايرى صناع السياسة الأميركيون الحاجة للقيام بذلك نيابة عنا .
* ما أولويات المسلمين الأمريكيين ؟ ماذا يستطيعون تقديمه في هذه المرحلة ؟
أولى الأولويات يجب إعلام الناس بالإسلام ,يرغب غير المسلمين الآن في الاستماع والتعلم . بما أن ملاك وسائل الإعلام يغلقون الطريق أمام وصول صوت المسلمين إلى الرأي العام , يجب على المسلمين التركيز على الوصول عبر المساجد المحلية خاصة من خلال التعاون بين الناس في المشاريع المدنية والسياسية المحلية . على المدى الطويل , سيكون أكثر ألاعمال فعالية قيام جامعة إسلامية على مستوى عالمي , لقد شاركت في إنشاء جامعة الهلال التي تتطلب مبلغ 100 مليون دولار قبل أن تفتح أبوابها للدراسة في عام 2006 ,في الوقت الذي تفتح فيه أولى كلياتها العليا في عام 2010 , إن شاء الله , ستحتاج إلى هبات بقيمة مليار دولار ,أي شيء أقل من ذلك سيكون مضيعة للوقت والمال .
* ذكرت في مقابلة صحفية سابقة بأن مستقبل الإسلام في أميركا إيجابيا للغاية , هل ستظل هذه المقولة صحيحة اليوم ؟ كيف ترى مستقبل الإسلام والمسلمين هناك ؟
إن اهتمامي يتركز أكثر بمستقبل أميركا من مستقبل الإسلام في أميركا . سيكون لبلادي مستقبل فقط إذا أصبحت إسلامية على جميع مستويات المجتمع .بهذا أعني أن أميركا تستطيع تحقيق قدرها كنموذج أخلاقي للعالم فقط إذا استطاع الأميركيون إحياء الحركة الكلاسيكية التي أدت إلى قيام الثورة الأميركية , وفقط إذا استطاع الأميركيون إحياء حكمة الإسلام الكلاسيكي , لأن هاتين القوتين في تاريخ العالم متماثلتان في الجوهر .
انعكست حكمة الإسلام في المبادئ العالمية للفكر الإسلامي , ما يعرف بمقاصد الشريعة , والتي ظلت ميتة 600 سنة , منذ أن طور الشاطبي فكرا إسلاميا إلى مستوى عال يصعب الوصول إليه اليوم . تعرضت حكمة أميركا الكلاسيكية إلى هجوم الإنسانيين العلمانيين منذ قيام الحرب الأهلية الأميركية منذ قرن ونصف , ومن قبل المتطرفين المتدينين خاصة منذ 11 سبتمبر